ثقافة ومعرفةشؤون دولية
انتهاكات جماعية لحقوق الإنسان: الصين ترسل مسلمي الإيغور إلى معسكرات سياسية
أقلية إسلامية تعاني من القوانين العنصرية!

كيو بوست –
جاء في تقرير على موقع نيوز ويك الأمريكي، أن المسلمين الإيغور في الصين يتم إجبارهم على الدخول في معسكرات لإعادة التربية السياسية، تشبه إلى حد كبير السجون التي كانت تملأ البلاد خلال الحقبة الماوية القمعية.
ووفقًا لما ذكرته جماعات حقوق الإنسان، فإن أكثر من 100 ألف مسلم إيغوري محتجزون في مراكز “إعادة التعليم” في منطقة شينجيانغ شمال غربي الصين، كما أن عشرات الآلاف منهم محتجزون بشكل غير قانوني في مدينة كاشغار وحدها، في مرافق قذرة ومزدحمة جدًا، يجبرون فيها على غناء الأناشيد الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني، وعلى نبذ معتقداتهم الدينية الإسلامية.
وعلى مدى عقود، تعرض حوالي 11 مليون إيغوري للمراقبة المشددة والاعتقالات، في خطوة تعتبر انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وازداد هذا الوضع حدة عندما أصبح رجل يدعى تشن كوانجو زعيمًا للحزب الشيوعي الجديد في شينجيانغ، بعد أن قام باستخدام تكنولوجيات مراقبة جديدة لمراقبة سكان الإيغور.
وبين التقرير أن سكرتير الحزب الشيوعي تشن كوانغو قد أعلن، في وقت سابق، عن أكثر من 90 ألف منصب جديد لرجال شرطة، ومناصب أمنية أخرى في منطقة شينجانج، الأمر الذي قابله الكثيرون بالشك والريبة!
وقد تحول كوانغو إلى سياسي معروف داخل الصين؛ إذ اكتسب سمعة كبيرة كمعزز للسياسية العرقية في البلاد، وذلك لتأمين وجود الحزب الشيوعي على حساب الإيغور، والأقليات، وسكان هضبة التبت، والأقليات العرقية الأخرى غرب الصين.
تبادل الاتهامات بين الطرفين
تبادلت كل من السلطات الصينية والإيغور الاتهامات فيما بينهم، إذ تقول الصين إن ميلشيات إغورية تشن حملات عنف، وتتآمر على القيام بعمليات تفجير وتخريب وعصيان مدني لإعلان دولة مستقلة لهم، أما الإيغور فيتهمون الحكومة الصينية بالعنصرية وممارسة التمييز ضدهم.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن الكثير من الإيغوريين ينشطون ضد الحكومة المركزية في بكين، مطالبين بالاستقلال، إذ تمتع هؤلاء في أوائل القرن العشرين ولفترة وجيزة بالاستقلال، لكن المنطقة بعد ذلك خضعت بالكامل لسيطرة الصين الشيوعية عام 1949. وبالرغم من أن شينجيانغ تتمتع بالحكم الذاتي كإقليم التبت في جنوب البلاد، إلا أنهم يطالبون بالاستقلال الكامل، وإعادة بناء “دولة تركستان الشرقية”. وترى الصين أن حركة استقلال تركستان الشرقية هي التحدي الأبرز لها على المتسوى الأمني والاقتصادي والاستقرار الجماعي.
وأدى القلق الصيني من حدوث أعمال إرهابية من متطرفين في شينجيانغ، إلى رصد مبالغ مالية ومكافآت لمن يدلي بمعلومات عن أنشطة إرهابية محتملة. وقد وصلت هذه المكافآت، في بعض الأحيان، إلى 725 ألف دولار.
من هم الإيغور؟
الإيغور هم أقلية عرقية إسلامية من أصل تركي، تعيش في المقام الأول في الصين، وفي أجزاء من آسيا الوسطى. يشكل الإيغور حوالي 45% من سكان شينجيانغ، التي تحتوي على النسبة الأكبر منهم، أما نسبة الصينيين من عرق الهان فتبلغ نحو 40%.
وعمل الإيغور على إثراء الثقافة الصينية بالعديد من الكتب والمؤلفات والفنون والموسيقى، كان أبرزها الألعاب البهلوانية التي ما زال يشتهر بها الصينيون.
وبحسب العديد من التقارير فإن الأقلية الإيغورية تعاني من العديد من التضييقات، بدءًا من التضييق على حرية ممارسة الشعائر الدينية، كمنع الصيام في شهر رمضان، أو إطلاق اللحى للرجال، وارتداء النقاب في الأماكن العامة للنساء. وقد جرى مؤخرًا سن مجموعة من القوانين العنصرية تشمل وجوب إرسال الأطفال إلى المدارس الحكومية، وضرورة الامتثال إلى سياسات تنظيم الأسرة التي تقرها الحكومة الصينية، والإتلاف المتعمد للوثائق الحكومية، ووثائق الزواج من خلال الإجراءات الدينية فقط، بحسب وكالة رويترز للأنباء.