شؤون عربيةمجتمع

المقاطعة: سلاح المغاربة لمواجهة الغلاء

هل تنجح الحكومة في التدخل؟

كيو بوست –

قاد نشطاء مغربيون حملة واسعة لمقاطعة بعض السلع الاستهلاكية، على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم “خليه يروب” أي دعه يفسد، بالإضافة لوسم “مقاطعون”، و”مازطكوم حرقوه” بمعنى “محروقاتكم أحرقوها” وغيرها من الشعارات، احتجاجًا على غلاء أسعارها. وشملت الحملة ثلاث شركات، هي: “إفريقيا لتوزيع الغاز والوقود”، و”سنطرال دانون” لمنتجات الحليب و”سيدي علي” المصنعة والموزعة للمياه.

ولاقت الحملة التفافًا شعبيًا واسعًا حولها، ولكن على الرغم من ذلك، واجهت انتقادات من أوساط أخرى، شككت في دوافعها الحقيقة، زاعمة أن هناك دوافع سياسية للحملة، وليست مجرد مطالب اجتماعية.

 

تراجع أسهم الشركات

بعد مرور أسبوعين، حققت الحملة نجاحًا باهرًا، وكبدت الشركات الثلاث خسائر كبيرة، إذ تراجعت أسهم شركة إفريقيا للغاز والوقود بنسبة 3.15% في ظرف أسبوع فقط، في حين حققت أسهم شركة سنترال دانون –التي تتجاوز حصتها في السوق المحلية 60%- انخفاضًا بمعدل 5.96% في ظرف خمسة أيام، قبل أن تحجب الشركة تغيرات أسهمها، بعد أن أصبحت المواقع المالية المتخصصة تظهر أن سهم تداول سنترال متوقف.

وأكد رئيس مجلس إدارة شركة سنترال عادل بنكيران، على حجم خسائر الشركة، إذ قال إنها خسرت منذ بدء حملة المقاطعة ما يقارب 150 مليون درهم (حوالي 16 مليون دولار)، مضيفًا في حديثه للتلفزيون المغربي أن “الحملة مضرة بشكل كبير، عندما تضرب في علامة من العلامات الكبيرة التي كنا نبيع منها مليون كأس في اليوم، بعد هذه “الإشاعات المغرضة”، التي مع الأسف أصبحت أكثر انتشارًا مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي، أثرت سلبًا على العلامة والشركة والنشاط الاقتصادي”.

وكما أفاد بنكيران فإن سنترال خسرت 20% من مبيعات الشركة، أي ما يعادل 200 ألف كأس حليب في اليوم.

 

حملة هي الأولى من نوعها

وصف المحلل الاقتصادي المغربي “رشيد أوراز” الحملة في حديثه لـ”رويترز”، بأنها أول حملة مقاطعة منظمة بهذا الشكل. وعلى الرغم من أن ظاهرها غير منظم، إلا أن مقاطعة منتجات دون غيرها قد أظهر التنظيم والذكاء، فلو أقدم المستهلكون على مقاطعة منتجات الحليب كافة على سبيل المثال، فلن يحدث هذا نجاحًا، كما أن الإقدام على مقاطعة شركة مهيمنة على السوق يعطي درسًا للشركات الأخرى، على حد قوله.

واعتبر أوراز، أنه إذا استمرت المقاطعة، فقد يتيح المجال لمنافسين جدد في الأسواق، التي سيفرضون فيها أسعارًا معقولة، وخدمات محسنة، مضيفًا أن الفئة المقاطعة لا تقتصر على الطبقة الفقيرة فقط، بل على جميع الفئات والطبقات المغربية، خصوصًا المتوسطة والشبان والنساء.

 

انتقادات موجهة للحكومة

وجه عدد من الأطراف انتقادات لاذعة للحكومة المغربية، واعتبروا أن الحكومة ومسؤوليها ينتهجون سياسية ناعمة منذ اندلاع حملة المقاطعة الشعبية، كما بين موقع “أخبارنا” الإلكتروني. وانتقدت صحيفة “العلم” المغربية، ردة الفعل الحكومية ورأت أنها تحايل على الحملة من خلال حملة تضخيم وتهويل للأعمال التحضيرية التي تجرى لاستقبال شهر رمضان.

وفي السياق ذاته، وصفت صحيفة “الجريدة” المغربية حكومة سعد الدين العثماني “بالصائمة” عن الكلام بشكل “رهيب”، وأن الوزراء “كالمبتلعة ألسنتهم، غير معنيين بنتائج قرارات حركة المقاطعة”.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة