الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
المرصد السوري لـ”كيوبوست”: المرتزقة السوريون في ليبيا يهربون باتجاه أوروبا
عدد من المرتزقة قرروا التماهي مع أردوغان في خطته حتى الوصول إلى بر الأمان في طرابلس.. ثم استقلال مراكب المهربين عبر البحر إلى أوروبا

كيوبوست
رغم تعهدات تركيا خلال مؤتمر برلين بالتوقف عن إرسال المقاتلين المرتزقة السوريين الموالين لها إلى ليبيا؛ فإن تلك التعهدات ذهبت أدراج الرياح، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
اقرأ أيضًا: قمة برلين ومسار التسوية السلمية في ليبيا
حسب تصريحات خاصة لـ”كيوبوست”، تحدث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، مؤكدًا أن تركيا “مصممة بكل الطرق والوسائل على المضي قدمًا في خطتها الرامية إلى إرسال آلاف المقاتلين السوريين إلى ليبيا، وأنها ترغب في أن يصل عدد هؤلاء المقاتلين في مرحلة أولى إلى ستة آلاف مقاتل”.
عملية مستمرة
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: “عملية إرسال المقاتلين السوريين مستمرة ولم تتوقف، حتى عندما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موجودًا في ألمانيا لحضور مؤتمر برلين، مطلقًا تعهداته للمجتمع الدولي بعدم التدخل في الشأن الليبي الداخلي والتوقف عن إرسال مرتزقة سوريين للقتال في ليبيا”.
اقرأ أيضًا: ليبيا.. سوريا جديدة على أبواب أوروبا
وأكد عبدالرحمن تواصل عملية تسجيل أسماء الراغبين في الذهاب إلى ليبيا بالتزامن مع وصول دفعات جديدة من المرتزقة إلى طرابلس؛ إذ ارتفع عدد المجندين الذين وصلوا بالفعل إلى العاصمة طرابلس حتى الآن إلى نحو 2400 مرتزق، وأن عمليات التجنيد مستمرة بشكل متواتر في مناطق عدة؛ على رأسها عفرين ومناطق درع الفرات وشمال شرق سوريا، لافتًا إلى أن عدد المجندين في المعسكرات التركية والجاهزين لتلقي التدريب قبل التوجه إلى ليبيا بلغ حتى الآن نحو 1700 مجند.

مغريات وخيانة
وفي سبيل تقديم أكبر حجم من المغريات لترغيب السوريين في الذهاب إلى ليبيا للقتال؛ خصوصًا بعد الرفض الشعبي في تركيا لإرسال أي جندي تركي إلى هناك، عدا بعض المستشارين العسكريين الذين لن ينزلوا حتمًا إلى أرض المعركة، واصل رامي عبدالرحمن حديثه إلى “كيوبوست” قائلًا: “رصد أردوغان مبالغ مالية كبيرة لهؤلاء كرواتب شهرية تُصرف لعائلاتهم، فضلًا عن تسهيلات في تجديد أوراق الإقامة، وصولًا إلى الحصول على الجنسية التركية في حال العودة إلى تركيا بعد نهاية المعارك”.. وهي وعود لا يمكن التنبؤ بصحتها، كما يشير مدير المرصد.
اقرأ أيضًا: أردوغان يواصل مغامرته “المتهورة” في ليبيا
إلا أن المفاجأة الحقيقية، حسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، كانت في أن عديدًا من المقاتلين السوريين قد اكتشفوا ربما الفخ الذي يحاول أردوغان أن يوقعهم فيه؛ خصوصًا بعد مقتل عدد لا يقل عن ثمانية وعشرين منهم في ليبيا بعيد أيام على وصولهم، فقرروا بدورهم خيانته.

وتابع عبدالرحمن، خلال حديثه إلى “كيوبوست”: “يبدو أن هؤلاء المرتزقة قد قرروا التماهي مع أردوغان في خطته حتى الوصول إلى بر الأمان في طرابلس، ثم استقلال مراكب المهربين عبر البحر إلى أوروبا.. وبالفعل وصل عدد يُقدر بنحو 17 مرتزقًا سوريًّا إلى إيطاليا عبر البحر من ليبيا، ضاربين عرض الحائط بكل الوعود التي تلقوها من الرئيس التركي؛ بما في ذلك وعود التجنيس”.