الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
انتقادات أمريكية لاذعة لتجاوزات أنقرة ضد السامية والأقليات الدينية
مراقبون لـ"كيوبوست": العنصرية الدينية باتت سمة من سمات السياسة التركية تحت قيادة أردوغان

كيوبوست
تواجه الحكومة التركية انتقاداتٍ أمريكية رسمية تخص تجاوزات أنقرة المستمرة في ملف الحريات الدينية، والضغوط التي تمارسها على البطريركية المسكونية، والقيود المفروضة على حقوق الأقليات الدينية؛ وهي التجاوزات التي اتخذت منحنى تصاعدياً تحت حكم أردوغان.
آخر هذه التجاوزات تمثل في تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن، واصفاً إياه بأن يدَيه “ملطختان بالدماء”؛ بسبب دعمه إسرائيل ضد الفلسطينيين، وهي التصريحات التي انتقدتها بشدة وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان رسمي لها، معتبرةً إياها “معاداة للسامية تشتمل على دعواتٍ تحريضية على ارتكاب المزيد من العنف والإرهاب”، موجهةً الدعوة إلى الرئيس التركي ومسؤولي حكومته بالامتناع التام عن إطلاق هذا النوع من التصريحات المرفوضة تماماً.
اقرأ أيضًا: قانون الجمعيات الأهلية في تركيا.. مصيدة جديدة لقمع الحريات
عنصرية دينية
“العنصرية الدينية وانتهاك حقوق الأقليات غير المسلمة باتت سمة من سمات السياسة التركية تحت قيادة أردوغان”، حسب المحلل السياسي التركي والأستاذ في جامعة أنقرة الدكتور خير الدين كربجي أوغلو.

يقول أوغلو لـ”كيوبوست”: إن التقارير الدولية خلال السنوات الأخيرة وضعت تركيا في مرتبة متأخرة للغاية في ما يخص حرية التعبير، والحرية الدينية، “وهو مؤشر خطر من شأنه التأثير سلباً على البلاد في كل المجالات؛ حيث إن الأمر لن يتوقف على السياسة فقط، وإنما سيتوغل في مجالات الثقافة والاجتماع، وغيرها، للدرجة التي تجعل من أنقرة مكاناً غير مرحب به على المستويات كافة”.
حسب تقرير نشره موقع وزارة الخارجية الأمريكية، تصر تركيا على إغلاق مدرسة هالكي للروم الأرثوذكس، فضلاً عن عدم الاعتراف بالبطريرك المسكوني برثولوميو الأول، كزعيمٍ للطائفة المسيحية.

التقرير لم يتوقف عند رصد التجاوزات التركية في مجال الحريات الدينية؛ بل أوضح أن هناك مطالبات من كبار المسؤولين الأمريكيين للحكومة التركية، بالسماح بإعادة افتتاح مدرسة هالكي وتدريب رجال الدين من جميع الطوائف في البلاد.
لا يمكن التعامل مع تقرير الخارجية الأمريكية كتقرير رصد فقط؛ “بل هو تسليط للضوء على عديد من الانتهاكات التي تمارسها أجهزة أردوغان بحق الأقليات الدينية، فضلاً عن كونه دليلاً قوياً لمؤسسات حقوق الإنسان التي تريد اتخاذ خطواتٍ تصعيدية ضد تركيا في هذا المجال”، حسب الدكتور طارق فهمي؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.
اقرأ أيضًا: المرأة مهددة بالسجن والاغتصاب والقتل في تركيا!
تصعيد محتمل
يؤكد د.فهمي، لـ”كيوبوست”، أن التنديد الأمريكي الرسمي بما تفعله تركيا في مجال الحرية الدينية “يعتبر مؤشراً على خطواتٍ تصعيدية محتملة، ربما في المستقبل، في حال استمرار هذه الانتهاكات، كما أن بيان الخارجية الأمريكية يمكن اعتباره كارت إنذار لأردوغان؛ لإعادة رسم سياساته بما لا يعرِّضه إلى عقوبات أمريكية”.

التقرير طالب بإدراج تركيا في قائمة المراقبة الخاصة؛ بسبب انتهاكاتها الجسيمة للحرية الدينية، التي تسير في مسار مقلق للغاية.
يعلق المحلل السياسي التركي والأستاذ في جامعة أنقرة الدكتور خير الدين كربجي أوغلو، قائلاً: “إن التهديد الأمريكي بإدراج تركيا في قائمة المراقبة الخاصة يجب أخذه في الاعتبار من جانب حكومة أردوغان؛ لأنه سيترك بصمة سيئة للغاية بخصوص صورة البلاد أمام المجتمع الدولي، وستكون للأمر عواقب وخيمة في مجالات عدة”.
يختتم الدكتور طارق فهمي؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حديثه مع “كيوبوست”، موضحاً أن “استمرار السياسة التركية المعادية للتعددية الدينية، والمغذية للتطرف والعنف، ستكون بمثابة مسمار في نعش الرئيس التركي وهو يستعد لانتخاباتٍ غير مأمونة العواقب، كما أن صدور المزيد من التقارير الفاضحة لهذه الممارسات التركية ستكون له مردودات لا تصبُّ بأية حال من الأحوال في صالح أردوغان”.