الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون عربيةمشاريع الخمسين

المؤرخ الإماراتي حمد بن صراي لـ”كيوبوست”: تجميع التراث أولوية إماراتية منذ إعلان الدولة

تحدث المؤرخ الإماراتي حمد بن صراي مدير عمادة المكتبات بجامعة الإمارات عن مراحل توثيق التراث الإماراتي بالتزامن مع تدشين منصة الشيخ زايد في احتفالات عام الخمسين

كيوبوست

دشَّنت جامعة الإمارات منصةَ الشيخ زايد بالتزامن مع احتفالات عام الخمسين، تضم المنصة 500 ألف وثيقة عن دولة الإمارات، تحكي تاريخ الدولة وتراثها، بالإضافة إلى عشرات الإصدارات والكتب والمراجع حول المغفور له الشيخ زايد، ودوره في تأسيس الدولة الاتحادية. وتوفِّر المنصة جهازاً لعرض عددٍ من الأفلام الوثائقية التي تحكي مسيرة الاتحاد. من جانب آخرن جمعت المنصة صوراً ومقالاتٍ من مجلات عربية تناولت مسيرة الاتحاد، وإمارات الساحل.

حمد بن صراي

يقول الدكتور حمد بن صراي المؤرخ الإماراتي، ومدير عمادة المكتبات بجامعة الإمارات، إن التحضير للمنصة استغرق نحو 4 أشهر من العمل الشاق، في ضوء صعوبة البحث في مختلف وسائل الاعلام التي كانت تصدر قديماً وتناولت تاريخ الإمارات، مشيراً إلى أن فريق العمل حرص على أن تكون المنصة متكاملة ومزودة بأحدث التقنيات الحديثة.

تضم منصة الشيخ زايد أكثر من 90 ألف صورة للشيخ زايد، وحكام الإمارات الأوائل، تم جمعها من عدة أشخاص ومكتبات، ومنها صور حصرية لمكتبة جامعة الإمارات، مؤكداً أن المنصة تضم أيضاً كل الكتب، والصور، والوثائق الخاصة بالشيخ زايد، وآلاف الكتب التي تناولت سيرته.

ولا تقتصر المنصة على المصادر الإماراتية في جمع التراث، بل شملت دورياتٍ مصرية وعربية قديمة، واكتشف فريق البحث كنوزاً لم تكن معروفة، فمثلاً تضمنت المنصةُ مقالاً للكاتبة عائشة عبد الرحمن كتبته عن المنطقة عام 1954، وهناك كتب ومقالات أخرى رصدت طبيعة الحياة في فتراتٍ مختلفة، وهذه المقالات تُعتبر من الوثائق المهمة لفهم التراث.

اقرأ أيضًا: مع احتفال الاتحاد بالذكرى الـ 50 لتأسيسه.. ما الذي تتطلع إليه الإمارات في نصف القرن المقبل؟

تجميع التراث

يقول حمد بن صراي: “إن دولة الإمارات قبل إعلانها كانت مقسمة سياسياً وإدارياً إلى 7 إمارات، والتواصل بين الآباء والأجداد كان عبر التجارة بالأساس، وعندما بدأ المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ راشد في تشكيل فكرة الاتحاد وإعلان الدولة بدأت عملية تجميع التراث من مختلف الإمارات السبع من أجل توثيقه والحفاظ عليه”.

وأضاف أن “التراث الإماراتي ثري للغاية، ولطالما حرصت الدولة على الاهتمام به وتوثيقه، بتسجيلاتٍ مع كبار السن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن الشرق للغرب وهو أمر استمر لسنواتٍ وعقود، فكانت هناك فرق عمل تسعى للوصول إلى كل منطقة في الإمارات لتوثيق تراثها المكتوب وغير المكتوب، تراث المأكل، اللهجة، الفنون الشعبية وغيرها من الأشياء التي تعبِّر عن البيئات الثقافية المختلفة الموجودة داخل الإمارات”.

افتتحت المنصة بالتزامن مع احتفالات العيد الوطني

مراحل متعددة

يشير مدير عمادة المكتبات بجامعة الإمارات إلى أن عملية جمع التراث مرَّت بعدة مراحل، بدأت بمشاركة باحثين من دولٍ مختلفة تواجدوا في مختلف أنحاء الإمارات لجمع التراث، وتخصصوا في جمع الحكايات والمرويات، وبعد ذلك دخلت مرحلة توثيق ما جُمع، والتأكد منه من خلال المؤسسات المختلفة التي جرى إنشاؤها لتقوم بحفظ وتوثيق التراث وجمعه؛ من أبرزها الأرشيف الوطني في أبوظبي، معهد الشارقة للتراث، نادي التراث الإماراتي، ومعهد حمدان بن محمد لإحياء التراث.

وأضاف أن الشيخ زايد اهتم بشكل كبير بالتراث الإماراتي، وهو ما جعل مسألة جمع المادة التراثية تحظى باهتمامٍ كبير بالرغم من صعوبته في البداية نتيجة صعوبة التنقل والطرق الوعرة آنذاك معتبراً أن من أفضل الكتب التي نجحت في توثيق التراث الإماراتي بشكل جيد كتاب «الإمارات في ذاكرة أبنائها» للإعلامي والباحث عبدالله عبد الرحمن.

اقرأ أيضاً: أوليفر أومز لـ”كيوبوست”: استراتيجية الإمارات الصائبة خلال جائحة كورونا ساعدت على تقوية دورها في عالم الأعمال

وأوضح أن عملية البحث والتجميع للتراث جرَت بشكل موسع من خلال دراسات عديدة تم إجراؤها وتسجيلات صوتية وثَّقت وقاربت بين الأقوال، مشيراً إلى أن المشكلة التي تواجه التعامل مع جمع التراث دائماً تكون مرتبطة بالهواة الذين لم يدرسوا آليات التقصي والتحقق للمواد المجموعة، ويسعون للنشر من دون منهجية علمية، وهو ما تعمل الجهات المختصة على تجنبه، وتعزيز الاهتمام بالجوانب المنهجية والعلمية عند جمع هذه الموروثات، سواء خلال الدراسات الجامعية أو في المراكز المتخصصة بنشر التراث.

ولفَت إلى أن من بين الأمور التي يجري الاهتمام بها في الجامعات، ومراكز تدريس التراث، ليس فقط التراث العمراني ولكن جوانب الحياة كافة في الإمارات؛ بما فيها التاريخ الشفهي، ولهجة الآباء والأجداد الموثقة عن طريق التسجيلات، فضلاً عن توثيق الأدوات المستخدمة في البناء قديماً، خاصة وأن هناك أدواتٍ اختفت، ولم تعد معروفة لدى الأجيال الجديدة.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة