الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

باحث غربي: لهذه الأسباب تخشى إيران خسارة معركة الحديدة

تخليد حرب اليمن أداة طهران لمواصلة أهدفها الأيديولوجية

ترجمة كيو بوست –

“طهران، ووكلاؤها في اليمن، مستعدون للتضحية بحياة ورفاهية اليمنيين، لإدامة الصراع ومواصلة تحقيق أهدافهم الأيديولوجية”، هذا ما ذكره الباحث في مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية”، بينهام تالبلو.

يتظاهر المسؤولون الإيرانيون بترويج الحل السلمي للنزاع في اليمن، بما يتوافق مع دعوات المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتين غريفيت، الذي يدعو إلى الحل السياسي والابتعاد عن الحلول العسكرية. ولكن الحقيقة المؤكدة هي أن طهران تواصل إرسال الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين، بما فيها الصواريخ الباليستية.

وبما أن إيران لم تتوقف حتى هذه اللحظة عن نقل الأسلحة إلى جماعة الحوثي، فمن المنطق أن نخرج بنتيجة مفادها أن طهران تسعى إلى تخليد صراعٍ ضد خصومها، لاستنزافها ماليًا وعسكريًا، دون أن تتكبد سوى تكاليف محدودة، حتى وإن كان ذلك على حساب حياة المدنيين اليمنيين.

لم تختر إيران اليمن سوى لسببين: أولًا، محاربة المملكة العربية السعودية من الخارج، وتجنب مواجهة القوات السعودية وجهًا لوجه على الأراضي الإيرانية. ثانيًا، تجهيز وتدريب وكلاء خارجيين، يمكن الاعتماد عليهم في خوض الحروب والتسلل إلى الحكومات الأخرى نيابة عن طهران. والأمثلة كثيرة على ذلك، من بينها إرسال شيعة عرب وأفغان وباكستانيين للقتال حتى الموت في سوريا لحماية نظام الأسد. وفي لبنان، أمضت إيران 4 عقود من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لدعم حزب الله، الذي يهيمن اليوم على بيروت.

وفي اليمن، تتبنى طهران الإستراتيجية ذاتها، محاولة إخفاء آثار قدميها على الأراضي اليمنية، من خلال دعم جماعة الحوثي، التي تسبب اضطرابات للسعودية، تمامًا كما تشكلها للدولة اليمنية. لقد زودت إيران الحوثيين ببنادق وأسلحة ميدانية وصواريخ متنوعة من أجل استخدامها ضد المملكة، إلا أن الكثيرين في الغرب لا يدركون أن النظام الإيراني يستخدم الحرب اليمنية لقتل وجرح المدنيين في الرياض.

وهذا يقودنا إلى المعركة الحالية في ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون نظرًا لأهميته الإستراتيجية، وطبيعته كمدخل رئيس للمساعدات الإنسانية مثل الدواء والغذاء ومياه الشرب النقية. في الحقيقة، صدرت تقارير عديدة تتحدث عن قيام الحوثيين بحرف المساعدات عن مسارها الحقيقي باتجاه مستحقيها.

ووفقًا لتقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة، فإن الطرق “الأكثر احتمالًا” لتهريب الصواريخ هي الطرق البرية عبر سلطنة عُمان، أو عبر محافظة مهرة شرق اليمن. وأكدت اللجنة كذلك أن هنالك أنواعًا من الأسلحة التفجيرية لا يمكن أن تصل إلى الأراضي اليمنية دون مرورها عبر ميناء الحديدة.

الحوثيون يحققون أرباحًا هائلة من الرسوم الجمركية في الموانئ، كما يشاركون في بيع محظورات مربحة في السوق السوداء، وهو ما أكده تقرير لجنة الأمم المتحدة. وفي الفترة الواقعة ما بين مايو/أيار حتى تموز/يوليو العام المنصرم، كسب الحوثيون ما قيمته 1,3 مليار دولار من تهريب النفط إلى السوق السوداء عبر مينائين، أحدهما ميناء الحديدة.

قرر التحالف العربي استعادة المدينة الساحلية، بهدف وقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الأراضي اليمنية عبر هذا الميناء، بعدما ظهرت تقديرات استخبارية متعددة حول ذلك.

من شأن إحكام السيطرة على ميناء الحديدة أن يقطع دخول الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، وأن يحافظ على مسار المساعدات الإنسانية إلى الوجهة الصحيحة، وأن يجبر جماعة الحوثي على الجلوس على طاولة المفاوضات. قد تتزايد الانتقادات الموجهة إلى الائتلاف العربي إزاء معركة الحديدة، في ظل هروب طهران من وطأة الإعلام حول دورها في إطالة أمد الحرب، لكن معركة الحديدة هامة لتحقيق الأهداف المذكورة. وما هو مؤكد، هو أن إيران وشركاءها في الجريمة أثبتوا استعدادهم للتضحية بحياة ورفاهية المدنيين اليمنيين، من أجل إبقاء الصراع مستمرًا ومتابعة أهدافهم الأيديولوجية.

المصدر: مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطية” الأمريكية

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة