الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لـ”كيوبوست”: مساعدة الشعب الأفغاني أولوية أوروبية
التكتل الأوروبي يبذل جهوداً جدية مع الشركاء الدوليين للتأكد من أن الظروف في أفغانستان تشجع الناس على البقاء فيها بدلاً من الهجرة

كيوبوست
أكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية بيتر ستانو، حرصهم على مساعدة الشعب الأفغاني، مشيراً إلى أن وصول المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه.
وقال بيتر ستانو، في مقابلةٍ خاصة مع “كيوبوست”، إنهم سيبحثون، الخميس المقبل، سُبل توفير الحماية والمسارات الآمنة والقانونية للمواطنين الأفغان المعرضين إلى الخطر، كما تطرق إلى العلاقات مع تركيا والشراكة الأوروبية مع دول الخليج.. وإلى نص الحوار.
* الاتحاد الأوروبي يرغب في مساعدة الشعب الأفغاني، هل تعتقد أن هذا ممكن في ظلِّ حكومة “طالبان”؟
– يجب أن يكون ذلك ممكناً؛ فنحن ملتزمون بمساعدة الشعب الأفغاني، ونواصل تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية، وقد ضاعفنا حجم المساعدات الإنسانية منذ بداية الأزمة الحالية من 50 مليون يورو، التي كانت مقررة لهذا العام، إلى 300 مليون، وسوف نستمر بنشاطنا في هذا المجال. ومن ناحيةٍ أخرى، قُمنا بتعليق كل الدعم التنموي الموجه من خلال السلطات، وهذا الدعم سوف يبقى معلقاً إلى أن نتمكن من تقييم سلوك “طالبان”، ونحن ندرك التحديات التي يخلقها هذا الأمر، ونريد تجنب الانهيار الاقتصادي للبلاد؛ لذلك فإننا سنحلل الوضع بدقة، وسنحاول قبل اجتماع مجموعة العشرين أن ننظم اجتماعاً لوزراء التنمية في الاتحاد الأوروبي؛ لمناقشة الوضع وإعطاء الإجابات الصحيحة.
اقرأ أيضًا: مسرحية طالبان: الأمر كله يتعلق بـ “الشمول”
* هل حصل الاتحاد الأوروبي على أية ضمانات من “طالبان” بأن المساعدات سوف تصل فعلاً إلى المواطنين؟
– ما رأيناه حتى الآن هو أن المساعدات تصل إلى مستحقيها؛ وهذا الأمر هو أحد خطوطنا الحمراء التي لا يمكن تجاوزها، ولكننا نرغب في الحصول على ضماناتٍ موثوقة ليس فقط في مسألة وصول المساعدات إلى المواطنين؛ بل في مسائل أخرى مثل حق النساء في العمل، وإمكانية التحاق الفتيات بالمدارس، واحترام حقوق وحريات المواطنين، وعدم التمييز ضد الأقليات وغير ذلك.. لقد سمعنا العديد من التصريحات والبيانات من “طالبان” حول نيَّات الحركة؛ ولكن ما يهمنا هو الأفعال على الأرض، لن نحكم عليهم من خلال وعودهم، بل من خلال كيفية وفائهم بهذه الوعود أمام مواطنيهم وأمام المجتمع الدولي، نحن نراقب أفعالهم ونقيمها بعناية فائقة.
* هل سيضع الاتحاد الأوروبي خطة للتعامل مع موجة جديدة من اللاجئين الأفغان؟
– نحن نبذل جهوداً جدية مع شركائنا الدوليين للتأكد من أن الظروف في أفغانستان تشجع الناس على البقاء فيها بدلاً من السعي للهجرة، وفي غضون ذلك نحن ندرك المخاطر، ونستعد لسيناريوهات أخرى، ونبحث الأمر مع دول المنطقة؛ لأن هذه الدول ستكون أول مَن سيتأثر بموجة الهجرة المحتملة، والمنتدى رفيع المستوى الذي نعد له يوم الخميس المقبل هو فرصة أخرى لبحث سُبل توفير الحماية والمسارات الآمنة والقانونية للمواطنين الأفغان المعرضين إلى الخطر والذين يشعرون بأنهم مضطرون إلى مغادرة البلاد.

* هل هنالك مخاوف من تصاعد الموجة بعد وصول “طالبان” إلى السلطة؟ وهل سيشجع ذلك تنظيم داعش على القيام بعملياتٍ إرهابية للإعلان عن وجوده؟
– صحيح، هذه أحد المخاوف التي لدينا، إن نجاح “طالبان” في أفغانستان يمكن أن يشجع مجموعاتٍ أخرى في المنطقة وأجزاء أخرى من العالم، ولهذا السبب نحن نبحث مع شركائنا الدوليين سُبل القضاء على مثل هذه المخاطر، وإحدى طرق تحقيق ذلك هي التنسيق والتعاون الدولي.
* كيف ترون العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي والشراكة القائمة من أجل الاستقرار ومكافحة الإرهاب؟
– نحن ننظر إلى دول الخليج كشركاء مهمين، ولا نريد تعزيز علاقاتنا الثنائية مع كل منها فحسب؛ بل نرغب في تعاون أوسع وأكثر استراتيجية بشأن القضايا الإقليمية والدولية، ويعتبر الأمن ومحاربة التشدد والتطرف من المجالات التي نرغب في تكثيف تعاوننا بشأنها، وقد نقل هذه الرسالة الممثل السامي جوسيب بوريل، أثناء زيارته الأخيرة إلى قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضًا: هل هناك طالبان “جديدة” في أفغانستان؟
* هل يقوم الاتحاد بأية وساطة بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من الجهة المقابلة؟
– اليونان وقبرص هما دولتان مستقلتان تتمتعان بالسيادة، وهما عضوان في الاتحاد الأوروبي، والاتحاد يقف معهما بقوة عندما يتعلق الأمر بالإجراءات التي تتخذها تركيا التي تؤثر على هذين العضوين في الاتحاد؛ لقد كنا في غاية الوضوح مع تركيا بأننا حريصون على علاقات حسن الجوار معاً، ولكن في الوقت نفسه لن نتسامح مع التصرفات الموجهة ضد أي من دولنا الأعضاء، هنالك كثير مما يمكن للاتحاد الأوروبي أن يقدمه لتركيا؛ لكن الشرط الأساسي لذلك هو السلوك البناء، والامتناع عن الإجراءات أحادية الجانب والاستفزازية، وإلا فإننا على استعداد للرد وفقاً لذلك.
* يعتقد البعض أن هنالك ضعفاً في الموقف الأوروبي الموحد والحازم في ما يتعلق بالانتهاكات التركية لحقوق اليونان وقبرص، ماذا تقول في ذلك؟
– يقوم الاتحاد الأوروبي على احترام سيادة القانون والأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار، ولهذا السبب، في حال وجود مشكلات مع أي شريك خارجي، فإننا نحاول حلها؛ أولاً من خلال المشاركة والحوار، وإذا فشلنا في ذلك، عندها فقط نلجأ إلى وسائل أكثر صرامة؛ مثل العقوبات على سبيل المثال، ولكن نحن من طبيعتنا العمل على إيجاد حلول وسط مقبولة للجميع، ومربحة للجميع، دعونا أيضاً لا ننسى أن أي موقف أو إجراء يتخذه الاتحاد الأوروبي في مجال العلاقات الخارجية يحتاج إلى إجماع كل الدول الأعضاء. ويعكس الرد الذي قدمناه حتى الآن على سلوك تركيا ما تمكنت دول الاتحاد من الاتفاق عليه وأرادت فعله.

* هل تعتقد أن اختلاف وجهات النظر حول ما يحدث في ليبيا سوف يصعب إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في ديسمبر المقبل؟
– في الاتحاد الأوروبي لدينا جميعاً رأي مفاده أن عقد انتخابات نزيهة وشاملة في الرابع والعشرين من ديسمبر إلى جانب الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار هو أمر بالغ الأهمية لاستعادة السيادة الوطنية لليبيا وسلامة أراضيها. ومن المهم جداً احترام اتفاقيات برلين، واتباع خارطة الطريق، والذهاب إلى الانتخابات، والتطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار. وهذه أيضاً كانت الرسالة التي أوصلها الممثل السامي أثناء زيارته إلى ليبيا، في الشهر الماضي.
* هل تعتقد أنه يمكن تمديد الفترة الانتقالية الحالية؟
– الاتحاد الأوروبي يدعم جميع المبادرات التي تهدف إلى تعزيز إجراء الانتخابات، وتشجيع السلطات المعنية على اتخاذ كل الخطوات الضرورية، لضمان إجراء انتخاباتٍ نزيهة وشاملة في الإطار الزمني المتفق عليه.
اقرأ أيضًا: أزمة جديدة في ليبيا بعد سحب الثقة من الحكومة
* كيف ترون الوضع بالنسبة إلى تونس في هذا الوقت؟
– الممثل السامي زار تونس في منتصف سبتمبر الماضي، وتحدث إلى الرئيس سعيّد، وعدد من الشركاء؛ من بينهم أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني، وأكد أهمية الشراكة مع تونس بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، نحن ندعم خيارات الشعب التونسي منذ عام 2011 في بناء دول ديمقراطية قوية وكفؤة تخدم مواطنيها. ونحن نريد أن نستمر على هذا المسار مع تونس؛ من أجل الديمقراطية والاستقرار والرفاهية للشعب التونسي. وشدد جوسيب بوريل أثناء زيارته على أهمية احترام الأطر الديمقراطية وسيادة القانون والدستور والفصل بين السلطات؛ نحن نرغب في رؤية تونس مستقرة ومزدهرة، ومن أجل ذلك يجب استئناف الحياة البرلمانية واستعادة استقرار المؤسسات في البلاد. ويجب تحقيق كل ذلك من خلال حوار شفاف ومفتوح يسمح بأن تمضي تونس مرة أخرى على طريق توطيد الديمقراطية.

* المغرب والجزائر شريكان مهمان للاتحاد الأوروبي، فهل هنالك من فرصة للاتحاد الأوروبي للتوسط بين هاتين الدولتَين؟
– كلا البلدين شريك وجارٌ مهم للاتحاد الأوروبي، ومستقبل منطقة المغرب العربي سيعتمد على قدرتهما على العمل على التوصل إلى تفاهم مشترك، وتجاوز التوترات الحالية، ونحن نأمل أن يتم إيجاد حل دبلوماسي سريع ودائم في القريب العاجل، بما يخدم مصالح شعبَي البلدَين، ومصلحة المنطقة بأسرها، والاتحاد الأوروبي مستعد لدعم هذه الجهود إذا طُلب منه ذلك.
لقراءة الأصل الإنكليزي: Peter Stano