الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفة
المخرج السعودي عبد العزيز الشلاحي: لم نواجه مشكلات رقابية في “حد الطار”
تحدث في مقابلة مع "كيوبوست" عن فيلمه الذي حصد جائزتَي أفضل ممثل ولجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الأخيرة

كيوبوست
حصد الفيلم السعودي “حد الطار” جائزتَي أفضل ممثل ولجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42 التي اختتمت مؤخراً، وهو من إخراج السعودي عبد العزيز الشلاحي، الذي عبَّر عن سعادته بالجائزتَين، وتحدث في مقابلةٍ خاصة مع “كيوبوست” عن الفيلم، وكواليس تحضيره التي بدأت قبل ثلاث سنوات، فإلى نص الحوار…
* كيف جاء تعاونك مع الكاتب مفرج المجفل في تجربة “حد الطار”؟
– أول لقاء جمعنا كان في عام 2017، وتناقشنا في كثير من الأمور وطبيعة القضايا التي أرغب في تقديمها وما تطرحه من قضايا، وتناقشنا في فكرة الفيلم. ووقتها قام بكتابة نسخة أولية منه، واتفقنا على أن نواصل العمل عليها وتطويرها لتكون أفضل، وخلال تلك الفترة قدمنا أكثر من تجربة معاً؛ بين فيلم قصير وهو “المغادرون” وحلقات تليفزيونية، بجانب العمل على مواصلة الفيلم، حتى انتهينا من تجهيزه بالصورة التي شاهدها الجمهور؛ فهذه الفترة أفادتنا ليس فقط في تحضير الفيلم، ولكن أيضاً على المستوى الإنتاجي في توفير إنتاج يدعم الفيلم.
* هل التجارب التي سبقت تصوير الفيلم أفادتك كمخرج؟
– بالتأكيد، في كل تجربة تكتسب مهارات جديدة وتتجنب أخطاء وقعت فيها بالتجارب السابقة، كما أنها سهَّلت التواصل بيني وبين مفرج المجفل، مؤلف الفيلم؛ خصوصاً أننا تعرفنا على بعض بشكل أكبر وأصبحنا صديقَين، وهو عرف أدواتي كمخرج، وتناقشت معه في أسلوب الكتابة وتفاصيل المشاهد حتى تخرج بصورة واقعية عند تصويرها.
* ما الصعوبات التي واجهتك في التحضيرات؟
– أصعب شيء كان في اختيار الممثلين؛ نظراً لأن الأحداث تدور في حي شعبي، فكانت لديَّ رغبة في أن تكون هناك مصداقية عند اختيار الأبطال، وقُمنا بعمل “كاستينج” لاختيار الشخصيات المناسبة، وشعرت أنني بحاجة إلى اثنين من الممثلين المحترفين، وأن يكون الباقي من الوجوه الجديدة أو ممن لهم تجارب بسيطة من قبل، وبالفعل أقنعت فيصل الدوخي وأضوي فهد، وعملا معاً على التحضيرات بجانب تحضيرات مع باقي الممثلين.

* لكن شخصية السياف الذي يطبِّق الحدودَ ولا يرغب الابن في شغلها مكان والده الراحل من الشخصيات التي لم تقدم فنياً بصورة معمقة، كيف تعاملت معها؟
– طبيعة مهنة السياف في السعودية تجعله من الشخصيات التي يصعب عليك لقاؤها أو الحديث معها؛ كونها وظيفة بالأساس، وهناك قيود على مَن يعملون بها؛ سواء وهم في الخدمة أو بعد التقاعد. وكان البيشي قد أجرى لقاءً صحفياً مطولاً منذ سنوات قرأته، وحرصت على متابعة تفاصيله بشكل كامل، حتى نرسم أبعاد الشخصية.

* ركَّزتَ على فكرة استغلال تطبيق الشرع بما يتوافق مع المصالح الشخصية للأشخاص، وهو ما ظهر في أكثر من موقف بالأحداث..
– لم نفكر في الأمر من هذه الزاوية، حتى عندما قال لحبيبته إنه إذا وافق على العمل كسياف فسيفعل ذلك فقط ليطبق الحدَّ على مَن يحبها.. كانت جملة عابرة جاءت تعبيراً منه عن غضبه من تعلقها به وذكر اسمه بينهما.

