الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

الولايات المتحدة تُخَيِّر تركيا: صواريخ “S 400” أو “كاتسا”

كيوبوست

لاتزال صفقة الصواريخ الروسية “S 400” مع تركيا، إحدى أبرز الصفقات المثيرة للجدل في العالم.. فلا يكاد يمر يوم إلا وتأتي أخبار عن هذه الصفقة: الولايات المتحدة الأمريكية تُصَعِّد خلافها مع قرب حصول تركيا على هذه الصفقة المشبوهة، وتركيا تصمم على موقفها بالحصول عليها على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة، وموسكو تسرع في الجدول الزمني لتسليم أنقرة الصواريخ؛ حتى تضع واشنطن أمام الأمر الواقع، وحلف شمال الأطلسي “ناتو” يتخوَّف من دخول هذه الصواريخ النطاقَ الجوي لطائرات الحلف..

كل ما سبق جعل العالم يتشكك في هذه الصفقة العسكرية وأنها ليست فقط لحماية أمن تركيا، ولكن هناك ما هو أبعد من ذلك.

التخلي أو المنع

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أكدت، في 8 يونيو الجاري، أنها أمهلت تركيا حتى 31 يوليو المقبل؛ للتخلِّي عن صفقة صواريخ “S 400” مع روسيا، أو ستمنع الولايات المتحدة تركيا من شراء طائرات “F- 35″، ووقف تدريب الطيارين الأتراك؛ لكن سريعًا اتخذت الولايات المتحدة قرارها في 11 يونيو الجاري وأوقفت تدريب الطيارين الأتراك على “F- 35” في قاعدة جوية أمريكية بولاية أريزونا، إلا أن وزارة الدفاع التركية لم تصدر أوامر لطياريها بالعودة حتى الآن.

باتريك شاناهان

اقرأ أيضًا: مشروعات أردوغان التي لم تحل أزمات تركيا الاقتصادية

وقال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، باتريك شناهان، في رسالة إلى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: “إن شراء تركيا الصواريخ الروسية يعيق تعزيز التعاون العسكري مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”، محذرًا من أن الاستمرار في الصفقة سيؤدي إلى اعتماد تركيا الاستراتيجي والاقتصادي على روسيا.

وقد أعلن شناهان أن هناك تصميمًا من قِبَل الحزبَين الديمقراطي والجمهوري بالكونجرس، على فرض عقوبات على تركيا بموجب قانون “كاتسا” (مكافحة أعداء أمريكا)، في حال حصول أنقرة على صواريخ “S 400” الروسية، ويفرض قانون “كاتسا” عقوبات اقتصادية على دول وأفراد وشركات، جراء تعاملهم مع شركات السلاح في روسيا وإيران وكوريا الشمالية، وبخلاف توقف صفقات السلاح بين تركيا والولايات المتحدة، لكن هذا القانون سوف يضغط على الاقتصاد التركي؛ بسبب أنه يمنع البنوك الأمريكية من التعامل مع أية جهة تقع تحت طائلة هذا القانون، ما سيؤدي إلى تراجع الليرة التركية أمام الدولار، بجانب منع الشركات الكبرى من الاستثمار في تركيا.

وقد علَّق وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في 12 يونيو الجاري، على رسالة شناهان، قائلًا: “إن الأسلوب المتبع في سرد تلك الخصائص، لا يتلاءم مع روح التحالف القائم بين البلدَين، ونُعِدّ الرد اللازم على هذه الرسالة”.

خلوصي أكار

فرض عقوبات

وتمت الموافقة في مجلس النواب الأمريكي في 10 يونيو الجاري، على القرار الذي طُرح في مايو الماضي تحت عنوان “إبداء القلق بشأن التحالف بين الولايات المتحدة وتركيا”، ويحث القرار تركيا على إلغاء شراء أنظمة “S 400″، ويدعو إلى فرض عقوبات عليها إذا قبلت تسلمها. وأكد “النواب” الأمريكي أن الصفقة ستقوِّض التحالف الدفاعي عبر حلف الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال إليوت إنجل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، في 11 يونيو الجاري: “نادرًا ما نرى هذا الأمر في الشؤون الخارجية، لكن هذه قضية أسود وأبيض، لا يوجد حل وسط؛ إما أن يلغي أردوغان الصفقة الروسية وإما لا يفعل، لا يوجد مستقبل لأن تمتلك تركيا أسلحة روسية وطائرات (F- 35) الأمريكية. لا يوجد خيار ثالث”.

وردَّت وزارة الخارجية التركية على الكونجرس، قائلةً إن سياستها الخارجية ونظامها القضائي “يتعرضان للإساءة من خلال مزاعم جائرة لا أساس لها في القرار”.

مجلس النواب الأمريكي

اقرأ أيضًا: “إس- 400” تزيد حيرة أردوغان.. العداء مع روسيا أم أمريكا؟

وكعادة الرئيس التركي أردوغان أنه لا يترك شيئًا ليعلق عليه وزراؤه فقط، لكنه تدخل بتصريحاته خلال اجتماع في المقر الرئيس لحزب العدالة والتنمية في 12 يونيو الجاري، قائلًا: “لن أقول إن تركيا ستأخذ منظومة الدفاع الصاروخية (S 400)، هي أخذتها وأنهينا هذا الأمر؛ وقَّعنا صفقة شراء منظومة (S 400) بعد أخذ تعهُّد بالإنتاج المشترك إلى جانب سعرها المناسب.. سألتقي ترامب في اليابان نهاية الشهر، وسنبحث بشكل متبادل مثل هذه الموضوعات، وأن تركيا ليست زبونًا فقط لـ(F- 35)، ولكنها شريك بإنتاجها في الوقت نفسه”.

منظومة الدفاع الصاروخية الروسية (S 400)،

اقرأ أيضًا: تداعيات صفقة صواريخ أردوغان المشبوهة

تأثير سلبي

وفي السياق ذاته، أكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، في 11 يونيو الجاري، أن توريد منظومات “S 400” إلى تركيا سيكون في يوليو المقبل. وأكد أيضًا سيرغي تشيمزوف، رئيس الشركة الحكومية الروسية الكبرى “روستيخ”، أن تسليم المنظومات الصاروخية إلى أنقرة، سيتم بعد شهرَين، وأن أربع بطاريات “S 400” جاهزة، وأن الجانب الروسي أكمل تدريب الأطقم التركية على استخدامها.

يوري أوشاكوف

وعلى الرغم من التخوفات التركية من عقوبات الولايات المتحدة؛ فإن وزير خارجيتها جاويش أوغلو، أكد، في حوار مع قناة “NTV” التركية، أن هناك بدائل لطائرات “F- 35” كالمقاتلات الروسية؛ مثل “SU- 34″ وSU- 57″” وغيرهما، قائلًا: “نلبِّي احتياجاتنا من مكان آخر؛ حتى نتمكن من إنتاج مقاتلاتنا بأنفسنا”.

طائرة “F- 35”

لكن سريعًا ما أُثَّرت تلك الأحداث على الليرة التركية؛ فقد حذَّرت وكالة “فيتش” الدولية للتصنيف الائتماني، في 12 يونيو الجاري، من أن أية عقوبات أمريكية على تركيا سيكون لها تأثير سلبي كبير على الليرة التركية؛ فقد هبطت الليرة التركية بنحو 1.5 في المئة، وفقدت نحو عشرة في المئة من قيمتها أمام الدولار هذا العام.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة