تكنولوجيا

المنازل ثلاثية الأبعاد: الحل المثالي للتشرد

التقدم التكنولوجي يبهر العقول يومًا بعد يوم

خاص كيو بوست – 

لا يزال التقدم التكنولوجي يبهر عقولنا يومًا بعد يوم، فهل لك أن تتخيل أن المنازل التقليدية، التي تبلغ تكلفة إنشائها مئات آلاف الدولارات، ستصبح كلفتها عما قريب مجرد بضع آلاف؟ هذا الأمر سينهي أعباءً لطالما أثقلت كاهل الملايين من الأشخاص حول العالم، وكان سببًا في تشرد آخرين.

فهناك حوالي 1.2 مليار شخص في العالم يعيشون دون مسكن لائق، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 1.6 مليار في غضون عام 2025، بحسب تقرير صادر عن معهد الموارد العالمية. بالإضافة إلى حوالي 554 ألف شخص في الولايات المتحدة يعانون من أشكال التشرد، وفقًا لوزارة الإسكان والتنمية الحضرية.

وفي سبيل حل هذه المشكلة العالمية، قالت شركة طباعة تدعى “ICON” بالتعاون “new story” -منظمة غير ربحية ترعاها مؤسسة حلول الإسكان الدولية- إنها وجدت حلًا للفقر والتشرد العالمي، خصوصًا في الدول النامية، بعد تطويرها طريقة لتشييد منازل مطبوعة بشكل ثلاثي الأبعاد، خلال 12 إلى 24 ساعة، وبتكلفة تصل إلى 10 آلاف دولار، تخطط الشركة لخفض تكاليفها إلى 4 آلاف دولار.

وعرضت “ICON”، أول منزل مطبوع بشكل ثلاثي الأبعاد خلال هذا العام ضمن مؤتمر “south by southwest”، الذي يعد أول منزل صالح للعيش، تبلغ مساحته ما بين 55 و75 متر مربع. وبحسب الشركة، فإن أول مشاريعها ستكون في المناطق الريفية في أمريكا الوسطى.

 

مزايا المنازل ثلاثية الأبعاد

بداية فإن الطابعة ثلاثية الأبعاد يمكن نقلها بسهولة كبيرة، وبواسطة شخصين فقط، ومن المتوقع أن يتجاوز مستوى الطاقة والراحة فيها معايير المنازل التقليدية، بفضل المواد المستخدمة والأنماط الخاصة بها، كما قال الشريك المؤسسة للشركة “جايسون بالارد”.

وتتميز أيضًا تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بالسرعة، لذا فهي بديل ناجح لصناعة البناء والتشييد البطيئة، وبأسعارها المنخفضة، المتمثلة بانخفاض تكاليف الجمع والنقل والبناء، مما يمكّن الأشخاص غير القادرين على الحصول على منزل صديق للبيئة، وبأسعار معقولة.

وسيساعد استخدام الأسمنت كمادة أساسية في البناء في إقناع المشككين في متانة هيكل المنازل.

في المقابل اعتبرت مجلة MIT Technology Reviiew، الصادرة عن معهد “ماساتشوستس للتكنولوجيا” أن هناك العديد من المشاكل المتعلقة بهذه الفكرة، فمن يعتبر أن الطابعات ستقوم بإخراج المنازل بشكل موثوق هي فكرة حالمة فقط، إذ أن الطابعات أو المنازل دائمًا ما تواجه مشكلات تقنية في الأجهزة، والغرض من هذه المنازل أن تكون مؤقتة وليست دائمة.

 

100 منزل في السلفاردو

قالت مؤسسة “new story” إنه سيباشر العمل في بناء مجتمع مكون من 100 منزل في السلفادور العام القادم.

ويقوم دور المنظمة على الإشراف على عمليات تثبيت النوافذ، والسباكة الأساسية، والسقف الخشبي، والأسلاك الكهربائية، بالإضافة إلى التهيئة الكاملة، بما فيها التشطيب.

يجدر بالذكر أن هذه التقنية ليست بالجديدة، فقد قامت شركة Apis cork الكائنة في سان فرانسيسكو العام الماضي، بطباعة منزل خلال 24 ساعة، وباستخدام منازل مشابهة للمواد المستعملة في النموذج الذي ورد ذكره، وبتكلفة تصل إلى أكثر من 10 آلاف دولار.

 

نماذج عربية

النسخة العربية من هذه المنازل خرجت إلى النور في مدينة دبي الإماراتية، إذ افتتح حاكم المدينة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “مكتب المستقبل”، عام 2016، وهو أول مبنى إداري مطبوع بتكنولوجيا طباعة ثلاثية الأبعاد في العالم ويقع في حرم أبراج الإمارات، وذلك في مساعي الإمارة لتطوير تكنولوجيا تعمل على خفض التكلفة وتوفير الوقت.

وتم استخدام نوع خاص من الإسمنت خضع لاختبارات قوة التحمل في بريطانيا والصين، ومزود بأحدث أنظمة الأمن والسلامة وتكنولوجيا المعلومات.

وحاليًا هناك مساعي حثيثة من شركة تدعى “كازا” لبناء مدينة كاملة في غضون وقت قصير جدًا في الإمارة.

في المقابل وقعت السعودية العام الماضي عقدًا مع شركة صينية كبرى، لإنشاء حوالي 1.5 مليون وحدة سكنية باستخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، بقيمة 1.45 بليون دولار.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة