شؤون خليجيةملفات مميزة
بالأرقام: تصاعد وتيرة الدعم الإنساني والمادي الإماراتي لليمن
5.99 مليار درهم من المساعدات خلال عام ونصف

كيو بوست –
سلم الهلال الأحمر الإماراتي، الإثنين الماضي، دفعة جديدة من الأدوية النوعية لمركز بئر علي الصحي في مديرية رضوم بمحافظة شبوة، في خطوة اعتبرت استمرارًا للجهود الإنسانية في دعم القطاع الصحي في المناطق المحررة، بحسب ما نقلته وكالة وام الإماراتية للأنباء.
وفي اليوم ذاته، زودت الهيئة، المستشفى العام بمديرية حبان في المحافظة ذاتها، بكمية كبيرة من الأدوية والمساعدات الغذائية، في إطار الخطة التي تهدف إلى تأمين الاحتياجات الطبية الضرورية للأهالي بشكل مجاني.
وحول ذلك، قال رئيس فريق الهلال الأحمر بمحافظة شبوة محمد سيف المهيري، إن ذلك يأتي استمرارًا لدعم الهيئة للقطاع الصحي والمنشآت والمراكز الطبية في المحافظات اليمنية المحررة. وأضاف أن الهيئة تكثف من عملها داخل شبوة من أجل مجابهة الأوضاع الإنسانية المتدهورة اقتصاديًا وصحيًا، وتخفيف العبء عن كاهل الشعب اليمني.

وكانت الهيئة قد سيرت، في 19 يناير/كانون ثاني الجاري، 7 قوافل إغاثية تحتوي 4000 سلة غذائية، إلى مديرية عين، إحدى مديريات بيجان، في محافظة شبوة.
وكانت جهات يمنية كثيرة أشادت بالهيئة، يوم 17 يناير/كانون الثاني، بعد قيامها بتسيير فريق ميداني إلى منطقة شعب ثوبة بمنطقة العرم بمديرية حبان، تلبية لنداء مسن يمني ضرير، ناشدها مساندته وعائلته بشكل عاجل، بعد أن أقعده المرض وظروف الحرب عن تلبية متطلبات أسرته الأساسية، الأمر الذي دفع بالهيئة إلى التوجه مباشرة إلى المنطقة، وتزويدها بالمساعدات الغذائية، وبالمستلزمات الطبية.
وقبل ذلك بيوم واحد، وصلت إلى ميناء المكلا سفينة شحن إماراتية، تحمل أطنانًا من التمور، كمكرمة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من أجل توزيعها في حضرموت، وشبوة، ومأرب، والمهرة. وكانت سفينة أخرى قد وصلت قبل يومين من ذلك، تحمل مساعدات غذائية إلى حضرموت، تزامنًا مع نشاطات عام زايد.
وفي 15 يناير/كانون ثاني، كانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية قد وقعت اتفاقية مع مكتب التربية والتعليم في شبوة، من أجل بناء وصيانة عدد من الفصول الدراسية، بإحدى المدارس المحلية، في إطار دعم التعليم في المناطق المحررة.
وسبق ذلك بيوم واحد، تسيير الهيئة 6 قوافل إغاثية لأهالي مدينة يشبم بمديرية الصعيد بمحافظة شبوة، تضمنت أكثر من 1700 سلة غذائية متنوعة، استجابة لنداء أهالي المدينة للحصول على الدعم المادي والغذائي.
من ناحية ثانية، أعلن وزير الكهرباء والطاقة اليمنية عبد الله الأكوع، خلال الأسبوع الماضي، أن للإمارات إسهامات كبيرة في إنشاء وتأهيل مشروعات الكهرباء والطاقة في المدن اليمنية، وذلك من خلال تعزيز القدرات التوليدية الحالية للمحطات، خصوصًا محطة توليد المخاء، التي عادت فيها الكهرباء، بفضل جهود الإمارات، بعد انقطاعها منذ 3 سنوات بفعل ممارسات الحوثيين.
وأضاف الوزير الأكوع أن أبو ظبي قررت إهداء مدينة عدن محطة لتوليد الكهرباء بقدرة 100 ميغاواط، وأن العمل يجري على قدم وساق، من أجل دخولها إلى الخدمة في أسرع وقت ممكن. ولفت الوزير إلى أن المشروعات التنموية الإماراتية، والمساعدات الإغاثية تعكس نظرة الإمارات في مساعدة اليمن من جانبين؛ تنموي وإنساني، الأمر الذي وجد أطيب الأثر في نفس ووجدان الشعب اليمني، بحسب الوزير.
