الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

المفكر السعودي كامل الخطي: الدعم الحقيقي لثورة الخميني جاء من كارتر.. والسعودية لم تكن يوماً ضمن “الباكس أمريكان”

ناقش برنامج "هنا الرياض" على قناة الإخبارية السعودية، قضية دعم اليسار الفرنسي للثورة الخمينية في إيران، وانتقال العدوى، اليوم، إلى "اليسار الأمريكي" ودعمه للثورات في الشرق الأوسط، عبر "استبدال التدخل العسكري بالتثوير"

كيوبوست

قال المفكر والكاتب السعودي، كامل الخطي، إن دعم اليسار الفرنسي لثورة الخميني لم يكن هو الحاسم في وصوله إلى رأس السلطة في إيران، لأن الدعم الحقيقي ذا المعنى والذي أتى بالخميني إلى إيران سالماً من التهديدات، كان من قِبل الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر مباشرةً.

وكشف الخطي ضمن حديث لبرنامج “هنا الرياض” على الإخبارية السعودية أنه “خلال الأسبوعين اللذين سبقا عودة الخميني إلى طهران تكثفت الاتصالات بين الطرفين عبر قناة اتصال مثّلها عن الخميني إبراهيم ياردي الذي تولى لاحقاً منصب أول وزير خارجية في حكومة الخميني، وعن الجانب الأمريكي وارن زيمرمان المستشار السياسي في السفارة الأمريكية في باريس”.

متظاهرون يحملون صورة لآية الله الخميني خلال الثورة الإيرانية عام 1979

ولفت الخطي إلى أن الخميني قدَّم عبر هذه القناة تطميناتٍ لإدارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، خاصة وأن الشاه بات عاجزاً عن الحكم، وإيران كانت حينها مهددة بأن تستلم قيادة الحكم فيها قوى معادية لأمريكا، ومرشحة للسقوط تحت النفوذ السوفييتي الباحث دائماً عن موطئ قدم في المياه الدافئة.

اقرأ أيضًا: وثائقي “عام 1979.. تحولات غيَّرت وجه العالم”.. انحسار السوفييت ووصول الخميني

نظرة دونية

أكد الخطي أن اليسار في العالم الغربي وفي أوروبا الغربية تحديداً يدعم الفوضى في مناطق حكم الملكيات المطلقة في العالم الثالث، حيث يعتبر أن بلدان هذا العالم لن تتطور أو تلحق بركب الحضارة إلا عبر الفوضى، مشيراً إلى أن هذه الفوضى تختلف عن “الفوضى الخلاقة” التي بشّرت بها كونداليزا رايس في بدايات الألفية الجديدة.

كونداليزا رايس

وفي رده على سؤال عن السر وراء تكرار اليسار الأمريكي لخطأ اليسار الفرنسي في دعم الثورات في المنطقة العربية، رغم رؤيتهم لقائد الثورة الإيرانية وقد تحول إلى ديكتاتور، قال الباحث السعودي إن الليبرالية الغربية الكلاسيكية التي يمثلها الرؤساء الأمريكيون من الحزب الديمقراطي، تجد أن من مهامها التبشير بالقيم الغربية باعتبارها “القيم المثلى” من الناحيتين الاجتماعية والسياسية، فانهمكوا بتسويقها في العالم.

اقرأ أيضًا: لماذا يتعاطف اليسار الفرنسي مع الإسلام السياسي؟

وأضاف أن الإدارات الديمقراطية في واشنطن تعتقد أيضاً أن على حلفائها في المنطقة العربية وغيرها أن يلتزموا بهذه القيم، ويتبعوا خطواتها ويتشبهوا بها، على عكس الإدارات الجمهورية التي يلتزم رؤساؤها بـ”الواقعية السياسية”، ويركزون على المصالح الاستراتيجية التي تجمعهم مع حلفائهم، و”لذلك نرى العلاقة مع الجمهوريين كانت دائماً أفضل”.

لمشاهدة اللقاء الكامل: اضغط هنا

لماذا “الفوضى الخلاقة”؟

أشار الخطي إلى أن “الفوضى الخلاقة” التي أعلنت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية في عام 2005، انطلقت ذلك الوقت من تصور أمريكي بأن الشرق الأوسط قادم نحو تغييرات جذرية، وأنه يجب السيطرة على هذه التغييرات كي لا تؤدي إلى قيام أنظمة معادية للولايات المتحدة، ومصالح الغرب، في منطقة حيوية كالشرق الأوسط. مضيفاً: كان عليهم وفقاً لهذه النظرية أن يعملوا مسبقاً قبل حدوث هذه التغييرات المتوقعة على أيدي الشعوب، عبر إحداث حالات فوضى والسيطرة عليها وإدارتها لكي يخلصوا إلى شرق أوسط جديد خاضع لإدارتهم، لصيانة مصالحهم.

اقرأ أيضًا: أزمة اليسار الأمريكي!

“الباكس أمريكان”

يرى المفكر السعودي أن الغرب كان ينظر من منطلق أن أي صداقة مميزة مع أي دولة تستوجب من تلك الدولة أن تكون ضمن المحميات الأمريكية أو ما يُعرف بـ “الباكس أمريكان”، لكنه بدأ يبتعد عن التبشير بالقيم الغربية، ويدرك أن العلاقة مع الحلفاء يجب أن تكون مبنية على أساس الأهداف الاستراتيجية المشتركة والمصالح المشتركة القائمة على أسس عقلانية.

ولفت الخطي إلى أن السعودية كصديقٍ للولايات المتحدة لم تكن يوماً ضمن “الباكس أمريكان”، مستشهداً على ذلك بقول أحد الكتّاب السياسيين البريطانيين من أصول إيرلندية (فريد هاليداي، وهو يساري معادي للملكيات المطلقة)، ألّف هاليدي كتاباً عن الجزيرة العربية خلال تغطيته لثورة ظفار عام 1972 قال فيه إن المملكة العربية السعودية في علاقتها مع الولايات المتحدة، لا تنطبق عليها الشروط التي تربط الدول الواقعة ضمن “الباكس أمريكان”، وأن السعودية تمتلك حرية القرار فيما يتعلق بمصالحها القومية.

العلمان السعودي والأمريكي

التكيف مع المستجدات

يخلص الكاتب كامل الخطي خلال مقابلته مع “الإخبارية” إلى أن العالم تغير اليوم، وأن هناك قوى صاعدة في هذا العالم، مشيراً إلى أن علاقة السعودية ودول الخليج مع أمريكا والغرب علاقة استراتيجية، “لكننا أصبحنا الآن أكثر قدرة على تكييف مصالحنا مع المستجدات. ولا يوجد ذو عقل يمكن أن يهمل هذه المستجدات”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة