الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجيةشؤون دولية

المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة

مرحلة جديدة من العلاقات مع شراكة استثمارية سيادية موسعة تركز على الطاقة البديلة والتكنولوجيا والبنية التحتية وعلوم الحياة

كيوبوست- ترجمات

مينا العريبي، ودايميان مكلروي♦

تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً موسعة في تنويع اقتصادها وتطويره، وتوسيع مجالات استثماراتها، ومن خلال هذا التوجه أخذتِ الإمارات خطواتٍ جادة نحو إقامة شراكاتٍ استثمارية سيادية مع المملكة المتحدة. وقد تناولت صحيفة “ذا ناشيونال” هذا الموضوع في مقال بقلم مينا العريبي ودايميان مكلروي، ألقيا فيه الضوءَ على أبعاد هذه الشراكة وآفاقها.

ويرى الباحثان أن هذه الشراكة ستمثِّل فصلاً جديداً في علاقة الإمارات بالمملكة المتحدة، وتمهد لثورةٍ صناعية صديقة للبيئة، وعالية التقنية. ولتحديد معالم “التغير التدريجي” في العلاقات، اتفقتِ الدولتان على توسيعِ شراكتهما في الاستثمار السيادي، التي تم الإعلان عنها في مارس الماضي باستثمارٍ مبدئي مشترك قدره مليار جنيه إسترليني في علوم الحياة. وقد شارفت دورةُ الاستثمار هذه بالفعل على الاكتمال، ومع تدفق فوائدها، فمن المقرر توسيع هذه الشراكة لتشمل الاستثمارات المشتركة في مجالات الطاقة البديلة، والتكنولوجيا، والبنية التحتية.

اقرأ أيضاً: منتدى الاستثمار العالمي.. عرض للفرص المتاحة ورؤية للمستقبل

وفي مقابلةٍ مشتركة مع صحيفة “ذا ناشيونال” في لندن، وضع وزير الاستثمارات البريطاني اللورد جيري غريمستون والرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة مبادلة خلدون المبارك المبادئَ الأساسية لشراكة الاستثمار السيادي من الاستثمارات المشتركة إلى العلاقات الاستراتيجية، والإعداد للمستقبل. وقال المبارك لصحيفة “ذا ناشيونال”: “نحن نعرف المملكة المتحدة جيداً ومنذ وقتٍ طويل، وهنالك سجل حافل باستثماراتٍ تصل إلى أربعة مليارات جنيه إسترليني في مجال الطاقة المتجددة. ونحن نتطلع إلى المستقبل، والقطاعات الأربعة الجديدة التي تركز عليها الشراكة تتوافق مع طموحاتنا، ونحن على توافق مع المملكة المتحدة”.

اللورد جيري غريمستون، بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاستثمارية السيادية في مارس الماضي- ذا ناشيونال

وجاء في المقال الذي نشرته صحيفة “ذا ناشيونال” أن السيد مبارك وصف آلية تحديد القطاعات التي تشملها الشراكة بأنها “استنتاج منطقي”. وقال إن جميع هذه القطاعات تحظى باهتمامٍ وتركيز كبيرين في الإمارات العربية المتحدة من منظورٍ استثماري. وأضاف “إن هذه القطاعات لها دوافعها القوية، وهي قطاعات تمتلك المملكة المتحدة الكثيرَ مما يمكن أن تقدمه فيها، وأتوقع أن نرى خلال هذا العام العديد من الاستثمارات المهمة التي ستنجز أن ستكون قيد الإنجاز في شركاتٍ تقوم بأحدث الأبحاث، وتنتج تقنياتٍ مذهلة، ومنتجاتٍ تنقذ الأرواح، وتحسن معيشة الناس”.

اقرأ أيضاً: السفير الأمريكي الأسبق في المملكة: السعودية تسير نحو الانفتاح.. وأصبحت مركزاً لجذب الاستثمار

ومن ناحيته، أشار اللورد غريمستون إلى الطبيعة الفريدة للشراكة بين الكيانات ذات السيادة. وقال إن المملكة حريصة على أن تتعلم من التعاون مع الجانب الإماراتي الذي يحظى بخبرة عالمية، وشبكة علاقات راسخة. وأضاف: “نحن نعتقد أن مجموعة مبادلة سوف تساعدنا على ضخِّ النشاط الاقتصادي في كل أنحاء المملكة المتحدة. وبوجود مستثمر مثل مبادلة -أحد أكثر المستثمرين العالميين تطوراً- يمكننا ان نكتسب المهارات والخبرات”. وأضاف أنه يعتبر الاستفادة من خبرات مبادلة فرصة كبيرة.

خلدون المبارك؛ الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة مبادلة أثناء توقيع اتفاقية الشراكة الاستثمارية السيادية في مارس الماضي- ذا ناشيونال

يتفق البلدان على أن هذه الشراكة الموسعة هي جزء من صورة أكبر، يقول المبارك “من المهم تأطير شراكتنا، الجانب الاستثماري مهم جداً، ولكننا بصدد نهج جديد، ونحن نتفق على شراكة جديدة”. وأشار إلى العلاقة التاريخية بين الإمارات والمملكة المتحدة في مختلف المجالات من الاقتصاد إلى التعليم والرعاية الصحية، ومختلف جوانب المجتمع. وقال: “لدينا علاقات واسعة وعميقة الجذور، وأعتقد أن هذا هو الأساس لما نتطلع إليه في المستقبل. البناء على علاقات تاريخية والتطلع إلى الخمسين عاماً القادمة”. وأضاف: “إن المملكة المتحدة اليوم أصبحت في مكان مختلف عما كانت عليه قبل 3 أو 4 سنوات، وكذلك هي الإمارات العربية المتحدة”.

اقرأ أيضاً: مخطط إماراتي طموح لاستيعاب المواطنين في وظائف القطاع الخاص

في أعقابِ خروجها من الاتحاد الأوروبي، تسعى بريطانيا إلى البناء على شراكاتها الاستثمارية على مستوى العالم، وتعتبر شراكتها مع الإمارات ركيزة مهمة في استراتيجيتها هذه. ويرى اللورد غريمستون أن المملكة المتحدة قد مرَّت بمنعطفٍ كبير بعد ثلاث سنوات من انشغالها بمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، ويقول: “وصلنا إلى مرحلةٍ أصبح المستثمرون يقولون لي إنهم لا يهتمون بما نفعله، طالما أننا نفعل شيئاً ما”.

ويشير المقال إلى أن الوزير لم يكن ملتزماً بإمكانية توقيع اتفاق تجارة حرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة، وهي مسألة تم بحثها لبعض الوقت في لندن، والعواصم الخليجية. قال غريمستون في إشارة إلى أن دول مجلس التعاون هي رابع أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة خارج أوروبا: “الاستثمار والتجارة يسيران بالتوازي، والجميع متحمس للإمكانيات”.

مبادلة ترفع حصتها في إيناغاز الإسبانية- إرم نيوز

ستكون الاستثمارات في القطاعات الأربعة على فترةٍ أولية مدتها خمس سنوات، ولكن إطار الشراكة الاستثمارية السيادي سيستمر لفترةٍ أطول بكثير. وأوضح اللورد غريمستون أن “برامج مثل هذه تصبح مستدامة بشكل تلقائي، والنجاح يولِّد نجاحاً آخر، ويولد المزيدَ من الفرص”. وقال المبارك: “لقد عملنا بجد مع فرقنا المعنية في تحديد الفرص المناسبة والدراسات اللازمة، ومن ثم الاستثمار بالشكل الأمثل”.

شاهد: الإمارات: العمل والأمل

وجاء في مقال “ذا ناشيونال” أن الإمارات العربية المتحدة قد قامت باثني عشر استثماراً في مجال علوم الحياة، وخصصت لذلك أو التزمت بتخصيصِ أكثر من 1.1 مليار جنيه إسترليني حتى نهاية العام الجاري. ونقلت الصحيفة عن مبارك قوله إنه يتوقع رؤية استثماراتٍ لا تقل عن ملياري جنيه إسترليني.

وقال المبارك مؤكداً أهمية الشراكة مع المملكة المتحدة: “هذا فصل جديد في غاية الأهمية في شراكتنا مع المملكة المتحدة، مدفوع بالمستقبل، ومصحوب بكثيرٍ من الإثارة والثقة القائمة على تاريخٍ كان مذهلاً للغاية”.

♦رئيسة تحرير صحيفة “ذا ناشيونال”.

♦ مدير مكتب صحيفة “ذا ناشيونال” في لندن.

المصدر:ذا ناشيونال

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة