الوصول إلى منتجات الدورة الشهرية.. ضرورة تفتقر إليها النساء في سريلانكا ولبنان

كيوبوست- مدى شلبك

على الرغم من أن “صحة الدورة الشهرية والنظافة” تُصَنَّف على أنها ضرورة لضمان صحة النساء والفتيات ورفهايتهن وتمكينهن، حسب البنك الدولي؛ فإن ما يقدر بنحو 500 مليون امرأة وفتاة يفتقرن إلى الوصول إلى منتجات الدورة الشهرية، والمرافق الكافية لإدارتها.

ويعزى سبب الافتقار لمنتجات الدورة الشهرية، إلى أسعارها المرتفعة؛ فهي بالغالب غير مدرجة ضمن السلع المدعومة من قِبل معظم الحكومات، خصوصاً التي تعاني أزمات اقتصادية كسريلانكا ولبنان.

وظهر نتيجة نقص الوصول إلى منتجات الدورة الشهرية، مصطلح “فقر الدورة الشهرية”، الذي يعني “فقر الوصول إلى منتجات الدورة الشهرية، والأماكن الصحية الآمنة لاستخدامها فيها، والحق في إدارة الدورة الشهرية دون خجل أو وصمة عار”.

اقرأ أيضاً: ختان الإناث.. ممارسة بشعة تنتهك آدمية الإنسان

سريلانكا ولبنان نموذجاً

وصلت الضريبة على منتجات الدورة الشهرية المستوردة في سريلانكا إلى 62.6٪؛ ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها محلياً، في ظل أزمة اقتصادية تمر بها البلاد منذ سنوات، واحتج الناس على طريقة إدارة الحكومة لها عبر تنظيم مظاهرات.

وتعاني 50٪ من النساء في سريلانكا “فقرَ الدورة الشهرية”؛ إذ تبلغ تكلفة أرخص علبة فوط صحية مصنعة محلياً 130 روبية (أقل من دولار أمريكي)، وبعضها يصل إلى 450 روبية (1,25 دولار أمريكي)؛ وهو ما يعتبر سعراً باهظاً بالنسبة إلى مستوى دخل الفرد المنخفض في سريلانكا.

وفي لبنان، الذي يعاني ركوداً اقتصادياً ومعدلات تضخم غير مسبوقة، تضاعفت أسعار الفوط الصحية بنسبة 500%؛ فبعد الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ عام 2020م، ارتفع سعر عبوة الفوط الصحية من 3500 ليرة لبنانية (2 دولار) عام 2019م، إلى (13000- 32000) ليرة (21 دولاراً) في عام 2021م، وعليه فإن ثلاثة أرباع (76٪) النساء في لبنان يكافحن من أجل تحمل تكاليف منتجات الدورة الشهرية؛ ما اضطرهن إلى استخدام بدائل غير آمنة صحياً ونفسياً.

اقرأ أيضاً: الشهر الوردي.. كل ما تودين معرفته عن سرطان الثدي

وفي محاولة للتخفيف من آثار ارتفاع الأسعار، أنشأت الحكومة اللبنانية في عام 2020 قائمة بالسلع “الأساسية” التي يمكن إدخالها إلى البلاد بسعر 3900 ليرة لبنانية؛ إذ تم إدراج شفرات الحلاقة للرجال في هذه القائمة، ولم تكن الفوط الصحية مدرجة؛ ما تسبب في غضب الرأي العام بسبب التمييز.

أضرار صحية.. جسدية ونفسية

يمكن أن يتسبب عدم استخدام الفوط الصحية أو استخدام البدائل غير المناسبة، كأوراق الجرائد أو القماش القديم أو المناديل الورقية التي اضطرت النساء في لبنان إلى استخدامها، إلى مشكلات صحية خطيرة؛ كالالتهابات الفطرية، والتي تشمل أعراضها الحكة المهبلية والإحساس بالحرقان والتهيج والإفرازات.

كما يؤدي عدم استخدام الفوط الصحية إلى الإصابة بعدوى الجهاز التناسلي، وعدوى المسالك البولية التي تحدث نتيجة عدوى بكتيرية في المثانة، ويترتب على عدم علاجها العقم أو مشكلات في الكلى، إضافة إلى عدوى الخميرة، وهي مرض فطري تُصاب به النساء نتيجة نقص بكتيريا نافعة في المهبل، ويزيد نقص النظافة خلال الحيض من احتمالية الإصابة بعدوى الخميرة.

بينما تعد العدوى البكتيرية أو التهاب المهبل البكتيري من أكثر الحالات شيوعاً التي يمكن أن تتطور في المهبل نتيجة فقر الدورة الشهرية.

وعلى المستوى النفسي، تعاني النساء اللاتي لا يتمكنّ من الوصول إلى الفوط الصحية خلال فترة دورتهن الشهرية القلقَ والتوترَ الناتج عن عدم قدرتهن على إدارة دورتهن الشهرية بالشكل المناسب.

ويؤدي القلق والتوتر الناتجان عن عدم الوصول للفوط الصحية، إلى الحد من حركة النساء وامتناعهن من الوصول إلى أماكن دراستهن وعملهن؛ فوفقاً لدراسة نشرها المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية ((ncbi، بعنوان “المشكلات النفسية والاجتماعية للمراهقات أثناء فترة الحيض”، فإن الخوف من تلطيخ ملابسهن بدماء الدورة الشهرية وعدم الوصول إلى غرفة مرحاض منفصلة لتغيير الفوط الصحية وعدم الوصول إلى الفوط الصحية، كان ثاني أكثر سبب شائع بين النساء الحائضات لأخذ إجازة من المدرسة أو العمل.

كما أظهرت مقالة بعنوان “مقدمة: النوع الاجتماعي والمياه والصرف الصحي والنظافة”، أعدها كل من “كارولين سويت مان” و”لويس ميدلاند”، ونُشرت عام 2017م، أن نقص وسائل الإدارة الصحية للحيض يمكن أن يتسبب في عدم الراحة والضغط النفسي، وفي بعض الأحيان يزيد من الشعور بالخزي والاكتئاب الذي تعانيه النساء والفتيات بسبب المحظورات والوصمة المرتبطة بالحيض.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مدى شلبك