* تناولتِ الأحداث جانباً من التشدد الذي كان موجوداً في المملكة أواخر التسعينيات فترة أحداث الفيلم التي لم تشر إليها سوى بلافتة واحدة.
– ليست لنا علاقة بفكرة التشدد، وما تضمنه الفيلم من مشهد مرتبط باعتراض موظف حكومي على مشاهدة مجموعة من الشباب للمباراة ارتبط بقيامهم بسرقة التيار الكهربائي بشكل أساسي، وهو وجه الاعتراض الرئيسي، أما في ما يتعلق بالفترة التي تدور فيها الأحداث، فإن السعوديين عندما يشاهدون الفيلم سيدركون التوقيت ليس من اللافتة فقط؛ ولكن أيضاً من أسماء اللاعبين الذين ذُكروا في بعض اللقطات.. وغيرها من التفاصيل التي عاشها المجتمع السعودي آنذاك، ومنها الإعلانات التليفزيونية.

* ثمة انتقادات وجِّهت إلى الفيلم؛ لاستخدامه اللهجة شديدة المحلية.
– استخدمنا في الحوار اللهجة العادية في الأحياء الشعبية، آنذاك.. قد يجدها البعض صعبة؛ لأنها ليست منتشرة بشكل كبير خارج المملكة، بالإضافة إلى أن السينما السعودية لا تزال حديثة العهد، ومعروفة في الأوساط الخليجية بشكل عام.

* هل واجه الفيلم أية مشكلات رقابية؟
– على العكس، حصلنا على تصريح رسمي من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع من دون أية مشكلة أو ملاحظات حول العمل، والفيلم إنتاج لهيئة الإذاعة والتليفزيون، ورحبوا كثيراً بالعمل، ومنحونا الحرية في التعامل مع السيناريو، فبرأيي أن السينما دائماً يجب أن يتم التعامل معها باعتبارها تطرح قصصاً من الواقع، ويجب أن يتم تقييم الشخصيات ولا تحاكم جنسياتها؛ فالخير والشر موجودان في جميع المجتمعات.

* هل سيشارك الفيلم في مهرجاناتٍ أخرى بعد مهرجان القاهرة، أم سيطرح بدور العرض السعودية؟
– سنقوم بحسم هذا الأمر خلال الفترة المقبلة مع شركة التوزيع؛ خصوصاً أننا كانت لدينا خطة للتسويق بالفعل قبل أزمة كورونا، لكن الأزمة جعلتنا نعيد حساباتنا بشكل كامل، وسيتم خلال أيام تحديد ما إذا كانت هناك مهرجانات أخرى أم سيعرض الفيلم بالصالات قريباً أو حتى من خلال المنصات الرقمية؛ مثل “نتفلكيس”.

* تضمن فريق العمل عدداً من الخبرات المصرية خلف الكاميرات، كيف وجدتَ التعاون معهم؟
– لا أريد أن أسميها خبرات؛ ولكن طبيعي أن كل مخرج يختار فريقه بعناية، ويختار مَن يضيف إليه؛ لدينا في السعودية خبرات بجميع مجالات السينما، لكن في كل تجربة سينمائية تبحث عن الفريق الذي تشعر بأنه سيمنحك النتيجة الأفضل، وهذا ما حدث في “حد الطار”، وعندما أشارك في أي مهرجان وأشاهد فيلماً يعجبني، أبدأ بالتركيز على أسماء صناعه الموجودين خلف الكاميرا.

* ماذا عن مشروعك السينمائي القادم؟
– لديَّ عمل مع الكاتب مفرج المجفل؛ وهو فيلم روائي طويل حصل على دعم ضمن مبادرة دعم الأفلام السعودية، وتجاوز لجنة التقييم، وبانتظار انتهاء بعض التفاصيل الفنية للبدء في تحضيرات التصوير.