الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

“الهلال والنجمة”.. مشروع أردوغان لرصد تحركات قادة الجيش

قبل شهر من الانتخابات الرئاسية يرغب الرئيس التركي في ترسيخ سيطرته على المؤسسة العسكرية وإخضاعها للمراقبة

 كيوبوست

أثار إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن البدء في تنفيذ مشروع “الهلال والنجمة” الذي سيكون المقر الجديد لوزارة الدفاع، وهيئة الأركان، وقيادات القوات التركية، حالةً من الجدل فيما يتعلق بكلفة المشروع المالية التي لم تعلن بعد، وتقدر بنحو 600 مليون دولار على الأقل، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية خانقة.

ويفترض أن ينفذ المشروع على مساحةٍ تقترب من 12.6 مليون متر مربع، وسيكون قادراً على استيعاب 15 ألف شخص، وسيكون مقراً لجميع القيادات العسكرية التركية، في وقتٍ اعتبر أردوغان خلال إطلاق المشروع بأنه سيكون قادراً على إثارة خوف العدو، ومنح الثقة للأصدقاء.

يضغط أردوغان لافتتاح المشروع قبل شهر من موعد الانتخابات الرئاسية- وكالات

أهداف متعددة

أحمد شيخو

ثمة أهداف تركية من إنشاء المجمع الجديد، بحسب الكاتب الكردي أحمد شيخو الذي يقول لـ”كيوبوست” إن أردوغان يسعى من خلال هذه الخطوة إلى ترسيخ محاولته لإخضاع الهيئات العسكرية لسلطته، ومراقبتها بشكلٍ أقرب وأدق، والتحكم بمفاصلها كافة، فضلاً على سهولة مراقبتها وتتبعها، من خلال وجودها في مكانٍ واحد، مشيراً إلى أنه من غير المستبعد أن تحتوي المباني الجديدة على أنظمة لرصد وتتبع تحركات قيادات الجيش، بما يمنع أي محاولاتٍ للانقلاب، على غرارِ ما حدث في 2016.

وأضاف أن المشروع الجديد سيتيح التحكم أكثر في الترقيات العسكرية، ورصد ومتابعة كبار الضباط بما يحدّ من إمكانية وجود محاولات انقلابية جديدة، وهو أكثر ما يقلق الرئيس التركي راهناً، والساعي إلى محاولة أدلجة الجيش التركي، وتغيير عقيدته المناوئة للإسلاموية السياسية، ولحزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي يخشى من نتيجة انتخابات 2023.

اقرأ أيضًا: أردوغان يستبيح أراضي سوريا وثرواتها ويشوه سمعة السوريين

وقال موقع “المونيتور” الأمريكي إن وزير الدفاع خلوصي أكار أعلن عن المشروع في 2019 بعدما أصبحت القوات التركية تخضع مباشرة لوزارة الدفاع، وليس هيئة الأركان العامة، في خطوةٍ يبدو أنها ساعدت على الإسراع بجمع جميع الهيئات العسكرية تحت سقفٍ واحد.

سيسمح المشروع ببقاء قيادات الجيش كافة في مكان واحد- وكالات
ابراهيم مسلم

يحاول الرئيس التركي وضع بلاده في إطار الدول العظمى، وكأنه سلطان عليها، لذا نراه بين الحين والآخر يطلق مصطلحاتٍ كبرى على غرار المشروع الجديد، بحسب الباحث والمحلل السياسي الكردي إبراهيم مسلم الذي يقول لـ”كيوبوست”، إن أردوغان يحاول أن يعتبر بلاده دولة عظمى؛ مثل روسيا والولايات المتحدة، وهو أمر لا يقتصر فقط على المشروعات التي يقوم بتنفيذها، ولكنْ نهج سياسي يقوم باتباعه، وهو ما يظهر في تدخله العسكري والسياسي في شؤون دول الجوار، وحتى في ملفات الدولة البعيدة عنه.

وأضاف أن الأمر مرتبط بشخصية الرئيس التركي، وطبيعته النرجسية، وأحلامه في استعادة الدولة العثمانية، وهو أمر لا يتناسب مع الوضع الحالي سواء عالمياً أو حتى الوضع الداخلي في بلاده، مشيراً إلى أن كثرةَ القضايا التي تتدخل فيها أنقرة ومحاولتها أن تكون دولة عظمى، أمرٌ لن يجعلها تتمكن من تحقيق أي شيء بنهاية المطاف.

شاهد: فيديوغراف.. ما الذي يريده أردوغان من سوريا؟

إسراع في التنفيذ

وطلب أردوغان من الشركة المنفذة للمشروع الانتهاء منه بالكامل في مايو 2023 وليس في أغسطس، كما كان مقرراً؛ أي قبل شهر واحدٍ من الانتخابات المقررة في يونيو 2023، علماً بأن الشركة المنفذة للمشروع هي نفسها الشركة التي نفذت قصر الحكم الفخم في أنقرة، رغم الأزمة الاقتصادية بالبلاد.

يؤكد أحمد شيخو على أن أردوغان لديه رغبة في استخدام افتتاح المقر الجديد في الدعاية الانتخابية للحزب في الانتخابات المقبلة، لإعطاء انطباع بأن تركيا قوة إقليمية، إذا ما جرَت مقارنتها مع الدول المجاورة، مشيراً إلى أن النظام التركي بحاجة إلى بعض الأمور الشكلية لاستثمارها داخلياً، بعد الإخفاقات السياسية التي حدثت داخلياً، في محاولةٍ لاستعادة جزء من الشعبية التي تتراجع يوماً بعد الآخر.

تعاني تركيا أزمة اقتصادية خانقة- وكالات

يشير الكاتب الكردي إلى أن طبيعة الجهات التي ستقوم بتنفيذ المشروع مع الشركة الروسية، تطرح العديد من التساؤلات في ظلِّ وجود شركات تعمل لصالح الرئيس التركي، ودائرته المقربة من السلطة؛ الأمر الذي سيجعلهم يحققون استفادةً مالية كبيرة من المشروع الجديد الذي سيتكلف مبالغ طائلة؛ لكي يتم تنفيذه بشكلٍ صحيح.

يتفق ما ذكره شيخو مع ما ورد في موقع “المونيتور” عن كلفة وتمويل المجمع التي لا تزال غامضة، خاصة وأن عملية اختيار الشركة المنفذة لم يعلن عنها إلا بعد دعوة رئيس الشركة لحضور حفل وضع حجر الأساس، الشهر الماضي، وسط تساؤلاتٍ عن قدرة الشركة على تنفيذ المشروع قبل موعده، وتأثير الأمر على جودة ما سيتم بناؤه، فضلاً عن احتمالية افتتاحه قبل اكتماله، وهو أمرٌ جرى من قبل في مشروعاتٍ عدة.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة