الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
المرأة في إيران: واقع مأساوي من الاضطهاد والانتهاكات
24 ألف أرملة دون سن 18، و3300 حالة انتحار في سنة

كيوبوست – أحمد أمين نمر
في ظل سعي دول العالم إلى تمكين المرأة في مختلف المجالات على أنها نصف المجتمع وشريك رئيس في التنمية والازدهار، إلا أن واقع الحال في إيران يعكس غير ذلك، مع استمرار معاناة المرأة الإيرانية من الانتهاكات والاضطهاد، الأمر الذي جعل سبيل النجاة لها ينحصر بين المواجهة والاستسلام والانتحار.
تعيش المرأة الإيرانية في حالة استبداد وقمع مستمر من السلطات الإيرانية منذ قيام الثورة الإيرانية إلى اليوم؛ إذ لم يصادق مجلس الشورى الإيراني حتى الآن على قانون منع العنف ضد المرأة منذ طرحه قبل 8 سنوات، وذلك من أجل التبني العاجل لمشروع حظر الزواج للفتيات دون 13 عامًا، الذي لم يتوصل بعد إلى نتيجة نهائية، مع أن الإحصائيات الحكومية -حسب ما نقلت لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة- أظهرت أن هناك ما يقارب 24 ألف أرملة دون سن الـ18 في إيران، كما أن العنف المنزلي ضد النساء قد ارتفع بنسبة 20% خلال العام الماضي.
اقرأ أيضًا: بالفيديو: أحدث فضائح شرطة الأخلاق الدينية في إيران
وتعتبر إيران من أسوأ الدول حسب المؤشر العالمي لجودة الحياة لمنتصف عام 2018، الصادر عن مؤسسة “نامبيو”، وتحتل المرتبة 64 من أصل 66، وتعتبر من أكثر دول العالم في تطبيق أحكام الإعدام؛ إذ نفذت 86 حالة إعدام بحق نساء وفتيات خلال الولاية الأولى ومستهل الثانية للرئيس الإيراني حسن روحاني (أي بين أعوام 2013 و2018)، كما سجلت نحو 223 حالة إعدام حتى مطلع أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري.
بالإضافة إلى ذلك، شهد شهر سبتمبر/أيلول الماضي 13 حالة انتحار بين نساء وفتيات، كما شهدت إيران ما يقارب 4992 حالة انتحار في 2017، ثلثا هذه الحالات من النساء، حسب تصريح مصدر مسؤول في النظام الإيراني، أي أن أكثر من 3300 امرأة إيرانية انتحرن في السنة، بما يعادل 9 حالات انتحار من نساء في اليوم الواحد.
وتعود حالات الاﻧﺘﺤﺎر بين صفوف النساء ﻓﻲ إﻳﺮان إلى أسباب عديدة، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻀﻐﻮط ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء والفتيات الإيرانيات وخلق العراقيل العديدة لتوظيف النساء وأنشطتهن الاجتماعية، إذ وصل عدد العاطلات عن العمل إلى أكثر من مليون و37 ألف سيدة، بزيادة قدرها 25% منذ 7 سنوات، حسب ما أعلن مركز الإحصاء والمعلومات الإستراتيجية التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية الإيرانية مؤخرًا.
اقرأ أيضًا: بعد حضور إيرانيات مباراة المنتخب، المدعي العام يعتبرها معصية لن تتكرر
ولم تقتصر معاناة المرأة الإيرانية على التوظيف فقط، بل شملت مضايقات السلطات الإيرانية أيضًا، فرض قيود على خصوصيات المرأة ولباسها؛ إذ فرضت السلطات الإيرانية في مطلع الثمانينيات قانونًا يفرض الحجاب على جميع النساء، كما كانت تمنع حتى مايو/أيار الماضي الفتيات من ارتداء الملابس التقليدية في أماكن العمل والدراسة والمؤسسات الحكومية. ومنذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، يحظر على النساء في المؤسسات الحكومية والجامعات ارتداء أي ملابس تخالف الشريعة الإسلامية، وبعض تلك المؤسسات تتمسك بإلزام النساء بارتداء “الشادور”، وهو جلباب أسود فضفاض يغطى المرأة من الرأس إلى القدم، ذي ألوان قاتمة في معظم الحالات.
ورغم كل هذا، إلا أن المرأة الإيرانية تحاول أن تغير الواقع بتصدرها المشهد عبر مشاركتها بكل قوتها بالاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها البلاد؛ اعتراضًا على ارتفاع الأسعار وتردي الوضع الاقتصادي، إذ يقدن السيدات حاليًا المظاهرات بصورة غير متوقعة، على الرغم من قمع السلطات الإيرانية لهن بشكل كبير، وهن مؤمنات أن خيار المواجهة وإسقاط النظام هو الحل لإنهاء المعاناة التي استمرت منذ قرابة 40 سنة.
اقرأ أيضًا: بالشواهد والأرقام: إيران بلا حقوق إنسان
حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا