اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةفلسطينيات

النكبة الفلسطينية: كل ما تريد معرفته عن جرح فلسطين

70 عامًا على ذكرى النكبة الفلسطينية

كيو بوست – 

في 15 أيار/مايو من كل عام، يحيي الفلسطينيون من جديد أوجاع جرحهم الغائر، ويستذكر كبارهم وطنهم الذي سُرق بمؤامرة بين القوى الكبرى في العالم.

إنها ذكرى النكبة، ذلك المصطلح الذي أطلقه الفلسطينيون في 15 أيار/مايو 1948، بعد استكمال الحركة الصهيونية تهجيرهم من أرضهم، وإقامة ما تدعى اليوم “دولة إسرائيل”. ومر منذ ذلك الوقت 70 عامًا.

اقرأ أيضًا: التسلسل الزمني للإبادات الجماعية الصهيونية ضد الفلسطينيين

تشتهر عبارة واحدة بين غالب المهجرين الذين عاشوا النكبة عند رواية قصة الهجرة هي: “لن تطول هجرتها، أسبوع أو أسبوعين أو شهر وسنعود لمنازلنا”، لكن ما كان يحاك لهم يفوق خيال كل منهم، وطال الغياب!

في عام 1948، وقعت النكبة واكتملت فصولها، بتهجير الحركة الصهيونية لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين، بدعم من بريطانيا وبقوة السلاح. 

 

هكذا بدأت الحكاية الأليمة؟

شكلت النكبة آخر محطة في مسلسل التدبير الذي قاده العالم الغربي لتوطين اليهود في أرض فلسطين.

كانت البداية في عام 1799، عندما دعا نابليون بونابرت خلال الحملة الفرنسية على مصر، إلى إنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين، إلا أن خطته لم تلق النجاح في حينه، لكنها شكلت شارة الانطلاق.

ففي القرن التاسع عشر كرر البريطانيون الدعوة ذاتها، خلال المؤتمر الصهيوني، بهدف إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.

كان لسقوط الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، الأثر البارز باتجاه تنفيذ المخططات تلك، إذ عمل الانتداب البريطاني في فلسطين على تهيئة الظروف كافة للمخطط الأكبر، الذي يذوق الشعب الفلسطيني ويلاته حتى يومنا هذا.

عام 1917، صدر وعد بلفور، الوعد الذي منح بموجبه من لا يملك -وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور- أرض فلسطين لمن لا يستحق -اليهود- لإنشاء “وطن قومي للشعب اليهودي”.

اقرأ أيضًا: مئوية بيان بلفور: إستراتيجية بريطانيا في تهويد فلسطين

وشكّل الوعد المشؤوم، بداية لنقل اليهود من شتى أقطار الأرض إلى فلسطين، بمساعدة الانتداب البريطاني، الذي بدأ فعليًا بمواجهة التحرك الشعبي الفلسطيني ضد مخطط احتلال أرضهم.

ففي عام 1936، اندلعت ثورة شعبية على أرض فلسطين، سرعان ما سحقتها القوة البريطانية، بعد سنتين من انطلاقها.

استمر بعد ذلك تنفيذ المخطط الأكبر، وفي الـ29 من نوفمبر/تشرين الثاني 1947 أقرت الأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية. شكل اليهود حينها ثلث السكان في فلسطين، أغلبيتهم قدموا من أوروبا خلال السنوات القليلة التي سبقت قرار التقسيم.

وعلى الأرض، كان اليهود يسيطرون على مساحة لا تتعدى 6% فقط من دولة فلسطين التاريخية، إلا أن الخطة المقترحة من قبل الأمم المتحدة خصصت لهم 55% من المساحة.

رفض الفلسطينيون والعرب الخطة المقترحة، بينما وافقت عليها الحركة الصهيونية، كمبدأ، إلا أن أطماعها بالاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطيني استمرت. 

اقرأ أيضًا: 10 أساطير يؤمن بها الغرب حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

 

وقوع النكبة

مع بداية عام 1948، نشطت العصابات الصهيوينة في الأرض المحتلة، وبدأت بتنفيذ مجازر بحق السكان الأصليين من الفلسطينيين، بتواطؤ بريطاني، مما أدى إلى حدوث الهجرة الكبرى.

فلسطينيون يجسدون صورة الهجرة القسرية خلال فعاليات إحياء ذكرى النكبة- مصدر الصورة: مواقع فلسطينية

عشرات المدن والقرى الفلسطينية تم طرد سكانها منها بالقوة.

وتم تهجير سكان نحو 20 مدينة و400 قرية فلسطينية، وإحلال اليهود مكانهم، وذلك بعد المجازر التي قتلت نحو 10 آلاف فلسطيني.

وفي الـ14 من مايو/أيار 1948 قرر البريطانيون إنهاء انتدابهم لفلسطين، وفي اليوم نفسه أعلن رئيس الوكالة الصهيونية ديفد بن غوريون “إقامة دولة إسرائيل”. وفي اليوم التالي 15 أيار/مايو، أعلن الفلسطينيون يوم نكبتهم.

اقرأ أيضًا: الرؤية الصهيونية متجذرة في 5 أكاذيب كبيرة و4 سرقات كبيرة

لم يكتف الاحتلال بذلك، بل احتل كامل أرض فلسطين عام 1967، ولا يزال -على مدار 70 عامًا- يحاول طمس الهوية الفلسطينية وتصفية قضيتها، عبر آخر نسخة من المؤامرات العديدة، متمثلة بصفقة القرن التي لا تعترف بحق العودة وتنتزع القدس من يد أصحابها، وتقر بالمستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية وفي القدس. 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة