الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

الهجوم على رشدي يستحضر مقتل مترجم روايته الياباني عام 1991

كيوبوست- ترجمات

هيكاري هيدا ومايك آيفيس♦

أثار الهجوم على سلمان رشدي، يوم الجمعة الماضي، الاهتمامَ من جديد بالهجمات السابقة على أشخاص مرتبطين بروايته “آيات شيطانية”؛ ومن هؤلاء مترجم الرواية إلى اليابانية، هيتوشي إيغاراشي، الذي قُتل عام 1991 في جامعة تسوكوبا، شمال شرق طوكيو؛ حيث كان يدرس الثقافة الإسلامية المقارنة. وكان إيغاراشي قد ترجم رواية رشدي إلى اليابانية؛ بعد فتوى الخميني بقتل كاتبها. وقالت النشرة اليابانية، في حينه، إنها ليس لديها أي دليل يربط الهجوم برواية “آيات شيطانية”؛ لكن التقارير الإخبارية تحدثت عن تلقي المترجم تهديدات بالقتل من متشددين إسلاميين. وكذلك تعرضت دار النشر التي نشرت الكتاب، إلى مضايقات من محتجين في مكتبها بطوكيو، وتم اعتقال مواطن باكستاني؛ لمحاولته الاعتداء على مروج للكتاب في مؤتمر صحفي.

اقرأ أيضاً: ردود أفعال الإيرانيين على الهجوم على سلمان رشدي تتراوح بين الإشادة والقلق

قُتل إيغاراشي بعدة طعنات، في أثناء مغادرته مكتبه في جامعة تسوكوبا. وقالت الشركة: إن عامل نظافة عثر على جثته وعليها آثار جروح غائرة؛ في العنق والوجه واليدَين. وانتشرت التكهنات في وسائل الإعلام اليابانية على مدى سنوات، وكان أبرزها أن المحققين حددوا، لفترة وجيزة، طالباً من بنغلاديش كمشتبه فيه؛ ولكنهم تراجعوا بعد ضغوط من كبار المسؤولين، الذين شعروا بالقلق بشأن الآثار المحتملة على علاقة اليابان مع الدول الإسلامية.. ولكن لم يظهر أي دليل على هذه النظرية على الإطلاق.

الروائي البريطاني الهندي المولد سلمان رشدي- “نيويورك تايمز”

قد يكون إيغاراشي هو الشخص الوحيد الذي دفع حياته ثمناً لعمله مع سلمان رشدي، بينما نجا آخرون من محاولات القتل؛ مثل إيتوري كابريولو، المترجم الإيطالي للرواية، الذي تعرَّض إلى الطعن في شقته في ميلانو، قبل أيام من مقتل إيغاراشي. كما نجا الروائي التركي عزيز نيسين، الذي نشر مقتطفاً مترجماً من الرواية في إحدى الصحف المحلية، من الموت بأعجوبة؛ عندما أحرق حشد من المسلحين فندقاً كان يُقيم فيه في شرق تركيا. تمكن رجال الإطفاء من إنقاذ نيسين؛ لكن الحريق أودى بحياة 37 مثقفاً؛ اجتمعوا في الفندق لمناقشة سبل الترويج للعلمانية. وقد حكمت محكمة تركية على 33 شخصاً بالإعدام؛ لمشاركتهم في الهجوم.

وفي أكتوبر 1993، أُطلق الرصاص على الناشر النرويجي ويليم نيجارد، وأُصيب بجروح؛ ولكنه تعافى وعاد إلى طبع الكتاب. وحسب الإذاعة الحكومية النرويجية؛ فإن أحد المشتبه فيهم، هو المواطن اللبناني خالد الموسوي، والمشتبه الآخر هو دبلوماسي إيراني، عمل في سفارة بلاده في أوسلو، منذ عام 1989 حتى مغادرته النرويج عام 1993؛ لكن التحقيق لم يصل إلى إدانة أيٍّ منهما. وقال محامي نيجارد: “لسوء الحظ لا أعتقد أن هذه المسألة ستصل إلى المحكمة في النرويج على الإطلاق”.

اقرأ أيضاً: سلمان رشدي ولعنة الخميني!

أما بالنسبة إلى مقتل إيغاراشي؛ فقد أُغلقت القضية بالتقادم، عام 2006؛ مما أدى إلى إحساس عام بخيبة الأمل. وقال ساتشي ساكاناشي، الباحث في معهد اقتصاديات الطاقة في طوكيو، والمتخصص في السياسات الإيرانية: “إذا ما تم القبض على الجاني؛ فإن ذلك سيثير نقاشات حول حرية الاعتقاد الديني والتعبير، ولكن هذا لم يحدث”.

وفي عام 2009، استلمت أرملة إيغاراشي محفظته ونظارته ومتعلقاته الشخصية الأخرى من مركز للشرطة؛ حيث تم الاحتفاظ بها كدليل. ولكنّ مسؤولي الشرطة، قالوا لصحيفة يابانية، إنهم يواصلون التحقيق؛ على أمل ألا يتم تطبيق قانون التقادم، إذا تبين أن الجاني قد فر من البلاد.

♦هيكاري هيدا: مراسلة “نيويورك تايمز” في طوكيو.

♦مايك آيفيس: مرسل “نيويورك تايمز” في أوسلو.

المصدر: نيويورك تايمز

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة