الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربيةفلسطينيات
المجلس الإسلامي في العراق يقر عدم التزام “حماس” بـ”الشرعية الإسلامية”
جاءت الفتوى بعد تساؤلات عدة في أعقاب بث فيلم "وشوش من غزة" الذي وثق انتهاكات الحركة

كيوبوست
أصدر المجلس الإسلامي للفتوى والإرشاد ومقره العراق، فتوى بعدم التزام حركة حماس بالشرعية الإسلامية، مؤكداً أن الحركة الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة مسؤولة بشكل كامل عن “الأفعال المتسمة بالفساد والإرهاب ضد المدنيين الفلسطينيين داخل غزة”. وشملت الفتوى عدم جواز “الدعاء أو الانضمام أو الدعم أو التمويل لها”؛ كونها كياناً ملتزماً بفكر جماعة الإخوان المسلمين.
وحسب ما ذكره المجلس، صدرت الفتوى بناءً على طلبات وصلت إليه، في أعقاب نشر شهادات من فلسطينيين مقيمين بقطاع غزة عن الواقع المقلق الذي يعيشونه وتضمنها فيلم “وشوش من غزة” الذي أُذيع قبل أسابيع قليلة.
يُذكر أن فيلم “وشوش من غزة” سرد شهادات وروايات لمعاناة فلسطينيين في قطاع غزة تعرضوا إلى الحرمان من حقوقهم الأساسية والتنكيل بهم تحت حكم “حماس”. أُنتج الفيلم ونُفِّذ بالشراكة بين عدة جهات دولية على مدار أكثر من عام مع إخفاء الأسماء الحقيقية للضحايا، لتجنب التنكيل بهم.

موقف واضح
وأكد المجلس أن ما تقوم به “حماس” في قطاع غزة يتطلب وقوف المؤسسات العلمية والدينية بحزم ووضوح ضدها، معلناً انضمام المجلس إلى إعلان هيئة الفتوى الإماراتية وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية جماعةَ الإخوان المسلمين وجميعَ فروعها منظمات إرهابية تشوه الإسلام وتعمل على خلاف الفقه الإسلامي.
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس الإسلامي للفتوى والإرشاد، الشيخ محمد علي المقدسي، في تصريحات إعلامية: إن أحد أدوار المجلس هو متابعة وضع المظلومين في مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن الفظائع التي ترتكبها “حماس” بحق الفلسطينيين الآمنين العزل جعل من الواجب على المجلس إصدار هذه الفتوى.
اقرأ أيضاً: ما الذي تخطط له “حماس” رغم الهدنة مع إسرائيل؟
استغلال “حماس” الصراع مع إسرائيل

تستغل “حماس” الصراع مع إسرائيل لأغراض سياسية وليس لخدمة الشعب الفلسطيني، حسب السياسي العراقي انتفاض قنبر، الذي يقول لـ”كيوبوست”: إن الفترة التي سيطرت فيها “حماس” على الحكم بقطاع غزة شهدت زيادة في إصدار الأحكام القضائية والقتل والإعدامات المستمرة بعد كل مواجهة بين “حماس” وإسرائيل، مع توجيه اتهامات بالخيانة.
وأضاف أن أي خطوة أو قرار يجرِّم الإرهاب وما تقوم به مثل هذه الجماعات المتطرفة، على غرار “الإخوان” في مصر، و”حزب الله” في لبنان، هي خطوات محمودة، للتأثير السلبي لهذه الجماعات على صورة وسمعة الإسلام لدى الغرب، ونيلها من سماحته التي تتبعها الأغلبية العظمى من المسلمين حول العالم.
اقرأ أيضًا:“وشوشات من غزة”.. شهادات صادمة لأوضاع مأساوية في القطاع

من جانبه، يعتبر الكاتب والمحلل العراقي غسان العطية، أن توظيف الدين بالعمل السياسي يعد جزءاً من الإشكالية التي تواجه المنطقة العربية، مشيراً إلى أن “حماس” لعبت دوراً في شق الصف الفلسطيني بالتمادي في الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني، والذي أساء إلى القضية بشكل لا يقل عن إساءة بعض الأطراف الأجنبية للشعب الفلسطيني.
وأضاف العطية أن الدين لا يسمح ولا يقر بالأساليب التي تتعامل بها “حماس” في قطاع غزة؛ خصوصاً أنها تسيء إلى الإسلام، وهو رأي غالبية المسلمين المعتدلين، مؤكداً أن استغلال الدين من جانب “حماس” للتغطية على أنشطتهم وتبريرها، أمر مرفوض.
وكانت حركة حماس قد تصدت لتظاهرات عديدة في قطاع غزة طالبت بتوفير ظروف معيشية آدمية نظمتها حركة “بدنا نعيش” عبر مواقع التواصل العام الماضي، وقامت الحركة بتفريق التظاهرات بالقوة مع توقيف عشرات الشباب واتهامهم بالعمالة، بينما نددت منظمات حقوقية دولية قمعَ “حماس” معارضيها.