الواجهة الرئيسيةترجمات

المملكة الأردنية.. العائق الهش أمام خطة ترامب للسلام

على الرغم من الدعم الاقتصادي المهم الذي يحصل عليه الأردن من قِبَل الولايات المتحدة فإنه الحليف العربي الوحيد لواشنطن الذي رفض علنًا خطتها للسلام في الشرق الأوسط

كيوبوست- ترجمات

في مخالفة للاعتقاد السائد، يبدو أن الشعب الأردني لا يفتقد حس الفكاهة الذي جعله يُغَيِّر اسم صفقة الرئيس الأمريكي الشهيرة بـ”صفقة القرن” إلى “صفعة القرن”.

عند قراءته هذه الوثيقة، الغارقة في الأيديولوجيا، والتي تم الكشف عنها في نهاية شهر يناير الماضي في البيت الأبيض، فإن الشعب الأردني الذي يشكل ذوو الأصول الفلسطينية خمسين في المئة منه، كان غاضبًا مثل جيرانه في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد أن منحتهم الصفقة دولة مستقلة دون القدس الشرقية ووادي الأردن. بالنسبة إلى النائب الأردني خالد رمضان، فإن الخطة الأمريكية “تسعى لتصفية القضية الفلسطينية”.

اقرأ أيضًا: صفقة القرن.. صيغة ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

ولكن في شوارع عمان، يتحول شعور الازدراء الذي يعمّ أنحاء العالم العربي حيال الصفقة إلى شكل من أشكال القلق الوجودي، والخشية من أن تحيي وعود الرئيس الأمريكي لبنيامين نتنياهو بدعةً قديمةً لدى اليمين القومي الإسرائيلي تحمل اسم “الخيار الأردني”، وهو نقل الدولة الفلسطينية إلى الأردن، أو بمعنى أدق إعادة توطين الفلسطينيين في الأردن.. كان هذا الخيار بمثابة الفزاعة المقلقة بالنسبة إلى السلالة الهاشمية؛ فمع مثل هذا السيناريو يصبح الأردنيون الأصليون أقليةً إلى حد كبير.

دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو لحظة إعلان الصفقة- وكالات

مخاوف مشروعة

“صُممت هذه الخطة لرفضها”، كما يقول مروان المعشر، وزير الخارجية الأردني السابق، والذي كان أول سفير أردني في تل أبيب بعد اتفاق السلام المبرم بين البلدَين عام 1994. بالنسبة إلى هذا الرجل فإن “القيادة الإسرائيلية لا تريد دولة فلسطينية، وفي الوقت نفسه لا تريد أغلبية عربية بين البحر المتوسط ​​والأردن؛ إنها تحلم بحل هذه المعضلة على حساب الأردن، إما عن طريق التهجير القسري للسكان وإما عن طريق دفع عمان إلى إدارة مناطق الضفة الغربية التي لا تحتاج إليها أصلًا”.

هذا ما يبرر فعليًّا رفض الملك عبدالله القطعي هذه الخطة، وكان بيان وزارة الخارجية الأردنية الذي صيغ بشكل دبلوماسي حاسمًا، ولم يستغرق سوى ساعة واحدة فقط بعد الإعلان عن الخطة ليكون على الموقع الرسمي للوزارة.

اقرأ أيضًا: كيف استقبلت الصحافة الإسرائيلية “صفقة القرن”؟

لكن الوضع الذي تعانيه المملكة الأردنية التي تفتقر إلى الموارد الطبيعية ليس سهلًا؛ فهي تحظى بدعم من المجتمع الدولي، خصوصًا الولايات المتحدة التي تدفع لها 1.2 مليار دولار سنويًّا.

العاهل الأردني والرئيس الأمريكي في واشنطن- “رويترز”

وضع اقتصادي

تزداد أهمية هذه المساعدات نظرًا لأن هذا البلد يواجه ثلاث أزمات متشابكة: البطالة المستوطنة التي تصل إلى ما يقرب من 40٪ للشباب، والحرب في سوريا وما نجم عنها من أزمة لاجئين تجاوز عددهم نصف مليون لاجئ يثقلون كاهل الميزانية العامة، فضلًا عن تجدد انعدام الأمن في العراق على الرغم من انهيار الدولة الإسلامية؛ مما يعيق استئناف التجارة عبر الحدود بين البلدَين.

يقول دبلوماسي غربي: “واجهت الحكومة الأردنية ضغوطًا أمريكية قوية”؛ لكنها نَجَت من السيناريو الأسوأ، واستطاعت الحفاظ على تواصل دائم مع الرأي العام؛ خصوصًا جماعة الإخوان المسلمين، فمثلًا سمحت السلطات للإسلاميين، القوة المعارضة الرئيسية في البلاد، بتنظيم إحدى مظاهراتهم المؤيدة للفلسطينيين وسط عمان، بينما احتجّ اليسار بالقرب من السفارة الأمريكية.

اقرأ أيضًا: مؤتمر وارسو: هل تنجح واشنطن في اختراق الموقف العربي حيال صفقة القرن؟

في مواجهة هذه المستجدات تبقى مساحة المناورة أمام الأردن محدودة؛ إن انهيار العلاقات مع إسرائيل، وهو ما تطالب به المعارضة الأردنية بصوت عالٍ، ليس على جدول الأعمال بالنسبة إلى الحكومة، كما أن التحول إلى المعسكر التركي- القطري، المحور المناوئ للمملكة العربية السعودية وحلفائها، ليس أكثر جاذبية بالنسبة إلى الأردنيين.

الصحفي الفلسطيني الأردني داود كتّاب، قال: “لقد جازف الملك عبدالله وأثمرت مجازفته”. لقد ذهب ترامب ونتنياهو بعيدًا في اقتراحهما، ويبدو أن الملك عبدالله ورث جزءًا مهمًّا من حكمة والده الملك حسين، وهو ما يؤكده مصطفى حمارنة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي: “يعتبره جميع الأردنيين الزعيم العربي الوحيد الموالي للغرب والذي ما زال يجرؤ على الدفاع عن حقوق الفلسطينيين”.

المصدر: لوموند

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة