الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
اللاجئون الروهينجا يتخوفون من إجبارهم على العودة إلى ميانمار.. وحالات انتحار في صفوفهم
"لا يجوز إجبارهم على العودة"

كيو بوست – إيناس بكر
اعتبرت مجموعة من المنظمات الإغاثية أن الخطط المعدة لبدء إعادة مسلمي الروهينحا من بنغلاديش إلى ميانمار الأسبوع المقبل، سابقة لأوانها، خصوصًا أنها زرعت حالة من الرعب في أوساط اللاجئين.
وعلى الرغم من الوعود السابقة التي قدمت للاجئين بأن عودتهم ستكون على أساس آمن وطوعي، أعلنت حكومتا ميانمار وبنغلاديش عن صفقة تبدأ بأكثر من 2000 عملية ترحيل، اعتبارًا من 15 نوفمبر/تشرين الأول. في المقابل، قالت الأمم المتحدة إن الأوضاع في ولاية “راخين” التي فر منها نحو 700 ألف من الروهينجا ليست مناسبة لإعادتهم إليها.
اقرأ أيضًا: إلى أين وصلت أزمة مسلمي الروهينجا؟
مخاوف جدية بدأت تتولد للاجئين حول إعداد قائمة العائدين الأوليين؛ فبحسب ما قاله اللاجئون لصحيفة “إندبندنت” البريطانية، فإن حكومتي بنغلاديش وميانمار لم تستشيران اللاجئين بخصوص ترحيلهم إلى مناطقهم، فعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، تم توزيع استمارات رسمية للعائلات، أمروا بملئها على كل الأحوال. تقول الصحيفة: “لا أحد من اللاجئين الذين تحدثوا إلى الصحيفة أبدوا رغبة بالعودة إلى ميانمار في ظل الظروف الراهنة”.
42 وكالة إغائة يحثون الحكومتين على إعادة النظر
وقعت 42 وكالة إغاثة دولية رسالة مشتركة تحث فيها بنغلاديش وميانمار على إعادة النظر في خطة إعادة اللاجئين. واعتبرت الوكالات أن هذه الخطط تعد انتهاكًا للمبدأ الأساسي المتمثل في “عدم الإعادة القصرية”، وهو المبدأ المتفق عليه دوليًا، إذ لا يمكن إعادة اللاجئين إلى بلدان يخشون فيها من التعرض للاضطهاد.
اقرأ أيضًا: أزمة مسلمي بورما: الأسباب الفعلية والرواسب التاريخية
وبحسب الرسالة، لم تكشف بنغلاديش عن قائمة أسماء أول 2300 عائد، مما يجعل من المستحيل التحقق مما إذا كانت خطط إعادتهم قائمة بالفعل على أساس طوعي. وأدى افتقار المعلومات الرسمية إلى انتشار الخوف على نطاق واسع بين الكثيرين في المخيمات.
محاولات انتحار
بعد إخبارهم بضرورة عودتهم إلى ميانمار دون إعطائهم ضمانات على سلامتهم، حصلت العديد من حالات الانتحار بين اللاجئين في الروهينجا؛ إذ حاول، على سبيل المثال، رجل يبلغ من العمر 60 عامًا يدعى “ديل محمد” أن يقتل نفسه هذا الأسبوع، بعد انتشار شائعة بأنه سيتم إعادته إلى ميانمار، على حد قول زوجته لصحيفة “تلغراف”. في حين، أوضح الكثير من اللاجئين لـ”إندبندنت” الشهر الماضي، أنهم إذا أدرجوا في أي قائمة للإعادة إلى ميانمار، فإنهم سيفعلون كل ما بوسعهم لتجنب الذهاب.
“نورول أمين” أب لـ7 أطفال يبلغ من العمر 37 عامًا، يقول: “رأيت العنف في ميانمار، شاهدت أشخاصًا تشق حناجرهم، ودمر منزلي جزئيًا بواسطة قذيفة يدوية أطلقها جيش ميانمار… نحن ممتنون للشعب البنغلادشي لإعطائنا مأوى، لكننا قلقون من أنهم يحضرون لترحيلنا، حينها سنتعرض للعنف والقمع مرة أخرى”.
اقرأ أيضًا: حقائق غائبة.. أصول معاداة مسلمي الروهينغا وكيف يشرع قتلهم؟
في السياق ذاته، تنفي حكومة ميانمار ارتكابها لجرائم ضد الإنسانية تجاه الروهينجا خلال حملة القمع ضد النشاطات المسلحة في “راخين”، وتقول إنها تريد عودة الروهينجا، ولكن فقط إلى معسكرات الاعتقال المشابهة للمخيم الموجود في وسط راخين، الذي يضم حوالي 120 ألفًا من الروهينجا في ظروف صعبة، محرومين فيها من حرية الحركة.
المصدر: Independent