شؤون عربية

القصة الكاملة لداعش … كيف تفشت وإلى أين انتهت؟

da3esh

كيف تفشت داعش في كل من سوريا والعراق  وإلى أين انتهت

 

 

كان قادة تنظيم “داعش” عازمين على التوسع على اكبر بقعة جغرافية في الوطن العربي، لكن دولتهم توشك على الانهيار في مهدها، اذا ما أمكن تسميتها دولة كما أطلق عليها التنظيم، وقورن عمرها بأعمار الدول الحقيقية.

على حافة الهاوية، يمكن للمراقب للتنظيم ان يلقي نظرة الى الوراء ويلاحظ جليا بداية تفشي التنظيم جغرافيا ثم انحساره الى اخر معقل في يومنا هذا، وهو مدينة الرقة السورية التي تتأهب لمعركة حاسمة.
كانت مدينة الفلوجة العراقية في كانون الثاني 2014، اول مساحة جغرافية يسيطر عليها التنظيم، الذي تبلور فكره قبل ذلك بسنوات. وفي العام ذاته تفشى التنظيم في مساحات شاسعة، شملت مدن ومحافظات سورية وعراقية ابرزها الموصل وتلعفر وتكريت والرقة ودير الزُّور والحسكة وكوباني وديالى وبيجي ومنبج، ومناطق سنجار ومدينة الرمادي. كلها شكلت تواصلا جغرافيا واسعا بين العراق وسوريا.

وتشير خرائط متعددة حول توسع التنظيم، الى ان سيطرته وصلت في سوريا الى نسبة 60٪‏ من مجمل البلاد، وفي العراق وصلت ذروة قبضة التنظيم على الارض وما عليها، الى 50% من مساحة البلاد.

وشكل عام 2014 ذروة التوسع بالنسبة للتنظيم، وفي أواخره اعلن عن إقامة الخلافة الاسلامية في “دولة العراق والشام” على حد تسميته، وهي مساحة قدرت على الخرائط بمساحة دولة بريطانيا وذات تواصل جغرافي متماسك. وقدر عدد سكانها بعشرة ملايين نسمة، كلهم كانوا لسوء الحظ تحت قبضة التنظيم الذي ذاع صيته في ارجاء المعمورة بمشاهد القتل الدموية بالصوت والصورة.

 

ويرى المراقبون للتنظيم، انه لم يكن ليتمكن من التوسع المتسارع، لولا توفر عوامل سهلت عليه المهمة. أولها انسحاب الولايات المتحدة من العراق، وتركها ساحة قابلة لمزيد من الاشتعال الطائفي، ثم اندلاع الازمة السورية عام 2011، فيما بدى ان رياح الربيع العربي، تجري كما يشتهي المتطرفون، لا الشعوب الباحثة عن خلاصها من الاستبداد.

ضرب داعش جذوره في العراق وسوريا، وأسس نمط حياة مريع، تسربت بعض ملامحه من خلال بعض مشاهد إلقاء المخالفين لأسس الحكم الديني الذي اتبعه التنظيم، من اعلى البنايات ورجم من يسميهم بالزناة، إضافة الى أساليب اخرى، في وقت متزامن مع ضرب مدن عربية وعالمية بهجمات دامية.

 

وكان يمكن التنبؤ بسرعة زوال التنظيم بفعل فظاعة الجرائم التي ارتكبها، فالدولة الزائفة ولدت سريعا، وتلاشت ايضا كذلك. إذ شهدت بداية 2017، السنة الثالثة من عمر “الخلافة”، حملة دولية ازاحت التنظيم عن مساحات عظمى، آخرها وابرزها مدينة الموصل. وقدرت خسارته في المجمل ومنذ بداية توسعه بـ70% من حجم سيطرته على الارض.

 

وكما يبدو في يومنا هذا، أنه يصارع البقاء في بعض المناطق، اكبرها مدينة الرقة السورية، التي اعلنها التنظيم “عاصمة الخلافة”، وبعض المناطق المتفرقة في اجزاء من محافظة دير الزُّور ومدينة الحسكة السوريتين، وما يقدر بـ5% من مساحة العراق، تتركز في مدينة تلعفر التي يقطنها التركمان السنة، ومدينة الحويجة في كركوك وبعض البلدات في سنجار العراقية ذات الغالبية الكردية اضافة الى بعض المناطق في محافظة صلاح الدين وغرب العراق.

كل التوقعات باستئصال التنظيم جغرافيا، تؤكد بأنه  بات قريبا، لكن استئصال إرهابه يبدو مستبعدا.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.