اسرائيلياتفلسطينيات

بإعلان “بتكوين”: هل تنجح حماس في كسر الحصار المالي عبر الفضاء الرقمي؟

هل تنجح حماس في الحصول على الأموال بدون معرفة إسرائيل؟

كيو بوست – 

في إعلان غير مألوف، دعت حركة حماس عبر ذراعها العسكرية، كتائب عز الدين القسام، إلى تمويلها عن طريق عملية بتكوين الإلكترونية، لتخطي الحظر الأمريكي الإسرائيلي على وصول الأموال إلى الحركة في قطاع غزة.

وبعد أن ظهرت العملات الرقمية خلال السنوات القليلة الأخيرة على يد مجموعات من الأفراد العاديين كمصدر ربح ضمن نطاق الفضاء الرقمي الإلكتروني على الإنترنت، جاء إعلان حماس ليضفي على هذا القطاع مزيدًا من الاهتمام، خصوصًا من طرف المتتبعين العرب الذين لا ينشطون كثيرًا في هذا المجال.

اقرأ أيضًا: هل تنجح بيتكوين في تغيير وجه الاقتصاد العالمي؟

وقال “أبو عبيدة”، الناطق باسم الكتائب، في منشور عبر قناته على تطبيق “تلغرام”: “ندعو كل محبي المقاومة وداعمي قضيتنا العادلة إلى دعم المقاومة ماليًا من خلال عملة بتكوين، عبر الآليات التي سنعلنها قريبًا”، وذلك وفقًا لما نشره موقع كتائب القسام مساء الثلاثاء.

وأضاف أبو عبيدة: “إن العدو الصهيوني يحارب المقاومة من خلال محاولة قطع الدعم عنها بكل السبل، لكن محبي المقاومة في كل العالم يحاربون هذه المحاولات الصهيونية، ويسعون إلى إيجاد سبل الدعم الممكنة للمقاومة كافة”.

ويطرح إعلان حماس تساؤلات بارزة حول ما إذا كانت هذه العملات ستعوضها في الدعم المالي فعلًا، وحول ما يميزها لتتخطى الحظر الإسرائيلي، والأسباب وراء لجوء الحركة إليها.

 

عملات البتكوين وتفسير إعلان حماس

كثير منكم سمع عن هذه العملة لكن دون إدراك حقيقي أو فهم لآلية عملها وكيف يمكن أن تكون مصدر دخلي مالي لأصحابها.

هنالك ميزات عدة للعملة تجعل منها خيارًا قد يفسر إعلان حماس اللجوء إليها بهدف سد الأزمة المالية الشديدة التي تعاني منها الحركة خلال السنوات الأخيرة.

طرحت هذه العملة الإلكترونية لأول مرة عام 2009 على يد شخص أطلق على نفسه ساتوشي ناكاموتو ضمن ورقة بحثية.

وبتكوين هي عملة إلكترونية يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو، لكن لا وجود فيزيائيًا لها، ويجري تداولها بشكل كامل على الإنترنت.

يمكن استخدام هذه العملة كأي عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات التقليدية.

اقرأ أيضًا: أضخم ثورة بعد الإنترنت محظورة في العالم العربي!

ويقول القائمون على هذه العملة إن الهدف منها هو تغيير الاقتصاد العالمي بالطريقة ذاتها التي غيرت بها الشبكة العنكبوتية أساليب النشر.

بالنسبة لإعلان حركة حماس، فإن تبريره يكمن في أن بِتْكُويْن تقوم على التعاملات المالية بين شخصين مباشرة دون وجود هيئة وسيطة تنظم هذه التعاملات، إذ تذهب النقود من حساب مستخدم إلى آخر بشكل فوري، دون وجود أي رسوم تحويل، ودون المرور عبر أي مصارف أو أي جهات وسيطة من أي نوع كان.

كذلك توصف العملة بأنها عملة رقمية ذات مجهولية، أي أنها لا تمتلك رقمًا متسلسلًا ولا أي وسيلة أخرى من أي نوع تتيح تتبع ما أنفق للوصول إلى البائع أو المشتري، مما يجعل منها فكرة رائجة لدى كل من المدافعين عن الخصوصية، أو بائعي البضاعة غير المشروعة (مثل المخدرات) عبر الإنترنت على حد سواء، وفقًا لتقارير مختصين بهذا الشأن.

 

الاعتراف بها

على صعيد رواج العملة وفعاليتها، فإن النقطة الأساسية البارزة هي إمكانية تحويلها إلى عملة نقدية، وهذه عملية تجري بين الأشخاص، إذ يقدم الكثير من الأفراد حول العالم على شرائها لغرض الربح بفارق السعر أو استخدامها في عمليات الشراء الإلكتروني. وتوجد مجموعة متزايدة من المواقع التي تقبل هذه العملة، من بينها شركات ومواقع كبيرة ومتنوعة، مثل مواقع بيع خدمات الاستضافة وحجز أسماء النطاق والشبكات الاجتماعية ومواقع الفيديو والموسيقى والمواقع المتنوعة التي تبيع أنواع المنتجات المختلفة.

وألمانيا هي الدولة الوحيدة التي اعترفت رسميًا بأن عملة بِتْكُويْن هي نوع من النقود الإلكترونية، واعتبرت الحكومة الألمانية أنها تستطيع فرض الضريبة على الأرباح التي تحققها الشركات التي تتعامل بـ”بِتْكُويْن”، في حين تبقى المعاملات المالية الفردية معفية من الضرائب.

 

ما نظرة إسرائيل لهذه الخطوة؟

إن كانت الخطوة التي أعلنت عنها حماس تهم مؤيديها والجمهور الذي يريد الاطلاع أكثر على تفاصيل هذه العملة، فإن اهتمامًا بالقدر ذاته أو أكثر توليه إسرائيل لهذا الإعلان؛ فلطالما سعت إلى منع وصول أي دعم مالي لحماس، الإ عبر قطر خلال وصول الدفعات المالية التي قادها السفير القطري محمد العمادي بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية، مؤخرًا.

وكشف تقرير لموقع “واينت” الإسرائيلي عن قلق إسرائيلي جرّاء تحول إستراتيجي لدى كتائب القسام –الجناح المسلح لحركة حماس- في جمع التبرعات لتمويل عملياته، من خلال تحوّله لاستخدام العملة الرقمية “بتكوين”.

ويقول التقرير إنه “في السنوات السابقة، نجحت الخطة الإسرائيلية في تجفيف مصادر حماس المالية، وتشديد الخناق على الجهات الممولة للحركة من الخارج، إلا أن الإستراتيجية الجديدة لدى حركة حماس بدأت تثير القلق الإسرائيلي، وذلك بعد نشر صورة لمتحدث باسم حركة حماس، دعا فيها إلى تمويل ودعم الحركة ماليًا عبر بتكوين”.

ورأى الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت أن “لجوء القسام إلى ذلك جاء بسبب وجود صعوبة كبيرة في ملاحقة مثل هذه العمليات المالية”، مضيفًا أن “حماس تسعى إلى إحداث تغيير في أساليب عملها وجمعها التمويل؛ بهدف تضليل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حول الجهات الممولة لها”.

وتمر حماس بأزمة مالية خلال السنوات الأخيرة بسبب انشغال دول المنطقة بأزماتها الممتدة، وكذلك الضغوط الأمريكية الكبيرة على الدول الداعمة.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة