الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجية
الكتب المدرسية السعودية تتخلى عن المحتوى المتشدد
يأتي حذف العديد من نظريات المؤامرة ورسائل عدم التسامح بعد أن طبَّعت العديد من الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل

كيوبوست- ترجمات
ديفيد روز
وفقاً لتقرير صدر مؤخراً، فقد حُذف المحتوى الإسلامي المتشدد والمعادي للسامية من المناهج السعودية، بينما يقول الباحثون إنه تغيُّر في المواقف في المملكة العربية السعودية.
فقد وجدت دراسة عن أحدث المواد التعليمية السعودية، أن الكتب المدرسية الرسمية -التي توزع على 30.000 مدرسة في المملكة وخارجها- لم تعد تحتوي على دعوات لمعاقبة الكفار والمثليين بعقوبة الموت، ولا على نظرية المؤامرة المعادية للسامية التي تقول إن اليهود يسيطرون على العالم.
اقرأ أيضاً: كيف يغير اتفاق السلام الإماراتي- الإسرائيلي خارطة التحالفات في المنطقة؟
وكذلك وجد معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، الذي يقوم بمراقبة مناهج التعليم في العالم، ومقره إسرائيل، أن التوقعات بحدوث معركة اليوم الأخير التي يقتل المسلمون فيها جميع اليهود، قد اختفت من الكتب المدرسية.

وتأتي هذه الأخبار على خلفية سلسلة من الصفقات التاريخية التي جرت بوساطة أمريكية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية.
ومع أن السعودية ليست من بين هذه الدول، فإن الدراسة تقول إن هذه التغييرات هي جزء من مسار عام في المملكة العربية السعودية “بدأ بإعطاء مساحة لوجهة النظر التي تقبل الوجود اليهودي الدائم في المنطقة”.
وقد اعترف مسؤولون سعوديون، الشهر الماضي، بأن بعض أجزاء المناهج كانت “مسيئة”، وأشاروا إلى أن الإصلاحات سوف تستمر.
اقرأ أيضاً: المغرب سادس دولة عربية تقيم علاقات مع إسرائيل
ومع ذلك، فدولة إسرائيل لا تزال غير معترف بها رسمياً أو ممثلة على الخرائط في الكتب السعودية. وتوصف الصهيونية على أنها “حركة سياسية عنصرية”، ولا يزال المسيحيون واليهود يوصفون في الكتب الجديدة على أنهم “أعداء الإسلام”، وفقاً للدراسة.
كما أن التغييرات في الكتب المدرسية شملت إزالة المحتوى الإسلامي المتشدد؛ بما في ذلك فكرة أن استعداد المسلمين للجهاد والشهادة هو ذروة إيمانهم.

يقول ماركوس شيف، مدير معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، الذي يراجع الكتب المدرسية منذ عام 2003، إنه في السنوات السابقة كانت المناهج متأثرة بشدة بالوهابية؛ وهي شكل متشدد من الإسلام السُّني، كانت تضم محتوًى “متطرفاً للغاية”.
ويضيف شيف: “تعكس الكتب الأخيرة تغيراً حقيقياً نحو الأمام وجهوداً مؤسساتية لإزالة بعض الإشارات للكراهية؛ بما في ذلك معاداة السامية والجهاد.. لا يزال هنالك الكثير مما يجب فعله؛ ولكن هذه المراجعات تشكل سبباً حقيقياً للتفاؤل”.
من الجدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة التي وافقت على الاعتراف رسمياً بدولة إسرائيل في وقت سابق من هذا العام، كانت قد غيَّرت مناهجها في عام 2016 لتجعلها أكثر تسامحاً.
اقرأ أيضاً: كيف تقوم المدارس الإماراتية بإعداد الطلاب من أجل المستقبل؟ مؤسسة بريطانية تجيب
ويُقال إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 35 عاماً، منفتح على إمكانية الانضمام إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب في تطبيع علاقاتها مع تل أبيب.
المصدر: التلغراف