الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةشؤون دولية
باكستان تمنع عرض فيلم RAAZI.. والسبب.. كشمير

كيوبوست
منعت السلطات الباكستانية عرض الأفلام الهندية في عموم البلاد؛ لا سيما تلك المتعلقة بقضية كشمير، وذلك على خلفية التوتر المتصاعد مع الجارة الهندية بعد إلغاء الأخيرة المادة 370 من الدستور الهندي التي تمنح وضعًا خاصًّا لمنطقة كشمير المتنازع عليها.

أبرز هذه الأفلام هو فيلم “RAAZI” الذي حقَّق نجاحًا منقطع النظير العام الماضي، وحصل على عدة جوائز سينمائية؛ أبرزها جائزة فيلم فير الهندية المرموقة، والتي يعتبرها البعض بمثابة الأوسكار الخاصة بصناعة بوليوود، بينما حصلت بطلته Alia Bahaat، عليا بهات، على جائزة أفضل ممثلة.
قصة حقيقية
يستند الفيلم إلى رواية شهيرة تحمل عنوان “Calling Sehmat” أو “تدعى سحمت”، كتبها الضابط البحري السابق Harinder Sikka ، هاريندر سيكا، مقتبسًا أحداثها من قصة حقيقية لفتاة هندية مسلمة تنحدر من ولاية كشمير، تنضم إلى جهاز الاستخبارات الهندي، وهي لم تتجاوز العشرين من عمرها خلال الحرب التي اندلعت بين الهند وباكستان في عام 1971.
ووَفقًا لمقابلة مع صحيفة “The Hindu”، فقد كان مؤلف الرواية غاضبًا جدًّا من أداء الجيش الهندي خلال حرب كارجيل عام 1999، ووصل الحد به إلى التشكيك في وطنية بعض الأشخاص في إدارة المخابرات. وخلال أحد النقاشات، صادف المؤلف ضابطًا بالجيش شاركه هذه القصة عن والدته، وقد تم تغيير اسم بطلة الرواية الحقيقية إلى (سحمت)؛ لأسباب أمنية.
التريلر الرسمي للفيلم
ووَفقًا للمؤلف الذي كان مفتونًا جدًّا بالقصة، فقد قام بعدة محاولات لتعقُّب خطى بطلة الرواية الحقيقية، رغم انعزالها وعدم رغبتها في الحديث؛ حيث كانت تُقيم في ذلك الوقت في مليركوتله “Malerkotla”، في البنجاب.

أحداث سريعة الإيقاع
يبدأ الفيلم بتسليط الضوء على عائلة “سحمت خان”، الفتاة التي تعيش في الجزء الهندي من كشمير، وتشعر بولاء كبير لهذا البلد.. والد “سحمت” يعمل مع الاستخبارات الهندية ويمدّها بالمعلومات عبر علاقاته الوطيدة وصداقاته الممتدة داخل باكستان؛ لكنه يشعر بإعياء شديد يحتم عليه التقاعد مبكرًا، وحتى لا ينكث ما عاهد عليه والده، يطلب من ابنته “سحمت” أن تترك الجامعة وتتزوج من ابن صديق له يعمل في جهاز الاستخبارات الباكستانية؛ ليتمكن جهاز الاستخبارات الهندية، بعد أن أخضع “سحمت” لتدريبات عالية المستوى في الجاسوسية، من زراعة عميلة سرية داخل أهم بيوت المسؤولين الباكستانيين.

استقبلت العائلة الباكستانية “سحمت” كزوجة لابنها الأصغر، الضابط في الجيش، والذي أغرم بـ”سحمت” من النظرة الأولى؛ ما سهَّل عليها الحصول على كثير من المعلومات الحساسة، وإنقاذ حياة الملايين من الجنود الهنود من خلال إعلامهم بمواقع عدوهم وتحركات القوات وضرب المخططات عبر الحدود.
ومن أهم المعلومات التي تمكَّنت “سحمت” من اختراقها، آنذاك، تلك المتعلقة بخطة باكستان الرامية إلى إغراق الناقلة الهندية “INS Viraat”، وأسهمت تلك المعلومات في إنقاذ مئات الأرواح.
اقرأ أيضًا: أميرتا بهيندير: “خطوة نحو السلام في كشمير”
لكن سرعان ما ينكشف أمر “سحمت” على يد خادم العائلة ذي الأصول الهندية أيضًا، والذي لم يكن مرتاحًا لها رغم براءة ملامحها؛ فتضطر مجبورةً إلى قتله حتى لا ينفضح أمرها، لكن حظها كان عاثرًا؛ فالرجل الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى تمكَّن من فضح ما تخفيه لشقيق العائلة الأكبر، والذي يعمل بدوره ضابطًا في جهاز الاستخبارات.
اقرأ أيضًا: ممثلة هندية مسلمة تعتزل الفن الذي “أبعدها عن الله”
واستجابة لتعليمات جاءت من الهند، قامت “سحمت” بتسميم الشقيق الأكبر، قبل أن ينكشف أمرها لزوجها الذي أحبَّته، والذي يخسر هو الآخر حياته في تفجير دبَّرته الاستخبارات الهندية عندما كان يحاول اللحاق بها؛ لتسليمها إلى العدالة.
في المشهد الأخير، تواجه “سحمت” رجل الاستخبارات الهندي الذي درَّبها، وتسأله لماذا أمر بقتل زوجها، وكاد يقتلها هي لولا أنها لم تكن المرأة الواقفة إلى جواره في أثناء الهجوم، لتفاجأ بجوابه: “في الحرب لا أحد مهم، لا أنتِ، ولا حتى أنا”.
اقرأ أيضًا: عضو الحزب الهندي الحاكم لـ”كيوبوست”: المادة 370 السبب الجذري للفساد والإرهاب في كشمير
تطلب “سحمت” العودة إلى الهند بعد التجربة القاسية التي عاشتها؛ لتكتشف أنها حامل، لكنها تقرر الاحتفاظ بالجنين؛ فهي لا تريد أن ترتكب الجريمة مرتَين، ليكبر ابنها بعد ذلك ويصبح ضابطًا في الجيش الهندي ويروي قصة والدته التي يبدو أن تجربة الحرب قد نالت من روحها الفتية، وجعلتها تعتزل الحياة مبكرًا في بيتها الريفي.
جدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي تحظر فيها باكستان الأفلام الهندية؛ حيث تصدر باكستان عادة أوامر بحظر أي منتج ثقافي قادم من الهند -خصوصًا منتجات بوليوود- في كل مرة يصبح فيها الجو السياسي بين البلدَين متوترًا.