إحصائيات سابقة
ما يقرب من 6 مليار درهم، هي القيمة الإجمالية لمساعدات الإمارات العربية المتحدة لليمن، خلال الفترة الواقعة بين أبريل/حزيران 2015، وحتى نوفمبر/تشرين ثاني 2016.
وقد أوضحت خدمة التتبع المالي لمنظمة الأمم المتحدة أن الإمارات ساهمت بنسبة 31% من مجمل المساعدات التي قدمها العالم لليمن منذ بداية الأزمة عام 2015، وهو ما يعني أن الإمارات لوحدها قدمت ثلث المساعدات الكلية التي حصلت عليها اليمن من دول العالم مجتمعة.
وتوزعت فئات المساعدات الإماراتية ما بين تنموية وإنسانية وخيرية، إذ بلغت قيمة المساعدات الإنسانية العاجلة قرابة 1.8 مليار درهم (507 مليون دولار). أما المساعدات التنموية فقد بلغت، في تلك الفترة، 4.15 مليار درهم (1.1 مليار دولار)؛ منها 929 مليون درهم (235 مليون دولار) لقطاع الطاقة والكهرباء. أما في قطاع النقل فقد قدمت الإمارات 468 مليون درهم (132 مليون دولار) من أجل توفير مركبات وآليات لدعم قطاع النقل، ولإعادة بناء مطار وميناء عدن، وبناء مطار وميناء لجزيرة سقطرى.
كما وصلت مساعدات الهلال الأحمر الإماراتي لوحده إلى حوالي 2.5 مليون شخص، من بداية عام 2015، وحتى سبتمبر/أيلول 2016.
كما أعلنت الهيئة أن عام 2017 شهد معالجة 1500 جريح يمني في المستشفيات الإماراتية. وحتى يومنا هذا، وزعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قرابة نصف مليون سلة غذائية في محافظات عدن وأبين والضالع وتعز وشبوة ولحج.
المساعدات المستقبلية
أعلن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، يوم الإثنين الماضي، أن 1.5 مليار دولار، ستذهب إلى اليمن، خلال فترة قصيرة، كمساعدات إنسانية من التحالف إلى الشعب اليمني، الذي ذاق ويلات الحوثيين.
وقال بيان صادر عن التحالف أن السعودية والإمارات سيمدان جسرًا جويًا إلى الأراضي اليمنية، بالتحديد إلى مأرب، من أجل نقل المساعدات الإنسانية التي تحتاجها البلاد بشكل عاجل من الإمارات والسعودية ودول أخرى. كما أوضح التحالف أنه سينشئ 17 ممرًا بريًا بين السعودية واليمن، من أجل توصيل تلك المساعدات عبر البر أيضًا، في خطوة اعتبرها مراقبون أنها تهدف إلى توصيل الشحنات الإنسانية، والدوائية، والمواد الأساسية، إلى البلاد التي تخوض حربًا منذ 3 سنوات ضد الحوثيين، بعد أن تعمدت ميليشاتهم استهداف قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى المدنيين.
وقد جاءت تلك الخطوات بعد أن تجاهل الحوثيون إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، التي يعاني فيها قرابة 8.3 مليون شخص من نقص المساعدات الإنسانية، نتيجة توجيه الحوثيين المبالغ المالية الكبيرة التي تجمعها الجماعة بالقوة من السكان، نحو التسلح وتدمير البلاد، بدلًا من الحد من المشاكل الاقتصادية والإنسانية التي يعاني منها اليمنيون، خصوصا معاناة قرابة 400 ألف طفل يمني من سوء تغذية حاد، بحسب ما أوضحت الأمم المتحدة مؤخرًا.
كما أعلن التحالف أن 6 مواقع حدودية سيجري تشييدها من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل البلاد، بالتزامن مع تخصيص 30 إلى 40 مليون دولار لتوسيع قدرة الموانئ اليمنية على استقبال الشحنات الإضافية.
وكان وزير الخارجية السعودية عادل الجبير قد أوضح الأحد الماضي، أن الحوثيين اعترضوا أكثر من 85 سفينة مساعدات، ومئات الشاحنات والقوافل الإنسانية إلى اليمن.
كما أصدرت ميليشيات الحوثي، قبل فترة وجيزة، قرارًا بإيقاف عمل 36 منظمة إغاثية دولية وعربية ومحلية، تعمل في المجالات الصحية، في المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات، بحجة أن تلك المنظمات لا تعمل تحت إشراف وزارة الصحة!