الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

انتخاب تبون رئيسًا للجزائر.. تدعيم المشهد السياسي داخليًّا بالشباب واستعادة الهيبة الدبلوماسية خارجيًّا

كيوبوست – الجزائر

يبدو أن التيار الإسلامي بزعمائه الحاليين في مواجهة أيام عصيبة مع انتخاب عبد المجيد تبون رئيسًا للجزائر، بعد أن صرَّح في أول ندوة صحفية له مباشرة بعد إعلان فوزه، بأنه سيغير المشهد السياسي العام في البلاد بدفع فئة الشباب إلى الواجهة.

صدم عبد المجيد تبون، بعد أقل من 24 ساعة على انتخابه رئيسًا للبلاد، الطبقة السياسية؛ خصوصًا “القديمة”، وكشف عن تمسكه بالشباب في التأسيس لجزائر جديدة، معلنًا أنه سيعمل على منح الأولوية لهذه الفئة في جميع المجالات وعلى جميع المستويات، قائلًا إنه سيعيد إحياء المشهد السياسي بوجوه شابة؛ وهو ما جعل التيار الإسلامي الذي كانت له مواجهة “ساخنة” مع تبون أيام توليه رئاسة الحكومة في عهد بوتفليقة، يتوجس خيفةً من رد فعل يدفع “الديناصورات الإسلامية” إلى الانسحاب من الواجهة السياسية.

اقرأ أيضًا: الجزائر.. مرشحون للرئاسة يتجنبون أزمة ليبيا.. وإخواني يهاجم حفتر ويحذِّر من هجوم قواته

وشن الإسلاميون حملة انتقادات استهدفت مخطط عمل عبد المجيد تبون خلال ترؤسه الحكومة، واتهموه بالوعود والعموميات وغياب الأرقام وتجاهل القضايا المهمة، قائلين إنه يفتقر إلى التحليل العميق للوضع العام في البلاد، ويعتمد في المقابل على الأسلوب الإنشائي في التحرير، موضحين أن مخطط عمل رئيس الحكومة عبد المجيد تبون، إنما وضِع من أجل تسيير الأزمة القائمة وتمديد عمرها لا لمعالجتها وتجاوزها، كما يستهدف الفئات الاجتماعية الهشة.

انتقادات التيار الإسلامي لعبد المجيد تبون خلال ترؤسه الحكومة في عهد بوتفليقة

وأشار رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، آنذاك، إلى أن مخطط تبون يفتقر إلى رؤية اقتصادية واضحة، وغاب عنه تحديد سلم الأولويات، وكذا القطاعات التي يعتمد عليها لتحقيق النمو، منتقدًا غياب إجراءات جديدة في مجال تعزيز الديمقراطية والحريات، قائلًا إنه طغت عليه الوعود الفضفاضة.

وتمت تنحية عبد المجيد تبون من على رأس الحكومة في 2017، بعد 3 أشهر من تسلُّم مهامه؛ بسبب اشتداد الضغط عليه من كل الجهات، كان الإسلاميون إحداها، ويعيد بوتفليقة شقيق الرئيس ومحيطه من رجال المال؛ ليعود في 2019 كرئيس للبلاد.

في السياق ذاته، ذكر المحلل السياسي صادق أمين، في حديث إلى “كيوبوست”، أن التيار الإسلامي في الجزائر فقد كثيرًا من قواعده النضالية؛ لأنه أثبت فشله وعجزه عن القراءة السليمة ومواكبة الأحداث، لافتًا إلى أن تبون يعلم أن الجزائر فقدت وزنها دوليًّا وباتت غائبة عن عديد من القضايا والملفات التي تهم الأمن القومي للبلاد؛ وأهمها الملف الليبي، وعليه فإنه من المنتظر أن تعود الجزائر إلى سابق عهدها مع حكم تبون، وتستعيد مكانتها في ليبيا بالتنسيق مع مصر؛ من أجل استقرار هذا البلد الجار.

المحلل السياسي صادق أمين

وقال أمين: “بخصوص العلاقات مع الخليج، فإن الجزائر سيكون لها دور للتقريب بين الدول الخليجية وكذا العربية، وذلك بالنظر إلى الاحترام الذي تكنه لكل الدول وَفق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.

ورد الرئيس تبون، خلال ندوته الصحفية على سؤال حول العلاقات مع الجيران والدول العربية والإفريقية، بأنه حساس جدًّا عندما يتعلق بالسيادة، وعليه فإنه “لا نغفر لأيٍّ كان المساس بسيادة الجزائر، ولا نقبل أن يتحدث أحد عن وصايته على الجزائر”، مشيدًا بـ”الاحترام والحب الذي نكنه للشعب المغربي الشقيق، ونتمنى فتح الحدود البرية بين البلدَين مع زوال مسببات إغلاقها”، بينما كان رده قاسيًا إزاء فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون، الذي طالب بفتح حوار مع كل أطياف الشعب الجزائري، قائلًا: “لن أرد على تصريحات كهذه، وهو حر في تسويق البضاعة التي يريد في بلده.. أنا لا أعترف إلا بالشعب الذي انتخبني”.

اقرأ أيضًا: رئاسيات الجزائر تكشف عن “طمع” الإخوان

وأبرز الرئيس الفرنسي الموجود في بلجيكا، ردًّا على سؤال أحد الصحفيين بشأن انتخاب عبد المجيد تبون رئيسًا للجزائر، بالقول: “علمت اليوم أنه تم انتخاب تبون رئيسًا للجزائر عقب احتجاجات شعبية لم تشهدها البلاد منذ الاستقلال في 1962.. أدعو السلطات الجزائرية إلى التحاور مع الشعب الجزائري”، متابعًا بأن الحوار يجب أن يكون مفتوحًا بين السلطات والمواطنين، موضحًا أنه ليست لديه صفة للإدلاء بتعليق حول الأمر، أو ما إذا كانت هناك نقاط إيجابية أو سلبية، مضيفًا: “الأمر متروك للجزائريين لإيجاد السبل والوسائل في إطار حوار ديمقراطي حقيقي.. وأقول لهم، باحترام وصداقة: إن فرنسا تقف إلى جانبهم في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخهم”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة