ترجماتشؤون دولية
النظام الإيراني “يشيطن” النساء لحضورهن مباريات كرة القدم!
مشجعات المنتخب الإيراني من النساء مشكلة دائمة للنظام!

كيو بوست –
سمحت إيران في يونيو/حزيران الماضي، للمرة الأولى منذ عام 1981، للنساء بدخول ملعب “أزداي” لمشاهدة البث المباشر لمباراة المنتخب الإيراني مع نظيره الإسباني في كأس العالم بروسيا. أثناء بث المباراة، نزعت الكثير من النساء حجابهن، وقمن بالهتاف والرقص، ما اعتبرته السلطات تحديًا للمعايير الدينية، إذ وصفه المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري بالأمر “المشين”، متهمًا إياهن بخيانة الثورة ودماء الشهداء، مضيفًا بأن هذه الأعمال “الشيطانية” لن تنجح.
اقرأ أيضًا: بعد حضور إيرانيات مباراة المنتخب، المدعي العام يعتبرها معصية لن تتكرر
على الرغم من ذلك، حققت المرأة الإيرانية تقدمًا تدريجيًا في تحطيم قيود التحريم المفروضة عليها في الأحداث الرياضية، فبعد أيام من مباراة منتخب البلاد مع إسبانيا، سمح النظام الديني في إيران للنساء بالدخول لمشاهدة مباراة المنتخب مع البرتغال عبر بث مباشر على الشاشات في ستاد “أزداي”. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعترفت طهران أن حوالي 100 امرأة شاهدن مباراة ودية لفريقهن مع المنتخب البوليفي. وبعدها بشهر، حصلت مئات النساء على إذن لمشاهدة مباراة إيران واليابان.
لم ترفع إيران الحظر الذي يقضي بمنع النساء من التواجد في الملاعب الرياضية رسميًا، وليس من الواضح إن كان بإمكانهن حضور المباريات مستقبلًا، إلا أن التنازلات المتواضعة من السلطات توحي بأن الضغوط الداخلية والدولية المتزايدة بدأت تضعف عزم إيران.
الترويج للانحراف والعلمانية
على الرغم من أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في إيران، وتلعب دورًا هامًا في توحيد الإيرانيين، إلا أن السلطات لها رأي آخر؛ إذ ترى أن التآخي العام بين الجنسين يهدد الرؤية الإسلامية الخاصة لإيران من خلال الترويج للانحراف والعلمانية، لذلك تخشى طهران أن يؤدي الاختلاط في ملاعب كرة القدم إلى تقويض عقيدتها الشيعية، وبالتالي شرعيتها السياسية والدينية.
وفي محاولة للدخول إلى الملاعب، تنكرت بعض الإيرانيات بارتداء ملابس الرجال، إذ أقدمت 6 نساء في أبريل/نيسان الماضي -على سبيل المثال- على التسلل إلى ملعب أزداي متنكرات بشعور ولحى وشوارب، ما أثار ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: شعر “بويول” ومشجعات المنتخب: هكذا أحرج المونديال نظام إيران
مطالبات باتخاذ موقف حازم من الفيفا
تبنى الناشطون في إيران مؤخرًا موقفًا أكثر حزمًا وعلانية، إذ طالبوا الاتحاد الفيدرالي لكرة القدم “الفيفا” بفرض قوانينها الخاصة بعدم التمييز في الرياضة. قبل ذلك، وقع 190 شخصًا في عام 2015 على رسالة لرئيس الفيفا حينها جوزيف بلاتر مطالبين المنظمة بتعليق عضوية إيران.
في العام الماضي، واجهت الحركات المدافعة عن حقوق المرأة مسؤولي الفيفا بشكل مباشر، عندما دعت طهران رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “جياني إنفانتينو” لحضور مباراة كرة قدم في ملعب أزداي، إذ حث نشطاء النساء على حضور المباراة للفت انتباه إنفانتينو، ليشرع النظام بعدها باعتقال 35 امرأة لمحاولتهن دخول الملعب.
بعد هذه الحادثة، صرح إنفانتينو بأن الرئيس الإيراني حسن روحاني وعده بحصول النساء على حق حضور مباريات كرة القدم “قريبًا”، لكن في بلد كـ”إيران” سيستغرق هذا وقتًا. في السياق ذاته، أصدر مجلس الفيفا الاستشاري لحقوق الإنسان، في سبتمبر/أيلول الماضي، تقريرًا يدعو الفيفا إلى إعطاء إيران مهلة زمنية لرفع الحظر عن النساء، وحث الفيفا أيضًا على صياغة عقوبات على طهران في حال فشلها في تطبيق ذلك.
اقرأ أيضًا: بالشواهد والأرقام: إيران بلا حقوق إنسان
من جانبه، عبر إنفانتينو عن تقديره للتقدم الذي أحرزته إيران، إذ وصف الحضور النسائي المحدود في مباراة منتخبهن مع اليابان بأنها “تاريخية”. إلا أن الأحداث الأخرى تشير إلى أن النظام ما يزال حساسًا تجاه النقد العام، بل على استعداد للانقضاض على الأصوات المعارضة من الداخل من أجل القضاء عليها، ما يستلزم تدخلًا عاجلًا من الفيفا ونشطاء حقوق الإنسان، إذ يتطلب التغيير الدائم والحاسم آليات أكثر قوة للضغط على النظام.
المصدر: The Hill