اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون دولية

المغرب سادس دولة عربية تقيم علاقات مع إسرائيل

ترحيب في الدولتين بالاتفاق بعد إعلانه برعاية أمريكية وسط توافق على ضرورة استمرار المفاوضات بين رام الله وتل أبيب

كيوبوست

في خطوةٍ حظيت باهتمام وردود فعل دولية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتفاق المغرب وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، ليكون المغرب رابع دولة عربية تطبِّع العلاقات مع إسرائيل، منذ الإعلان عن اتفاق إبراهام الصيف الماضي، وسادس دولة عربية بعد كلٍّ من مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان، بينما وقع الرئيس الأمريكي مرسوماً يقر سيادة المغرب على الصحراء الغربية، لتدعم واشنطن الموقف المغربي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع في هذه المنطقة.

وضع معقد

وفي تحليلٍ نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”، سيكون وضع المغرب معقداً في العلاقات مع إسرائيل؛ خصوصاً أن الرباط كانت مثل عدة دول عربية على صلة بإسرائيل في الماضي، لكن من دون تطبيع، مشيراً إلى انتقاد ملك المغرب معاملة إسرائيل للفلسطينيين العام الماضي، وشكر الرئيس الإسرائيلي له بداية العام الحالي لدعم التعايش مع الجالية اليهودية؛ وهو ما تعتبره الصحيفة الإسرائيلية جزءاً من شبكة العلاقات المعقدة.

احتضن المغرب الاف اليهود على مدار عقود

ونشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، في نسختها الإنجليزية، تحليلاً عن العلاقات السرية بين المغرب وإسرائيل على مدار العقود الستة الماضية، والتي لم تظهر تفاصيل أكثر عنها إلا في السنوات الأخيرة. بينما ناقش الكاتب رفائيل آرين، مراسل “تايمز أوف إسرائيل”، أهمية العلاقات المغربية- الإسرائيلية؛ خصوصاً مع تدفق الإسرائيليين على المدن المغربية عبر بلدان أخرى، فضلاً عن فخر آلاف الإسرائيليين بأصولهم المغربية.

وأكد آرين أن اليهود المغاربة وترددهم على إسرائيل يشكلون جسراً بشرياً بين البلدَين والشعبَين، مشيراً إلى أنه وفقاً لاستطلاعٍ تم إجراؤه مؤخراً فإن 16% فقط من المغاربة لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه إسرائيل، ويرى 26% فقط ممن شملهم الاستطلاع أن لإسرائيل الحق في الوجود.

منعطف جديد

د. العباس الوردي

الاتفاق بمثابة منعطف جديد في العلاقات الخارجية المغربية، حسب  الدكتور العباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس، الذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء يأتي تأكيداً لإنهاء أزمة الحكم الذاتي؛ خصوصاً أن الولايات المتحدة عضو دائم بمجلس الأمن، بينما يأتي تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل ليكون بمثابة دور جديد يمكن أن يلعبه المغرب في القضية الفلسطينية من خلال علاقاته مع تل أبيب.

وأضاف الوردي أن الديوان الملكي المغربي كان واضحاً في تأكيد تمسك الرباط بأسس حلِّ القضية الفلسطينية والحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فضلاً عن الدور المغربي المستمر لدعم الفلسطينيين وقضيتهم العادلة والدور الذي يمكن أن تلعبه الرباط في الوساطة لإعادة المفاوضات التي تؤدي لتحقيق السلام في المنطقة.

يعيش اليهود بالمغرب منخرطين في المجتمع

نظرة مختلفة

نير بومز

الاتفاقية الجديدة مع المغرب تنضم إلى الاتفاقيات السابقة التي جرى الإعلان عنها؛ ما يجعل عام 2020 مميزاً في تاريخ الشرق الأوسط، حسب الدكتور نير بومز؛ الزميل والباحث في مركز موشيه دايان بجامعة تل أبيب، الذي يؤكد، في تعليقٍ لـ”كيوبوست”، أن إسرائيل نجحت في المضي قدماً نحو توسيع علاقاتها في الشرق الأوسط وإفريقيا، بما يعبر عن تغير واضح عن السياسات التي تم اتباعها في الماضي، معتبراً أن تطبيع العلاقات سيعزِّز ثقافة الاحترام المتبادل بين إسرائيل والشعوب العربية.

وأضاف بومز أن النظرة المختلفة من إسرائيل تجاه الشرق الأوسط، ونظرة الدول العربية تجاه إسرائيل، تضعان الجميع أمام مسؤولية من أجل إيجاد طريق أمام الفلسطينيين لفهم مشكلاتهم والعمل على حلها بمساعدة الجميع، مشيراً إلى أن اتفاقيات السلام ستمكن الجميع من تحقيق السلام والاستقرار من دون استثناء.

محمد الزهراوي

يعتبر الدكتور محمد الزهراوي؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، أن اتصال الملك محمد السادس، بالرئيس الفلسطيني بعد انتهاء الاتصال مع الرئيس الأمريكي، أمر يؤكد حرص المغرب واعترافه بعدالة القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن تعامل التيارات الإسلامية المغربية مع المصالح العليا للبلاد يطرح عدة علامات استفهام كبرى؛ إذ لا تزال تنتج خطابات ماضوية وحبيسة السرديات التي تقفز على الواقع، ولا تراعي المصالح الوطنية، وإشكالات تدبير التوازنات والتحولات الجارية؛ خصوصاً أن القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى، وتعاطف المغاربة وإيمانهم بعدالة القضية الفلسطينية لا يمكن أن يكون محل مزايدة.

صورة من معرض داخل الجمعية اليهودية في المغرب – أرشيف

وأكد الزهراوي أنه في الوقت الذي تقوم فيه حركة حماس باستنكار التطبيع بين المغرب وإسرائيل، فمن حق المغاربة بالمقابل أن يستنكروا التقارب والتطبيع بين “حماس” وإيران؛ لا سيما أن إيران تحتل أربع دول عربية من جهة، وتشكل مصدر تهديد للأمن القومي المغربي من جهة أخرى، بعدما ثبت قيامها بأعمال عدائية ضد مصالح المملكة، سواء من خلال تزويد ميليشيات البوليساريو بالسلاح أو من خلال تدريبها على حرب العصابات وتقنيات حفر الأنفاق ضد المغرب.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة