الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
القمة العربية الأوروبية: هل تقف المنطقة أمام عهد جديد من المواجهة مع إيران؟
المصالح المشتركة بين الطرفين هي ما دفع إلى انعقاد القمة

كيو بوست –
استحوذت القمة العربية الأوروبية -التي بدأت أعمالها في شرم الشيخ بمصر- على اهتمام الأوساط السياسية والحكومية في الدول العربية، لما تشكله من أهمية في وضع حلول لعدد من أزمات المنطقة العربية، كذلك إمكانية التعاون العربي الأوروبي في قطاعات التنمية والاقتصاد.
القمة التي تأتي بعد فترة وجيزة من قمة وارسو، تجمع قادة الدول العربية بعدد من رؤساء الدول الأوروبية، أبرزهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي.
اقرأ أيضًا: هل نجحت قمة وارسو في تشكيل تحالف دولي لردع السلوك الإيراني؟
وحملت القمة شعار “في استقرارنا نستثمر”، وتسيطر عليها قضيتا مكافحة الإرهاب والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول الأخرى، في مسعى لتوحيد المواقف بشأن هذين الملفين.
تهديد إيران في عمق قمة جديدة
في حين ناقشت قمة وارسو -التي دعت إليها الولايات المتحدة في بولندا- الخطر الإيراني على المنطقة جراء تدخلاتها وتوغلها في عدد من دول الشرق الأوسط، جاءت القمة العربية الأوروبية لتعطي دفعة جديدة لجهود محاصرة السياسات الإيرانية، وفقًا لمراقبين.
وفي كلمته خلال الافتتاح، طالب العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بموقف دولي موحد لوقف تدخلات إيران السافرة في شؤون الدول الأخرى، مؤكدًا على ضرورة أن تلتزم طهران بقواعد حسن الجوار.
وأدان العاهل السعودي، خلال كلمته أمام القمة، إطلاق ميليشيات الحوثي صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه السعودية.
وأكد الملك سلمان على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية “على أساس المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي 2216”.
ويشكل الحضور الأوروبي في ملف إيران على جدول أعمال القمة أهمية بالغة، كما يرى محللون؛ إذ تعد أوروبا البوابة الوحيدة لما تبقى من علاقات إيران بالعالم الخارجي؛ نظرًا للقطيعة والحصار السياسي الاقتصادي الذي سببته تدخلات طهران في المنطقة العربية، كذلك العداء مع الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: قمة وارسو حول الشرق الأوسط تربك إيران وحلفاءها
كما أن توتر العلاقة بين أوروبا وإيران مؤخرًا على خلفية التقارير الاستخبارية حول التوغل الإيراني داخل بعض الدول الأوروبية، قد يدفع بتوجه أوروبي مختلف -بالتوافق مع دول عربية- على دعم الجهود لوضع حد لطهران.
وتحدث الملك سلمان خلال القمة عن “بناء شراكة حقيقية بين الدول العربية والدول الأوروبية”.
وذهب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى اعتبار أن “الأفعال الإيرانية والتحركات التركية هي تدخلات تفرز أزمات في المنطقة”. وقال إن “لا حل عسكريًا لنزاعات المنطقة، ويجب التوصل لحلول سياسية تشمل وحدة الدولة”.
ويقيس مراقبون مدى نجاح القمة بقدرتها على إيجاد تنسيق عربي أوروبي تجاه طهران، بما يفقد الأخيرة حائط صدها الأخير، المتمثل بالاتحاد الأوروبي الذي لا يزال يتمسك بالاتفاق النووي.
الإرهاب والهجرة
المشاركة الأوروبية في القمة لا يبدو عليها صفة شكلية، ويردها مراقبون إلى عوامل عدة، أبرزها الترابط بين ملفي الإرهاب والهجرة؛ إذ أدت حالة عدم الاستقرار في المنطقة العربية إلى أزمة هجرة باتت تشغل شتى أنحاء أوروبا خلال الأعوام الأخيرة.
وقال رئيس البرلمان الأوروبي، دونالد توسك، إن أوروبا “تكافح رسائل التطرف والأفكار القومية التي يمكن أن تهز مجتمعاتنا”، مشددًا على ضرورة مكافحة الإرهاب.
“لدينا مصالح مشتركة مع الدول العربية، ونتطلع لمحادثات صريحة خلال القمة في شرم الشيخ”، أضاف توسك.
وتابع: “نحيي الدول العربية التي تتقاسم عبء النازحين واللاجئين”، مضيفًا: “يكون هناك نزاع أو تعاون مع الجيران، ونحن نختار التعاون مع جيراننا العرب. قربنا الجغرافي من الدول العربية يحتم علينا التعاون لمواجهة التحديات المشتركة”.
اقرأ أيضًا: 5 مؤشرات تدل على حرب عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران قريبًا
وذهب الرئيس الروماني إلى اعتبار الهجرة غير الشرعية من أهم التحديات التي يجب على الاتحاد الأوروبي “حل جذورها”.
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للاتفاق على “مقاربة شاملة” لمكافحة الإرهاب، مضيفًا: “نحن في أمس الحاجة للوقوف صفًا واحدًا ضد وباء الإرهاب”.
الشراكة في التنمية
واعتبرت صحف عربية أن القمة تشكل خطوة نوعية على صعيد العلاقات العربية الأوروبية. وقال مراقبون إن أهمية القمة تكمن في أن “هناك الكثير من الملفات الحيوية المشتركة التي تهم الجانبين على الصُعد السياسية والاقتصادية والتنموية، يأتي في مقدمتها ملفات الأمن والهجرة والتنمية الاقتصادية”.
ووصفت تقارير عربية القمة بفرصة تاريخية لفتح التعاون الاقتصادي والسياسي بين العرب وأوروبا.