شؤون خليجيةشؤون عربية

انقلاب بارز في موازين الحرب.. هل اقترب الحسم في اليمن؟

اشتباكات عنيفة في العاصمة اليمنية صنعاء بين مسلحي الحوثي وقوات صالح

خاص كيو بوستس –

بعد سنوات من التحالف العابر بين الحوثيين وأتباع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وخوضهما مواجهة دامية ضد تحالف آخر تقوده السعودية التي شنت عملية عسكرية لإرجاع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الحكم، أعلن صالح فك الحلف وبدأ مواجهة عسكرية ضد حلفائه الحوثيين، الأمر الذي يبدو كمرحلة حسم جديدة تدخلها الحرب المستمرة في اليمن.

منذ الأربعاء وحتى السبت (الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2017) تتواصل اشتباكات عنيفة في العاصمة اليمنية صنعاء بين مسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبدالله صالح. وتحقق الأخيرة تقدمًا متسارعًا في العاصمة التي سيطر عليها حلفاء الأمس، أعداء اليوم، منذ إسقاط حكومة هادي وبدء العملية العسكرية السعودية.

واتهم الحوثيون صالح “بالانقلاب على الشراكة” معهم “والانتقال إلى “المعسكر الآخر” وتوجيه “خناجره المسمومة للطعن في الظهر”، حسب تعبيرهم. فيما دعا صالح بخطاب متلفز، إلى فتح صفحة جديدة وبدء حوار مع التحالف الذي تقوده السعودية، وذلك في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب.

“أدعو الأشقاء في دول الجوار والمتحالفين أن يوقفوا عدوانهم ويرفعوا الحصار وأن يفتحوا المطارات وأن يسمحوا للمواد الغذائية بالدخول، وأن يسمحوا بإسعاف الجرحى. سنفتح صفحة جديدة للتعامل معهم بحكم الجوار، يكفي ما حصل في اليمن”، قال صالح، مطالبًا قواته بعدم تنفيذ أي تعليمات من الحوثيين.

هذا التحول البارز في موازين قوى الحرب في اليمن، قد يعجل في الحسم، سيما وأن صالح الذي يرأس حزب المؤتمر الشعبي يملك أنصارًا وقوات مسلحة من الجيش اليمني الموالي له، ما يعطيه قدرة على طرد الحوثيين واستعادة زمام السيطرة. 

 

انقلابات داخل انقلاب

التقلبات والانقلابات التي مرت بها العلاقة بين الحوثيين وصالح، تبدو غريبة الأطوار، ففي يونيو/حزيران 2004 بدأت الحرب بين الحوثيين والقوات الحكومية في محافظة صعدة، وكان المؤتمر الشعبي العام هو الحزب الحاكم، وحينها كان علي عبد الله صالح رئيسًا للبلاد.

استمرت الحرب بين الطرفين حتى تنحي صالح عام 2011، وانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسًا جديدًا للبلاد، إلا أن الأخير واجه تحالفًا بين صالح وقسم كبير من الجيش اليمني من جهة والحوثيين من جهة أخرى، ما أدى إلى إسقاطه.

وفي سبتمبر/أيلول 2014 سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء، ووجهت اتهامات لقوات موالية لصالح بالتعاون معهم.

في 25 مارس 2015 دخلت السعودية في مواجهة عسكرية دعمًا لحكومة هادي، ضد تحالف صالح والحوثيين. قبل أن يعود التوتر والمواجهة مرة أخرى بين الحليفين الأخيرين، في 26 أغسطس/آب 2017، إذ وقعت اشتباكات بين الطرفين في صنعاء بعد اعتراض مسلحين حوثيين موكب نجل صالح، وقتل نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر.

أخيرًا في الثاني من ديسمبر الجاري اندلعت اشتباكات بين الحوثيين والموالين لصالح في أحياء بصنعاء، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة للمرة الأولى. 

 

اختلال ميزان القوى

شكل تحالف الحوثيين وصالح قوة عسكرية استطاعت مجاراة تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية لعامين على التوالي، وتمكنت من الحفاظ على السيطرة على الأرض. لكن وقد حدث الانشقاق فإن ميزان القوى سيرجح في الغالب لكفة التحالف العربي في حال ذهب صالح باتجاه الحوار والتفاهم معه.

عسكريًا، يبدو أن الأيام الأولى والتطورات الحاصلة، تعطي مؤشرًا بتفوق قوات صالح على الحوثيين الذين باتوا معزولين، في ظل مواصلة طردهم من مناطق عدة في صنعاء. وهو تفوق يبدو منطقيًا كون القوات المسلحة الموالية لصالح تملك من القوة العسكرية والتدريب ما يؤهلها لذلك.

 

 ترحيب سعودي

سارع التحالف العسكري بقيادة السعودية إلى الترحيب بتصريحات صالح. وفي بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، قال التحالف: “استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم سيخلصان اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية (…) التابعة لإيران”، في إشارة إلى حركة أنصار الله الحوثية.

كما رحبت الإمارات بهذه التطورات عبر وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي غرّد عبر تويتر بتحية ما وصفها بـ”انتفاضة صنعاء”، قائلًا إنها ستعيد “شعب اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي”.

هذا الترحيب، يشير أولًا إلى احتمالية كبيرة لتحالف سعودي مع صالح ضد الحوثيين، الأمر الذي قد يعجل في حسم الحرب في البلاد التي شهدت دمارًا وكوارث صحية وحياتية، منذ بدايتها. وثانيًا إلى هزيمة متوقعة للحوثيين المدعومين من إيران.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة