الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجية

بالتفاصيل: معهد أمريكي يرصد مئات الخروقات الحوثية لاتفاق السلام في اليمن

الانتهاكات الحوثية تهدد السلام ووقف إطلاق النار

ترجمة كيو بوست عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

“برزت أدلة متزايدة موثقة على أن المتمردين الحوثيين يحاولون تخريب وقف إطلاق النار، الأمر الذي يحتم العمل على إنشاء خطة متعددة الجنسيات لإجبار الحوثي على الانسحاب من الموانئ الرئيسة والمناطق الحضرية”، هذا ما ذكره المحلل الأمريكي البارز مايكل نايتس، في مقالته المنشورة في موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في 8 يناير/كانون الثاني 2019.

اقرأ أيضًا: صحف دولية: الحوثيون يستهلون العام الجديد بفضائح مدوّية

بعد أيام قليلة على توقيع اتفاقية ستوكهولم لوقف إطلاق النار في 14 ديسمبر/كانون الأول 2018، بدأ سريان وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، لكن برزت أدلة ثابتة ودامغة على أن المتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران، خرقوا العديد من بنود وقف إطلاق النار، وارتكبوا انتهاكات شتى شملت شن أكثر من 300 هجوم غير مبرر، وعسكرة مناطق حضرية واسعة، فضلًا عن الإخفاق في الانسحاب وفقًا للمواعيد المحددة من الأمم المتحدة. وبرغم أن الحكومة الشرعية وحلفاءها لم يتخذوا أي إجراءات انتقامية، إلا أن صبرهم آخذ في النفاذ.

ومن أجل إنقاذ هذه الهدنة الهشة، ينبغي التحقيق فورًا في تلك الأدلة. وفي حال ثبوت صحتها، يتحتم على الأمم المتحدة إرسال رسالة قوية للحوثيين، مفادها أن الوقت قصير، وأن المجتمع الدولي ينظر إليهم كمخربين للسلام، في حال انهيار الاتفاق. وينبغي كذلك على الكونغرس الأمريكي أن يأخذ بعين الاعتبار جميع الانتهاكات المثبتة، وأن يشير إلى أن واشنطن قد تعيد تقييم معارضتها لتحرير موانئ البحر الأحمر بالقوة.

 

التزامات وقف إطلاق النار

تنص اتفاقية ستوكهولم وقرار مجلس الأمن اللاحق رقم 2451 على أن ينفذ الطرفان ما يلي:

1) وقف إطلاق النار اعتبارًا من 18 ديسمبر/كانون الأول: دعا قرار الأمم المتحدة إلى “احترام كل الأطراف لوقف إطلاق النار المتفق عليه بشأن محافظة الحديدة”.

2) الانسحاب الحوثي من موانئ البحر الأحمر: ينص قرار الأمم المتحدة على وجوب انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة، والصليف، ورأس عيسى، بحلول 1 يناير/كانون الثاني 2019. قامت إحدى ميليشيات الحوثي بمغادرة الحديدة في 29 ديسمبر/كانون الأول، ولكن يُظهر أحد مقاطع الفيديو أن الكثير من المقاتلين ظلوا في المكان مرتدين زيًا عسكريًا لخفر السواحل، حلوا محل قوات ما قبل الحرب، المستمدة من السكان المحليين.

اقرأ أيضًا: شهادات من الميدان: انتهاكات الحوثيين في اليمن تشتدّ بشكل غير مسبوق

3) إعادة انتشار متبادل خارج مدينة الحديدة: يدعو قرار الأمم المتحدة إلى انسحاب القوات إلى المناطق المتفق عليها خارج المدينة بحلول 8 يناير/كانون الثاني، وكذلك “التعهد بعدم جلب أي تعزيزات” إلى الموانئ أو المدينة أو المحافظة. وبعيدًا عن هذا القرار، من المحتمل أن يُطلب من القوات الحكومية اليمنية إعادة الانتشار جنوب طريق الحديدة – صنعاء خلال فترة غير محددة، وكذلك التخلي عن نقاط عسكرية في مناطق الكيلو 8 و10 و16 على التقاطعات شمال شرقي المدينة.

4) إزالة التحصينات: يدعو القرار إلى “الالتزام بإزالة أي مظاهر عسكرية من المدينة”، دون الإشارة إلى تواريخ محددة. وحتى هذه اللحظة، تشير الصور الملتقطة إلى أن عدد التحصينات العسكرية الحوثية قد زاد بنسبة 57% في الفترة الواقعة ما بين 18 ديسمبر/كانون الأول و2 يناير/كانون الثاني.

كيو بوستس

الهجمات الحوثية خلال سريان وقف إطلاق النار

برزت أدلة تستند إلى طائرات مراقبة حديثة، ورادارات، توفر إحداثيات دقيقة للأمم المتحدة، وأوقاتًا وتفاصيل أخرى، حول الكثير من الانتهاكات الحوثية لاتفاقية ستوكهولم. وبحسب الأدلة المتوفرة، شن الحوثيون 313 هجومًا ما بين 18 ديسمبر/كانون الأول و2 يناير/كانون الثاني، ما تسبب بمقتل 25 شخصًا وإصابة 197 بجروح في صفوف القوات اليمنية.

التركيز الريفي: فقط 59 من الانتهاكات الحوثية (18,8%) حصلت في مدينة الحديدة، مقابل 154 هجومًا غير مرئي في المناطق الريفية جنوب المدينة. كرر الحوثيون هجماتهم ضد خط الإمداد الحكومي الرئيس بالقرب من منطقة التحيتا (26 هجومًا) ودريمة (45 هجومًا)، فضلًا عن 80 هجومًا ضد خطوط التحالف بالقرب من حيس. وبينما انخفضت الانتهاكات الحوثية من 30 انتهاكًا في اليوم الواحد إلى 3 انتهاكات بحلول 2 يناير/كانون الأول، شهدت المناطق الريفية هجمات حوثية تزايدت من 8 هجمات إلى 24 هجومًا في اليوم الواحد.

اقرأ أيضًا: بالأرقام والوثائق: مليارات الدولارات نهبها الحوثيون من خيرات اليمن

الأسلحة الثقيلة: قام الحوثيون بقصف القوات الحكومية وقوات التحالف بقذائف هاون ثقيلة 95 مرة اعتبارًا من 2 يناير/كانون الثاني، بالإضافة إلى 21 هجومًا بصواريخ كاتيوشيا و4 هجمات بمدافع من طراز هواترز. وبحسب المعلومات المتوفرة، استخدم الحوثيون صواريخ مدفعية ثقيلة من نوع (بدر 1) ضد مقرات التحالف في 21 ديسمبر/كانون الأول، وهو انتهاك صارخ يشير إلى تواطؤ قادة على مستوى عال. علاوة على ذلك، شن الحوثيون 55 هجومًا باستخدام رشاشات ثقيلة من عيار (14.5) ملم و(12.7) ملم، وكذلك 20 هجومًا باستخدام القنابل المتفجرة، و8 صواريخ مدفعية مضادة للطائرات، و4 هجمات باستخدام بنادق من طراز (B1)، وكذلك 76 هجومًا باستخدام أسلحة القنص.

وبهذه المعلومات الدامغة، يكون الحوثيون قد انتهكوا وقف إطلاق النار بمعدل 19,5 هجومًا في اليوم الواحد اعتبارًا من 2 يناير/كانون الثاني. وفي المقابل، لم يقم التحالف بأي هجوم باستخدام المدفعية أو الطائرات في الحديدة بعد 18 ديسمبر/كانون الثاني. وهذا يعني أن التحالف قد حافظ على وقف إطلاق النار من خلال إظهار ضبط النفس في 313 حالة من الانتهاكات الحوثية، دون الإقدام على اتخاذ أي نوع من هجمات انتقامية أو حتى عمليات دفاع عن النفس.

 

التحصين الحوثي في المناطق الحضرية

استغل الحوثيون فترة وقف إطلاق النار من أجل زيادة عدد تحصيناتهم بشكل كبير في مدينة الحديدة، في تناقض صارخ مع بنود اتفاقية ستوكهولم والقرار رقم 2451. امتلك الحوثيون قبل 18 ديسمبر/كانون الأول 157 خندقًا عسكريًا، ولكن المجموعة حفرت 50 خندقًا جديدًا بدءًا من 2 يناير/كانون الثاني، وهو انتهاك موثق بصور جرى تقديمها للأمم المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، قام الحوثيون بنصب حواجز متعددة داخل المدينة، باستخدام حاويات شحن. قبل وقف إطلاق النار في 18 ديسمبر/كانون الثاني، امتلك الحوثيون 118 حاجزًا، لكنهم نصبوا 109 حواجز جديدة اعتبارًا من 2 يناير/كانون الثاني. ومن اللافت للانتباه أن المجموعة المتمردة قامت بحماية هذه الحواجز بإحاطتها بحقول ألغام أرضية جديدة. وفي الوقت ذاته، استهدف الحوثيون سيارات الهندسة التابعة للائتلاف بأسلحة مضادة للدبابات، ما أدى إلى شل قدرتها على إزالة تلك الألغام. وهكذا، تحدى الحوثيون متطلبات الأمم المتحدة في “إزالة أي مظاهر عسكرية من المدينة”، بل ومنعوا التحالف كذلك من إزالة العقبات في المناطق المحررة.

اقرأ أيضًا: الحوثيون ينهبون المساعدات ويعرقلون العمل الإنساني في اليمن

 

الخلاصة

تشير الأدلة المقنعة المقدمة إلى الأمم المتحدة إلى أن الحوثيين ينتهكون بشكل صارخ قرار الأمم المتحدة رقم 2451، واتفاقية ستوكهولم، واتفاقية الحديدة اللاحقة. الأمر لا يتعلق هنا بمنح وقف إطلاق النار مزيدًا من الوقت كي يثمر؛ بل بضرورة إيقاف الاستهتار الحوثي بالجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن. من الواضح أن التحالف يبدي مسؤولية للحفاظ على وقف إطلاق النار، على عكس الحوثيين.

إن الإخفاق الحوثي في الانسحاب من موانئ البحر الأحمر بحلول 1 يناير/كانون الثاني، أو المدينة بحلول 8 يناير/كانون الثاني، يشكل تهديدًا خطيرًا آخر لمصداقية عملية السلام. وهذا يحتم توجيه المزيد من الضغوط على الحوثيين -بشكل مباشر وغير مباشر- من أجل إخلاء هذه المناطق بشكل كامل وفوري. وفي الوقت ذاته، لا ينبغي للأمم المتحدة أن تسمح بتمديد المهلة الزمنية، ولا ينبغي لها كذلك أن تتوقع انسحاب التحالف من طريق الحديدة – صنعاء قبل مغادرة الحوثيين الموانئ والمدينة. وفي حال أثبت الحوثيون عدم رغبتهم بمغادرة الموانئ والمدينة في نهاية يناير/كانون الثاني، فينبغي عدم معارضة تحرير المناطق الخاضعة للسيطرة الحوثية بالقوة.

 

المصدر: معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى

حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة