الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفة
الكافر والبروفيسور.. قصة صداقة صبغت الفكر الحديث

كيوبوست – مروان البلوشي
“الفيلسوف الجيد.. هو صديق جيد”. هكذا كتب ديفيد هيوم في إحدى رسائله لآدم سميث؛ لكن هذه العبارة الدالة المكثَّفة ليست إلا صدى لتراثٍ عريق يمتد نسبه في شرايين الفكر الغربي؛ منذ أيام أرسطو وحتى عتبات زمن ما بعد الحداثة. تراث يربط بحميمية بين القدرة على مصادقة الحكمة والتفلسف، والقدرة على مؤانسة ومصادقة البشر؛ بل إن الجذر اللغوي لكلمة فلسفة يأتي من الصداقة (فيليا). ويأتي كتاب «الكافر والفيلسوف: ديفيد هيوم، آدم سميث، والصداقة التي شكَّلت الفكر الحديث» ليؤرخ للعلاقة اللطيفة العميقة التي جمعت بين هيوم الفيلسوف، وسميث المفكر الاقتصادي، والكتاب يفكك ويشرح السياقات السياسية والاجتماعية التي أحاطت بصداقتهما، ويطرح تساؤلات مهمة حول مراجعة مسلمات عصر التنوير والحداثة، وعلاقة المثقف بالدين، وقيمة الصداقة في تاريخ الفكر.
وما قيمة الصداقة؟ مفكرو أوروبا بدايةً من جان-جاك روسو (الذي كان صديقاً سيئاً) إلى كارل ماركس (الذي اعتمد على معونة ومال نديمه فردريك إنغلز) إلى هنا آرندت (التي باشرت علاقة صداقة مع مارتن هايدغر، ثم ما لبثت أن تحولت إلى حبٍّ عاصف).. هؤلاء المفكرون والمفكرات تحدثوا عن الاغتراب الوجودي والاستلاب القيمي الذي يعانيه إنسان الحداثة؛ هذا الإنسان الذي يتوق لأن يحطم القيود اليومية اللا مرئية التي تفرضها عليه: منظومة الرأسمالية المتفلتة ومجتمع الاستهلاك وتوقعات حياة المواطن الطيِّع التي تبثها البيروقراطيات المترهلة، يتوق لتحطيمها لينطلق نحو اكتشاف ذات أخرى له، وكذلك ذوات الآخرين والنهل من إنسانيتهم؛ ولكنه في بعض الأحيان لا يستطيع حتى أن يكون صديقاً لنفسه.
اقرأ أيضًا: قراءات في كتب كبار الفلاسفة 7: مبحث في الفهم البشري ..ديفيد هيوم
هنا تأتي متعة القراءة عن صداقة هيوم وسميث التي تلمع كاستثناء دافئ وسعيد في وسط صحراء الحداثة الباردة، يستمتع القارئ وهو يقرأ مقتطفات من مراسلاتهما التي ينبثق من ثناياها صوتان هادئان في غاية الدعة والمرح مع كثير من الشغب اللطيف، وفي بعض الأحيان النقد الساخر المُتهكم من رجال الدين أو الكنيسة أو هذا الفيلسوف أو ذاك (في الغالب جان-جاك روسو)، والأهم من هذا هو تلك الفقرات الطويلة المضيئة المدهشة الممتلئة بالمحاججات والمحاججات المضادة والأخذ والرد بلا أنا متضخمة بين عقلَين تفكرا مطولاً في مشكلات عصرهما، ونظرا بروح نقدية صارمة إلى ميراث عصر التنوير والقناعات المتفائلة التي أشاعها حول حتمية التقدم البشري ومركزية الإنسان واستغنائه عن أي لاهوت ما ورائي وتخليه عن الحكمة المتوارثة لآلاف الأجيال الفانية من البشر.
هذه قصة صداقة نجحت حقاً في ترك أثر بالغ على أفكارنا بل ودورة حياتنا اليومية (سنتحدث عن هذا لاحقاً).
25 عاماً من الألفة والمساومة:
يسجل الكتاب بداية صداقة هيوم وسميث في عام 1720 عندما عُيِّن سميث أستاذاً للفلسفة الأخلاقية، وبدأ هيوم بمراسلته وقتها وطرح عليه الحاجة لتخصص معرفي جديد يعتني فقط بدراسة الاقتصاد. هذا عن سبب البداية، أما الظروف المحيطة بها فقد كانت باختصار هي ذروة عصر التنوير الأسكتلندي، والذي يصفه هيوم في رسالة له إلى سميث:
“فقط لندن وباريس تنافسان إدنبره كمراكز ثقافية؛ ولكن وعلى العكس من هذه العواصم الكوزموبوليتانية، تجد أن المشهد الفكري في إدنبره لا تسيطر عليه مؤسسات الدولة أو الصوالين الأرستقراطية؛ بل إنه يعتمد على حلقة من المثقفين أصحاب العقول الصارمة والنفوس المستقلة.. أشخاص؛ مثل ويليام فيرغسون، وجيمس وات، وآلان رامسي، وويليام روبرتسون، ولورد كيمس.. هؤلاء وغيرهم جيران يعيشون في أحياء متقاربة، وتجمعهم روح رفاقية حميمة”.
اقرأ أيضًا: إلى من يهمه الأمر.. دراسة الفلسفة ليست ترفاً!
الجيد أن الكتاب أكثر حذراً في تحليله لذلك الزمن من لهجة هيوم الحماسية، فنجده يذكر: “اختلف مثقفو إدنبره وأسكتلندا عن أقرانهم في باريس وفرنسا في عدة نواحٍ على الرغم من اشتراكهم في القيم والأهداف؛ فلم يدخلوا في صراع وجودي مع المؤسسة الحاكمة أو مع الشعب، ولم يعيشوا منعزلين في حياة ساخطة على هامش المجتمع، بل كانوا أفراداً مُشاركين وبقوة في نقاشات مجتمعهم، مُثيرين للإعجاب في الداخل والفخر بإنجازاتهم في الخارج. هذا أدى إلى اختلافات عميقة بين التنوير الأسكتلندي والفرنسي؛ ظهرت في التوجهات الفكرية والسياسية التي ستطبع نتاجات هيوم وسميث”. ولعل أبرز هذه الاختلافات يتمحور في النفور الأسكتلندي من كل دعوة راديكالية تدعو إلى تغيير المجتمع تغييراً سريعاً عنيفاً، وبناء عالم طوباوي جديد لا مكان فيه للروح، عالم تصبح تصبح فيه فكرة التقدم العلمي والازدهار المادي والمساواة المطلقة عقيدة حاكمة للدولة والمجتمع.

بصمة هيوم على أفكار سميث:
كان من الطبيعي أن يكون تأثير هيوم أعمق وأبعد على سميث من أي عقل آخر؛ فهيوم لم يكن فيلسوفاً فحسب بل كان مهتماً بالاقتصاد والتاريخ وتحليل الظواهر المجتمعية، والأهم هو محاولته إنتاج منهجيات قياس جديدة نقيِّم فيها ما إذا كانت معرفتنا العلمية، علمية حقاً. كل هذا قد يبدو عادياً الآن؛ ولكن إن عُدنا إلى عصور التنوير الأولى وبالذات في فرنسا، سنجد أن تفسير ظواهر حياة العقل البشري والنفس الإنسانية لم يختلف كثيراً عن التفسير الذي كان شائعاً في عصر ما قبل التنوير؛ أي ستجد ببساطة أن ديكارت يفسر الزلازل مثلاً على أنها حادثة جيولوجية لها مسبباتها التي لا علاقة لها بغضب الرب أو رضاه؛ ولكن ديكارت نفسه -مع آخرين- لم يستطع أن يتقدم أكثر من ذلك، عندما أتى الأمر لتفسير الكيفية التي تتحول فيها الصور الذهنية التي تتواتر في داخل عقل الإنسان إلى معرفة يمكن قياسها وفهم العالم من خلالها أو دحضها ورفضها لأنها غير علمية، والنتيجة تعطل نمو العلوم الإنسانية؛ كالاقتصاد والاجتماع وغيرهما، والاعتماد على تفسيرات أخلاقية جامدة تشرح حياة الفرد والمجتمع بناءً على الصراع بين مُثل عليا ورغبات ودوافع غير منضبطة.
هنا يدخل هيوم المشهد الفلسفي، مع فكرة بسيطة ولكنها عميقة وستظل تتردد ليومنا هذا، يقول هيوم: نعم نحن كائنات ومجتمعات معقدة، تحركها دوافع متناقضة وتقودها نتائج غير متوقعة لأفعال وقرارات نظن أنها في غاية التعقل والرشاد؛ ولكن من الممكن ومن داخل هذا التعقيد الفردي والمجتمعي أن نستل مجموعة من “القوانين المشابهة في تكوينها لحركة الأجهزة الميكانيكية” والتي توفر لنا -ولو مؤقتاً- تفسيراً علمياً نسبياً لما نراه من صور في عقولنا من ظواهر وبواطن العالم حولنا، على أن تكون هذه التفسيرات قابلة أيضاً للتخطئة والإضافة لها واستبدالها عند الضرورة.
اقرأ أيضاً: الفلسفة.. مسيرة العقل البشري
وانطلق هيوم بفكرته في حقول الفكر المختلفة، مسلحاً بفهمه عن كيفية تأطير وقياس المعرفة كمعرفة، ولم يكتفِ هذا العقل الموسوعي بالكتابة في الفلسفة أو السياسة أو التاريخ؛ بل كتب أيضاً في الاقتصاد، وهي الكتابات التي سيقرأها آدم سميث باهتمامٍ وحرص لسنوات، وستقدح زناد عقله نحو تنظير جديد للرأسمالية (أو ما كان يُسمى في ذلك الحين، الميركنتالية). وستظهر بصمة هيوم لاحقاً على سميث في كتابه الأشهر «ثروة الأمم»، هذا الكتاب الذي قال عنه برتراند راسل إنه:
“لا يوجد كتاب أسهم في دفع عجلة تحسين نوعية حياة الإنسان مثله، هذا الكتاب تسلق فوق جدران عالم الأكاديميا ودخل قاعات المجالس النيابية وصالات الأحزاب والجمعيات المدنية ونوادي القراءة، ونوقش فيها بإسهاب وحماس وقد لا يصل إلى أثره سوى كتاب «في أصل الأنواع» لتشارلز داروين”.
ومن السهل رؤية أثر هيوم في كل مكان في كتاب سميث؛ حيث يرد ذكر هيوم بالاسم ست مرات، كما يقتبس سميث أربع فقرات كاملة من مؤلفات هيوم؛ بما فيها محاضراته الاقتصادية التي وُصفت بأنها: “أول دفاع عن مفهوم المجتمع الرأسمالي، يحظى بإقبال وحضور جماهيري كبير”.

ولكن ما هذه الأهمية البالغة لأفكار سميث الاقتصادية؟ كيف لنا ونحن نعيش في 2021 أن نستشعر أهمية هذا الرجل الذي يفصلنا عنه قرنان من الزمن؟
حسناً، نحن بحاجة إلى فهم السياق التاريخي الذي عاش فيه سميث، وكيف أن سميث اتخذ قراراً واعياً بمعاكسة أفكار سائدة في سياق زمانه. فرغم أن مدناً عديدة في أوروبا انتعشت تجارياً وظهرت عليها آثار النعمة والرخاء، ورغم حركة البحث العلمي والتفكر الفلسفي والنقاش اللاهوتي والاكتشافات الجغرافية؛ فإن منظومة أفكار عصر التنوير كانت لا تزال تنظر بعين الشك والتنزه والترفع للرخاء والربح (أو ما نسميه في مصطلحات زماننا: “التنمية”)، باعتباره مفسدة للمجتمعات وإشغالاً لها عن مطاردة تحقيق مُثل التنوير الفلسفية.
قد يبدو لنا هذا الموقف الآن في غاية الغرابة والغباء، إلا أن هناك سبباً مهماً لسيادة هذا الانطباع؛ وهو عدم وجود تفسير اقتصادي يشرح أهمية دور الازدهار الرأسمالي في إطلاق حركة التنوير والنهضة، وهو ما فعله سميث بالضبط في كتابه. لكن سميث لم يكتفِ بذلك؛ بل وظَّف التفسير الذي قدمه ليخدم سياقات ومعارك فكرية دخلها، فهو يربط بين الازدهار الرأسمالي والضعف التدريجي في سلطة رجال الدين وملاك الأراضي والأطيان، فيكتب: “ما أن بدأت عجلة الثورة الرأسمالية وأصبحت السوق قوة مؤثرة في حياتنا، حتى بدأت الطبقات الكهنوتية بصرف ما لديها من مدخرات، دون امتلاك الطاقة الإنتاجية لتعويض ما يصرفونه؛ وهو ما أدى إلى إضعاف سطوتهم المالية وحضورهم الاجتماعي، وهذا أسهم في منح طبقة وسطى جديدة من المتعلمين المهنيين مساحة وصوتاً”. ولا يكتفي سميث بذلك؛ يؤكد أن الرأسمالية تسهم في “تطور الحوكمة واستدامة الأمن، وهو يزيد من مساحة الحريات الفردية في المجتمع، الذي كان سابقاً يعيش في دوامة مزمنة من تدخلات الدول الأجنبية، والاعتماد الأقرب للعبودية على الطبقات المتسيدة للهرم الاجتماعي”.
اقرأ أيضًا: الجائحة وفرصة الرأسمالية للتعافي من أخطاء الماضي!
وليس من المبالغة كذلك (عند النظر في نقاشات وقناعات زمانه) القول إن كتاب سميث كان الشرارة الأولى لتشجيع العولمة أو على الأقل منحها إطاراً فكرياً مقبولاً من الحجج والأدلة. ففي تلك المرحلة كان الإجماع سائداً بين السياسيين والمثقفين وحتى المضاربين والتجار، أن التبادل الاقتصادي بين الأمم والدول ليس إلا شكلاً من أشكال الحروب والتدخلات الخارجية؛ وهو ما يتطلب تدخلاً مستمراً من الحكومات كفرض الضرائب أو الرسوم الجمركية أو تمويل الصادرات للخارج أو حتى إغلاق السوق المحلية أمام بلدان معينة، كل هذا يتم دون سلطة عليا في النظام الدولي تحتكم إليها الدول والشركات والأفراد. هذا الإجماع كان هدفاً لكتاب سميث، والذي حرص بادئ ذي بدء على أن يعنون كتابه «ثروة الأمم» وليس “ثروة الأمة”؛ في إشارة منه إلى اعتماد رخاء الداخل على انفتاح على الخارج، وكذا التداخل والتشابك في النظام العالمي.
اللطيف أن سميث يذكر بوضوح فضل هيوم عليه في تطوير أفكاره؛ بل يذكر أن هيوم هو “الكاتب الوحيد” الذي تنبه إلى الطاقات والفرص الهائلة التي تختزنها الرأسمالية، ولكن هذا لا يعني أنهما كانا من دراويش النظام الرأسمالي؛ حيث حذَّرا من المخاطر التي يحملها، وأهمها نزعته الإمبريالية (فعلَا ذلك قبل كارل ماركس ولينين وتروتسكي)، والشره غير الطبيعي لمراكمة الدين العام (للآن يفضل أنصار الرأسمالية المطلقة عدم الاستماع إلى هذا التحذير).

عقول لاذعة ضد رجال الدين.. ومع تراث الغرب المسيحي:
الدين.. إحدى نقاط التوافق والتباين بين الرجلَين؛ كان ديفيد هيوم أقرب إلى الشك منه إلى الإيمان، وكان ناقداً دائماً للكنيسة ورجال الدين، وأحياناً الدين بحد ذاته، ولهذا أطلق عليه مواطنوه لقب “الكافر العظيم”؛ بل إن هيوم المرح بطبعه تقبل هذا اللقب بصدر رحب ودعابة خفيفة، فأوصى بنقش هذا اللقب على قبره بعد وفاته مع ملحوظة شكر للسلطات الدينية (وهو ما لم يتم لحسن الحظ). أما آدم سميث فقد احتفظ بخط رجعة أخير مع خالقه؛ لكنه اشترك مع صديقه في نقد رجال الدين ومؤسسة الكنيسة، وإن كانت لهجته أقل حدةً وتهكماً.
لكن ما يميز هيوم وسميث هو تقديرهما العميق للدور الذي لعبته المسيحية الغربية في إلهام قيم حكم القانون وحقوق المواطن والحرية الفردية والليبرالية الإنسانوية، هذا التقدير لدور التراث المسيحي يأتي معاكساً للحماس العلماني المتعصب ضد الدين الذي صبغ عصور التنوير والنهضة الأولى. وكما يبين هيوم وسميث فإن دخول المسيحية للفضاء الحضاري الغربي كانت نقطة تحول فاقت أهمية التراث اليوناني والروماني معاً؛ حيث نجد أن المسيحية منحت الفرد لأول مرة قيمة روحانية له أمام المجتمع والدولة، تتجاوز كونه عبداً أو مواطناً حراً بشرط دفع الضرائب (ومن هنا أصبح للفرد كيان مستقل عن السلطة، وأضحى من الممكن الحديث عن حقوق فردية)، كما أن المسيحية غيرت طبيعة الأخلاق ذاتها؛ حيث لم تكن: فكرة التعاطف مع الآخرين أو الإحساس بآلامهم ومفهوم الخيرية العامة، في قلب المنظومات الأخلاقية التي حكمت العالم القديم (كيف يمكنك تأسيس نظام رعاية اجتماعي دون ذلك؟).
اقرأ أيضًا: هل يحتاج الناس إلى الدين والفلسفة؟
ويتهكم سميث بسخرية من السردية العلمانية التقليدية التي أضحت أيديولوجيا معادية للدين فيقول:
“تنتشر بين المتعلمين في هذه الأيام قصة خيالية عن المسيحية، مفادها أن تخلف الغرب في العصور الوسطى يعود سببه إلى الإيمان الديني، وإهمال تراث اليونان والرومان، وأن الدين يعادي الفضول المعرفي والتشكيك العقلي.. المضحك أن هذه القصة غير صحيحة إطلاقاً؛ ولكن هذا لم يمنعها من اكتساب شعبية هائلة ومصداقية كبيرة..”.
وعلى أية حال، ما يهم القارئ العربي في هذا الكتاب الماتع هو التأمل في هذه النقاشات التي شكَّلت حضارة مجاورة لنا، نقاشات حيوية لم تتوقف يوماً عن مهاجمة المسلمات أياً كانت؛ لاهوتية أم علمانية، نقاشات تحاول الاقتراب من المعرفة المحايدة قدر الإمكان والبُعد عن الأدلجة والتعصب.
ومن المهم أيضاً التأمل في الحدود الفاصلة بين خصوصيات ثقافتهم وثقافتنا، ونعني الظروف المحلية التي ولَّدت ظواهر لم نعرفها؛ كالليبرالية والعلمانية، والتوسع الرأسمالي الإمبريالي، والثورة الصناعية.. وغيرها إلى يومنا هذا.