الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
الولايات المتحدة تخطط لوقف المساعدات المالية إلى لبنان
كيوبوست
كشف تقرير نشرته مجلة “فري بيكون” الأمريكية، عن أن الولايات المتحدة تخطط لوقف جميع المساعدات إلى لبنان، بعد تشكيل حكومة “حزب الله” بقيادة حسان دياب. وحذَّرت وزارة الخارجية الأمريكية الكونجرس، بأنها ستلتزم بوقف المساعدات المالية إلى لبنان؛ كي لا تذهب أموال دافعي الضرائب إلى “حزب الله” الذي تصدَّر الواجهة الآن، في سيطرة غير مسبوقة على الحكومة اللبنانية.
وأوضح التقرير أن ديفيد هيل، وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وضع خطًّا أحمر في الاجتماعات الأخيرة مع المسؤولين اللبنانيين، وقال لهم إن إدارة ترامب ستحرم أية حكومة لبنانية يسيطر عليها “حزب الله” من المساعدات.
اقرأ أيضًا: تداعيات سيطرة “حزب الله” على الحكومة اللبنانية
وحسب تقارير، فإنه من المتوقع أن تتأثر بيروت سلبًا، وسط توقعات برفض المانحين تقديم المساعدات المالية من أجل إخراج لبنان من أزمته الحالية، مع ارتفاع سعر صرف العملة اللبنانية؛ حيث أصبح سعر الصرف 2300 ليرة مقابل الدولار لدى الصرافات، بينما سجل السعر الرسمي لدى مصرف لبنان 1505 ليرات، وتستمر البنوك في رفض منح المودعين أموالهم بالدولار والاكتفاء بالصرف بالليرة اللبنانية.
محاولة للتصعيد
الباحث السياسي اللبناني فيصل عبدالساتر، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إنه على الرغم من عدم صدور قرار أمريكي رسمي بوقف المساعدات إلى لبنان؛ فإن التلويح بهذه الورقة عبر وسائل الإعلام يعتبر محاولة أمريكية للتصعيد ورفع حجم الضغوط، فضلًا عن الرغبة الأمريكية في محاصرة جميع أذرع الحرس الثوري الإيراني؛ وعلى رأسها “حزب الله” بطبيعة الحال.
وتوقع عبدالساتر أن تستتبع تلك الإجراءات حزمة أخرى من العقوبات الاقتصادية التي ستشمل إدراج عديد من مسؤولي “حزب الله” على قوائم العقوبات وتجميد الأصول أيضًا، وهي ضغوطات تمارسها الإدارة الأمريكية كحل بديل عن الخيار العسكري الذي تمارسه مثلًا تجاه الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق، من خلال قوات التحالف الدولي، والهدف الأساسي هو إجبار “حزب الله” على التراجع عن الاستحواذ على تشكيل الحكومة اللبنانية.
اقرأ أيضًا: “حزب الله” يسعى لبناء خلايا نائمة جديدة في الخارج
الكاتب الصحفي والباحث السياسي اللبناني فادي عاكوم، أكد خلال تعليقه لـ”كيوبوست”، أن سلاح “حزب الله” كان من القضايا العاجلة والحساسة في ملف الأزمة اللبنانية، وكان من المنتظر أن يؤدي إلى انهيار الوضع في لبنان اقتصاديًّا وسياسيًّا آجلًا أو عاجلًا.
الوضع الاقتصادي
وتابع عاكوم: “الإجراءات الأمريكية ربما تلقى صدًى واسعًا لدى القوى السياسية الداخلية في لبنان؛ مثل تيار المستقبل والقوات اللبنانية، حيث يمكن أن يحدث توافق بين الضغوط الداخلية والأخرى الخارجية التي تمثلها الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، مستفيدةً في ذلك من الوضع الاقتصادي المتداعي في لبنان والذي يشهد مستويات خطيرة للغاية من شأنها التأثير سلبًا على معطيات السياسة اللبنانية داخليًّا وخارجيًّا على المستويَين الإقليمي والدولي، وهذه كلها أمور ستساعد في تسريع عملية إفشال (حزب الله) وإحراجه سياسيًّا وربما فرض سياسات عليه؛ قد يكون تخليه عن السلطة إحدى هذه الخيارات السياسية؛ وهو أمر لا يبدو بعيدًا بنسبة كبيرة”.
اقرأ أيضًا: حسان دياب مكلفًا بالحكومة اللبنانية الجديدة.. المهمة الصعبة لمرشح “حزب الله”!
وأكد الباحث السياسي اللبناني أن استمرار “حزب الله” في الحكومة اللبنانية لن تواجهه العقوبات الأمريكية فقط؛ بل من المنتظر أن تقوم عدة دول أوروبية أيضًا بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية أخرى على “حزب الله”، وهو ما يتناسب طرديًّا مع استمراره داخل الحكومة؛ بمعنى أنه كلما مر يوم على هذا الواقع السياسي الحالي في لبنان، تعرَّض “حزب الله” إلى عقوبات وتضييقات أخرى أكثر فعالية وأوسع تأثيرًا من قوى دولية كثيرة.
