ترجماتثقافة ومعرفةمجتمع
النساء أكثر تدينًا من الرجال، فما السبب؟ دراسة حديثة تجيب
الدراسة تابعت حالة 22 ألف مراهق

ترجمة كيو بوست –
تميل النساء في جميع أنحاء العالم إلى أن يكن أكثر تدينًا من الرجال؛ ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، أظهرت دراسة استقصائية مؤخرًا اختلافًا كبيرًا بمعدل 12 نقطة بين الجنسين من ناحية التدين… فما سر هذه الفجوة؟
أجابت دراسة لعالم الاجتماع جون بيه هوفمان، نشرت في مجلة “الدراسة العلمية للدين”، على هذا السؤال، مشيرة إلى أن أحد أهم الأسباب في ذلك هو قدرة الرجال على تحمل المخاطر، وأن التدين بالنسبة لهم خال من المخاطر، في حين أن النساء يملن إلى تجنب المخاطر. هذا ما يفسر الفجوة الكبيرة في المعتقدات الدينية والسلوكية بين الجنسين. وجاءت هذه النظرية امتدادًا لنظرية هوفمان عام 1995 بعنوان “الخطر والدين: تفسير الاختلافات بين الجنسين في التدين”.
اقرأ أيضًا: أغرب 20 معتقدًا دينيًا حول العالم!
حلل هوفمان بيانات من جهات مختلفة لأكثر من 22 ألف مراهق أمريكي، هي: بيانات دراسة “رصد المستقبل” لعام 2015، والمسح الوطني للشباب والدين لعام 2005. أظهرت النتائج أن الرجال كانوا أقل انخراطًا في الدين من النساء لأنهم يفضلون تحمل المخاطر، بعكس النساء.
يقول هوفمان إن على الخبراء المهتمين بدراسة سبب تدين بعض الأشخاص بشكل أكبر من غيرهم، النظر في ميلهم للتصرف بطرق محفوفة بالمخاطر، وليس فقط النظر في المعتقدات الأساسية وخبراتهم الحياتية. كما أوضح أن الدراسة لا تجيب بشكل قاطع على سبب الفجوة الدينية بين الرجال والنساء، إذ إنها ركزت على مرحلة الشباب فقط.
ما الذي يفسر الفجوة بين الجنسين في التدين أيضًا؟
كتب عالما الاجتماع عمر ليزاردو وجيسكا إل كوليت، سابقًا، أن الفجوة الدينية بين الجنسين ما زالت لغزًا علميًا حقيقيًا، إذ إن تفسيرات أوضحت أن الفجوة مرتبطة إما بالطبيعة أو التنشئة.
لم تعطِ نظريات الطبيعة التي تركز على الاختلافات الفيزيائية أو البيولوجية أو الوراثية بين الرجال والنساء جوابًا قاطعًا للفجوة الدينية بين الجنسين. أما نظريات التنشئة التي تحدد العوامل الاجتماعية باعتبارها الآلية الرئيسة لتفسير الفجوة الدينية فتواجه مشكلة أيضًا؛ فعلى الرغم من التغيرات الاجتماعية الواسعة والتحولات الجندرية في العالم خلال العقود الأخيرة، لا تزال الفجوة الدينية قائمة في العديد من المجتمعات.
المصدر: Big Think