الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
المخابرات الفرنسية ترى في ممارسات طهران “إرهاب دولة” وتراقبها بحذر

ترجمات- كيوبوست
يبدو أن على أجهزة المخابرات التي تلعب اليوم دورًا محوريًّا في قضايا الشأن العالمي، أن تخفِّض من سقف مطالبها أحيانًا في مواجهة حكومات بلدانها.. هذا ما حدث بالفعل في يونيو الماضي، خلال اجتماع أسبوعي يعقده مجلس الدفاع الفرنسي، في حضور الرئيس إيمانويل ماكرون.
في هذا الاجتماع كان السؤال المطروح هو: كيف ستلعب فرنسا دورًا في الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني؟ ولذلك بات من الواجب على الاستخبارات الفرنسية في هذه المرحلة على الأقل كتم مخاوفها بشأن ما تسميه “إرهاب الدولة” الذي تمارسه طهران.
هجوم ضد المعارضة
الأجهزة الفرنسية لا تزال تتذكَّر مشروع الهجوم الذي تم إحباطه في ثلاثين يونيو من العام الماضي شمال باريس، خلال تجمُّع لمجاهدي “خلق”؛ وهي الحركة المعارضة للنظام الإيراني. المحاولة فشلت بعد القبض في نفس اليوم على شخصَين من أصل إيراني، عثر المحققون في سيارتهما على 500 جرام من المواد المتفجرة وجهاز تفجير، بعد تلقيهما أوامر من دبلوماسي إيراني مقيم في النمسا يُدعى أسد الله أسدي.
اقرأ أيضًا: كيف يخترق أردوغان الجالية التركية في فرنسا؟
الغالبية العظمى من المعلومات حول هذا الهجوم حصلت عليها فرنسا وبلجيكا من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”. يقول أحد منسوبي الاستخبارات الفرنسية: “هذه القضية خطيرة جدًّا، وهذا الهجوم كان سيخلف مجزرة. نحن نشبهه بالهجوم الذي تعرَّض له سيرجي سكريبال في بريطانيا”؛ وسكريبال هو العميل الروسي السابق الذي تعرَّض لهجوم بمواد سامة في جنوب بريطانيا، والهجوم منسوب إلى أجهزة الاستخبارات الروسية.
اتهام علني

اليقين بأن إيران تقف خلف محاولة الهجوم كان مؤكدًا؛ لدرجة أن باريس اتهمت إيران علانيةً بذلك في 2 أكتوبر 2018، وهو ما تنفيه إيران بشدة. وأعلنت الحكومة الفرنسية، وقتها، تجميد أصول نائب وزير الاستخبارات الإيراني المسؤول عن العمليات، فضلًا عن أسدي ومديرية الأمن الداخلي التابعة لوزارة الاستخبارات في إيران، كما تم طرد جاسوس إيراني يعمل تحت غطاء دبلوماسي في باريس.
اقرأ أيضًا: اعتقال باحثة تحمل الجنسية الفرنسية في طهران بتهمة التجسُّس
تم اعتقال أسد الله أسدي في ألمانيا، وتم ترحيله إلى بلجيكا، وفي 8 يناير 2019 فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الأصول المحتملة للكيانات والشخصيات التي حددتها فرنسا، وهو قرار جاء في أعقاب معلومات تحدثت عن هجمات مماثلة كانت تستهدف أشخاصًا إيرانيين مقيمين في هولندا والدنمارك.
في منتصف شهر يوليو الحالي، نشر قصر الإليزيه وثيقة حول الاستراتيجية الوطنية لجهاز المخابرات، والتي تمثل خارطة الطريق الرئيسية لهذا الجهاز. وتشير الوثيقة إلى أنه “من الضروري البقاء يقظين؛ لأن بعض الدول لا يزال مدفوعًا بإغراءات عبر استخدام أجهزة مخابراته لشن هجمات في الخارج؛ خصوصًا ضد معارضيه السياسيين”.
المصدر: لوموند