الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

المرأة على خارطة الوطن

كيوبوست

أ.د.هند تركي السديري♦

د.-هند-السديري

في العصر الحديث ملف المرأة في المملكة عالي السخونة؛ فهي شغلٌ شاغل ليس فقط في الداخل، ولكن أيضاً في الخارج الذي في مغلبه “يدعي وصل ليلى”. داخلياً، لعب العرف والتقاليد دوراً بارزاً في تحجيم المرأة؛ ولكن كانت الإرادة السياسية للدولة تتغلب على ذلك. ليس سراً معارضة رجال الدين والمحافظين تعليمَ المرأة واشتراطهم الإشراف المباشر على التعليم النسائي، تلا ذلك رفضهم تدريس بعض المواد في الكليات التي كانت الرئاسة العامة لتعليم البنات تُشرف عليها؛ بحجة عدم صلاحيتها للفتيات.

 اقرأ أيضًا: حوار خاص مع د. هند السديري حول المرأة السعودية ووسائل التواصل الاجتماعي

هذا لم يشكل عائقاً كبيراً؛ حيث أصرَّتِ الدولة على فتح المدارس والتوسع فيها، وإنشاء جامعاتٍ في مختلف مناطق المملكة. برزت فتيات سعوديات متميزات في تخصصاتٍ مختلفة، وفُتحت أمامها آفاق واسعة للعمل، وفي الألفية الثانية للميلاد كانت هناك تطلعات أكبر للمرأة السعودية، وبدأت تحتل مناصب غير معتادة في المملكة، وبدأ الإحلال للسيدات ليس فقط في مناصب الدولة، ولكن أيضاً في القطاع الخاص. وبدأ المعارضون يقبلون على مضضٍ وهُم يسوقون الحجةَ تلو الحجة في رفضهم تمكين المرأة، وتعطيل مشاركتها الاقتصادية والسياسية.

أجيال جديدة من الفتيات ينتظرها مستقبل أفضل- وكالات

في اليوم الوطني للمملكة الواحد والتسعين، نقف وننظر إلى ملف المرأة الشائك وماذا تم بشأنه. في عام 2017 صدر كتابي «المرأة السعودية الحديثة: الإنجازات والتحديات»، وعلى الرغم من اتخاذ عدة خطواتٍ جريئة في شأن المرأة في ذلك الوقت؛ فإنه كان لا يزال هناك الكثير، والتي ذكرتها في الفصل الأخير من الكتاب. حقيقةً كنت آمل في تحقق عددٍ من هذه التحديات وتذليلها من قِبل الدولة؛ ولكن لم أتوقع أن تتم بهذه السرعة مع رؤية 2030. لم يكن تمكين المرأة تجميلاً خارجياً؛ ولكنه كان عميقاً، تناول جوانب متعددة من الحياة، وساواها بزميلها الرجل.

شاهد: فيديوغراف.. أعوام المرأة السعودية الثلاثة خلف المقود بالأرقام 

في عام 2017 وما قبله، كانت مواقع الشبكة العنكبوتية تمتلئ بمحظورات المرأة السعودية؛ بما في ذلك مدَّعو الدفاع عن حقوق الإنسان، لم يتوقفوا عند ما هو مشروع ومن حق الإنسان، رجل أو امرأة؛ ولكنهم أيضاً انتقدوا الموقف الديني، مثل قضية الإرث وكأنه شأن سعودي بحت. فصحيفة بحجم “الإندبندنت” البريطانية، تفرد صفحة في 27/9/2017 تستعرض فيها “محظورات” لا تزال موجودة تمنع المرأة السعودية من ممارستها، والمقال ينم عن جهلٍ بالشريعة الإسلامية، والتي هي دستور المملكة؛ فمثلاً تثير موضوع الولي في عقد النكاح؛ وهو شرط في العديد من المذاهب الإسلامية، وتغفل اشتراط موافقة الفتاة.

تغييرات كبيرة في المجتمع السعودي – وكالات

ولا أريد الدخول في النقاط الواضحة؛ ولكن الدولة بقيادة الملك سلمان، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، رَعَت صالح المرأة بشكلٍ أوسع وأرحم وأكثر فائدة؛ على سبيل المثال (الإنجازات أكبر من أن يتسع لها هذا المقال):

  • المراقب الغربي لم ينظر إلى معاناة الأم المطلقة مع أطفالها؛ بينما قيادة خادم الحرمين الشريفين أولَت ذلك أهمية كبيرة وأصدرت عدداً من الإصلاحات؛ كان من أهمها سجل الأسرة والذي يسمح للأم بتسجيل أبنائها في التعليم، واستخراج ومتابعة أمورهم الرسمية، والتبليغ عن الولادة، وعلاجهم، متساويةً بذلك مع الرجل.

  • أصبح رب الأسرة الأب والأم أيضاً.

  • يحق للمرأة الإبلاغ عن الزواج والطلاق والخلع، وهذا يحميها من التلاعب.

  • استخراج الجواز دون الحاجة إلى ولي الأمر والسماح لها بالسفر بعد سن 21 دون الحاجة إلى موافقة ولي الأمر.

  • إلغاء المعرف لها في الجهات الرسمية والاكتفاء بالهوية الوطنية.

  • مساواتها مع الرجل في منح الإسكان، إذا كانت مطلقة أو أرملة.

  • تعديل نظام العمل ومنح المزيد من الحقوق للمرأة، ووضعها على قدم المساواة مع الرجل.

  • المشاركة مرشحة وناخبة في الانتخابات البلدية للمناطق.

  • دخلت المرأة في العمل العسكري والنيابي؛ وهو مجال كان حكراً على الرجال، وأُجزم بأن الأغلبية لم يدُر بخلدهم هذا التمكين؛ وهي خطوة غير مسبوقة.

  • الرياضة مثلها مثل قيادة المرأة للسيارة، أخذتِ الكثيرَ من النقاش والطرح والرفض والمطالبة؛ ولكن في عهد الملك سلمان تم فتح الأبواب للمشاركات الرياضية النسائية الرسمية، واستطاعت المرأة السعودية أن تضع بصمتها، وتشارك في الألعاب الأوليمبية.

  • وبالطبع قيادة المركبات واستخراج رخص قيادة؛ وهو الموضوع الذي تأخر كثيراً؛ ولكن حَزم الملك سلمان أنهى الجدل.

نساء سعوديات في الملعب- وكالات

أما على الصعيد الخارجي، فقد تسنمت المرأة منصب سفيرة في دولتَين؛ إحداهما الولايات المتحدة، وهذا إن دلّ على شيء فهو ثقة القيادة الحكيمة بابنتها السعودية، وتحفيزها لها.

اقرأ أيضًا: المرأة السعودية تحتفي بالوطن.. والوطن يحتفي بها

هناك الكثير والكثير الذي من الصعب الإحاطة به في مقالٍ قصير، ويكفي أن مشاركة المرأة وصلت في الربع الأول من عام 2021 إلى 32%، كما نشرت جريدة “المدينة” بتاريخ 26/9/2021؛ وبذلك تكون تخطت رؤية 2030 التي وضعت لتمكين المرأة بنسبة 30%.

شعب يحلم، وقيادة ترعى، ووطن يرتقي هامات السحب.

♦كاتبة سعودية تشغل منصب العميد المساعد لشؤون الطلاب بجامعة الفيصل.

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة