الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
المصالح الاقتصادية العالمية في كردستان تحت تهديد ميليشيات طهران
إقليم كردستان يهدد بتدويل قضية الهجمات التي تستهدف أراضيه

كيوبوست- أحمد الفراجي
باتت شركات النفط الأجنبية والعربية العاملة في إقليم كردستان العراق، تحت مرمى وتهديد ونيران القذائف والصواريخ، التي تتهم بالوقوف وراءها فصائل مسلحة عراقية مرتبطة بإيران.
وقد هددت الميليشيات، في أكثر من مناسبة، بأنها تستهدف المصالح العربية والأجنبية داخل وخارج العراق دون تمييز؛ بهدف إيقاف العمليات الإنتاجية من النفط والغاز في الإقليم.
اقرأ أيضاً: عصابات مخربة تستهدف الكهرباء في العراق.. وإيران تترك بصماتها
ويتعرض إقليم كردستان، بصورة متواصلة، إلى هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، استهدفت مواقع عسكرية أمريكية ونفطية؛ إذ بلغت 21 استهدافاً خلال الأشهر الماضية، وتأتي هذه الضربات متزامنة في وقت تخوض فيه حكومة الإقليم والحكومة الفيدرالية في بغداد صراعاً بشأن قطاع النفط والغاز المستقل في الإقليم.
وتعتقد الميليشيات أن الشركات النفطية في العراق، لا يقتصر دورها على النفط واستخراجه وتصديره؛ إنما مهمتها تكمن في عمليات تجسسية على العراق والقوى الأمنية، وهو ما تنفيه جملة وتفصيلاً حكومة الإقليم.

تصفية حسابات
وعلَّق الخبير بالشؤون الأمنية العميد إحسان القيسون، لـ”كيوبوست”، قائلاً إن هذا الاستهداف يندرج تحت عنوان تصفية الحسابات السياسية مع بعض الدول العربية؛ بسبب المواقف المشرفة والنبيلة لتلك الدول في ملفات وقضايا عدة، بالأخص في سوريا والعراق ولبنان وفي اليمن، وهذه الاستهدافات المتكررة تقف خلفها أذرع تابعة لإيران حتى وإن لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن تلك الهجمات.
اقرأ أيضاً: مصدر استخباراتي لـ”كيوبوست”: إيران وميليشياتها مارستا ضغوطاً كبيرة لمنع تولِّي الكاظمي رئاسة الوزراء

وأضاف القيسون: لا توجد إرادة سياسية حقيقية لمواجهة السلاح المنفلت، والسبب بسيط لأنه من رحم النظام السياسي الحالي ولدت منظومة العصابات الخارجة عن القانون وسلطة الدولة، ويصعب على الأجهزة الأمنية مطاردة الفصائل المسلحة؛ لأنها محمية من أحزاب سياسية موالية لطهران.
وكشف الخبير الأمني لـ”كيوبوست” أن أغلب الأسلحة والصواريخ التي استهدفت إقليم كردستان هي إيرانية الصنع، ونفس هذا السلاح سيستخدمه الحوثيون في اليمن ولدى عناصر “حزب الله”، موضحاً أن إيران ليست لها مصالح في العراق فحسب؛ بل لها أطماع، وتعتبره مجالها الحيوي وعمقها الاستراتيجي، وإذا لم يتم رسم خارطة جديدة للعملية السياسية، فإن هذا الاستهداف لن يتوقف.
وكانت حكومة إقليم كردستان العراق قد عزمت على تدويل ملف الهجمات الصاروخية المتكررة التي تطول الإقليم، وذلك في أول رد فعل من نوعه، مؤكدةً اتخاذ إجراءات عسكرية وتعزيز المنطقة بقوات إضافية؛ لضبط الأمن ومنع تلك الهجمات.

وخلال الأسابيع الأخيرة تعرضت منشآت نفطية في الإقليم إلى هجمات صاروخية متكررة، باتت تشكل خطراً على عمل الشركات الأجنبية المستثمرة في الإقليم، التي قد تنسحب من جراء عدم توفير أجواء آمنة لعملها.
اقرأ أيضاً: كيف دفعت واشنطن بالعراق بين ذراعَي إيران؟
وعبَّر رئيس حكومة الإقليم، مسرور البارزاني، عن قلقه من “تكرار الهجمات في الأشهر الأخيرة على الشعب والبنية التحتية العامة”، مؤكداً، في بيان صدر في وقت متأخر من ليل الأحد، أن “الجبناء الذين ينفذون تلك الهجمات لجؤوا إلى الاعتداءات الإجرامية؛ لأنهم فقدوا تعاطف الرأي العام في باقي أنحاء البلاد، وبدلاً من التركيز على المستقبل والتكامل الاقتصادي مع بقية العالم لخلق فرص عمل للشباب؛ تطلق تلك الجماعات الخارجة عن القانون صواريخ على قُرانا وعلى المدنيين عموماً”.

وعلق المحلل السياسي الكردي محمد زنكنة، لـ”كيوبوست” بقوله: القصف المتكرر على المصالح النفطية في كردستان يثبت أن قرار المحكمة الاتحادية كان باطلاً ومسيساً، كما يكشف عن عقلية السلاح والتخريب من قِبل الأطراف الميليشياوية؛ الأمر الثالث والأهم هو إرسال رسائل مبطنة من قِبل الإطار التنسيقي، بحجة الميليشيات وعدم القدرة على ضم الفصائل المسلحة إلى المنظومة الأمنية الدفاعية وعدم وجود القدرة والسيطرة عليها أيضاً.. القصف يحمل رسائل لحكومة كردستان بأننا سننفذ حكم المحكمة الاتحادية المسيس بأية طريقة كانت، وهو ما يدل على فشل المنظومتَين السياسية والقضائية العراقية.
واستغرب محدثنا قائلاً: هناك العديد من الشركات الإيرانية تعمل في محافظات العراق، وإلى الآن لم تُمس بسوء أو ضرر أو تتعرض إلى القصف من قِبل أي طرف أو جماعات مسلحة، مضيفاً أن حقل خورمور لا يصدر الغاز خارج الإقليم؛ وإنما هو لإنتاج الغاز لمحطات توليد الكهرباء لتأمين الحاجة الداخلية أو الحاجة المحلية إلى الغاز الطبيعي الذي يستخدمه المواطنون في كردستان.