
كيو بوست –
أسفر هجوم على ميناء صيد ومشفى عن مقتل 26 مدنيًا وجرح العشرات، الخميس. وفي حين اتهم الحوثيون التحالف العربي بالوقوف وراء القصف، نفى الأخير رسميًا، مما أثار شكوكًا حول تعمد الحوثيين استهداف المدنيين، واتهام التحالف بذلك في سياق الحرب الإعلامية.
ما هي حقيقة ما جرى؟
يوم الخميس، جرى قصف مستشفى الثورة في مدينة الحديدة التي تشهد حربًا بين الحوثيين وقوات الجيش اليمني المدعومة من التحالف العربي، وسرعان ما أعلن الحوثيون عن سقوط 55 مدنيًا في القصف، مع اتهام التحالف بالوقوف وراء القصف.
لكن التحالف نفى تنفيذه أية غارات جوية في المنطقة. ورغم الإعلان الحوثي إلا أن عدد الضحايا الحقيقي كان 26 شخصًا.
بالهاون أم بالصواريخ؟
من المعروف أن سلاح قذائف الهاون هو الأكثر استخدامًا لدى الحوثيين في الحرب البرية ضد الجيش اليمني. وتشير روايات جهات يمنية من داخل الحديدة، حيث وقع الهجوم، إلى أن القصف الذي تعرض له المشفى تم عبر قذائف الهاون.
وزارة حقوق الإنسان اليمنية، قالت إن راصديها وشهود عيان أكدوا أن الجريمة كانت عبارة عن قصف بعدد من قذائف الهاون في الأحياء المجاورة، التي حولتها جماعة الحوثي إلى ثكنات عسكرية، وتمركزت فيها، واستعملتها كمنصات لإطلاق القذائف.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، قالت مصادر طبية إن ضربات جوية للتحالف بقيادة السعودية نفذت على ميناء صيد وسوق للأسماك في الحديدة، الأمر الذي رد عليه المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، الجمعة، من خلال قيامه بعرض “دلائل تؤكد استهدف ميليشيات الحوثي الإيرانية للمدنيين في المنطقة المستهدفة”.
وقال المالكي في مؤتمر صحفي عقده في الرياض إن عمليات التحالف العسكرية يومي 1 و2 أغسطس/آب كانت بعيدة كل البعد عن المنطقتين.
وعرض خريطة للعمليات العسكرية في الحديدة، أشارت إلى بعد الضربات عن مكان الحادثة.
وقال المالكي إن العمليات العسكرية في هذين اليومين تركزت على مديرية التحيتا جنوبي الحديدة، إضافة إلى التصدي لمحاولة الحوثيين الالتفاف حول المطار الواقع خارج المدينة.
واضاف أن أقرب هدف للتحالف العربي كان يبعد 7 كيلومترات عن سوق السمك ومستشفى الثورة. وأكد المالكي أن إطلاق القذائف على السوق والمستشفى تم من خلال معسكر الأمن المركزي الخاضع لسيطرة الميليشيات في الحديدة، وفقًا لشهود عيان في المدينة.
وأوضح أن الحوثيين دانوا أنفسهم بأنفسهم، بعدما بثت قناة “المسيرة” الناطقة باسمهم، صورًا لما قالت إنها “آثار القصف الجوي” على المستشفى والسوق، لكنها لم تكن سوى قذائف هاون.
وردًا على اتهامات أممية جاءت في بيان لمنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، قال الناطق إن البيانات الصادرة من الأمم المتحدة ليست صحيحة لأسباب عدة؛ منها أنه لا يوجد أي مكتب للمنظمة الدولية سوى في العاصمة صنعاء، وأن البيئة غير مناسبة للعمل بالنسبة للموظفين الدوليين داخل العاصمة.
ميدانيًا
من جهة أخرى، تجددت المعارك في الحديدة على ضوء بوادر فشل الجولة الأممية في التوصل لحل سلمي.
وتقول تقارير إن قوات المقاومة الوطنية اليمنية المشتركة، على رأسها ألوية العمالقة، شنت هجومًا مكثفًا على مركز مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، وذلك ضمن عملية أطلقتها ألوية العمالقة، الثلاثاء الماضي، باتجاه مركز مديرية الدريهمي، وسيطرت خلالها على الكثير من المواقع، وأسرت عددًا من المتمردين.
ولعل التطور الهام، كان بإعلان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، أن المملكة قررت استئناف نقل شحنات النفط عبر مضيق باب المندب، وذلك بعد أن أكّدت قوات التحالف المشتركة أنها اتّخذت التدابير والإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة سفن دول التحالف المارة عبر المضيق وجنوب البحر الأحمر.