الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

القبائل القطرية في مواجهة سحب الجنسية من المعارضين: أسسنا قطر وسنطّهرها

بوادر لانشقاقات داخل الأسرة الحاكمة القطرية

خاص كيو بوست –  

كرّمت قبائل بني قحطان الشيخ شافي بن شافي، شيخ قبيلة بني هاجر، الذي قامت الحكومة القطرية بسحب جنسيته مؤخرًا.

وقد أقامت قبيلة قحطان، احتفالًا تاريخيًا في جوف بني هاجر على الحدود القطرية، حضره الآلاف، لتكريم الشيخ شافي، في مهرجان خطابي أُلقيت فيه القصائد الشعرية وبعض من ألوان الفنون الشعبية.

وتعتبر قبيلة بني هاجر القطرية، أحد أفرع قبيلة قحطان العريقة الممتدة في أنحاء الجزيرة العربية.

اجتماع قبائل قحطان على الحدود القطرية

وخلال الحفل ألقى المعارض القطري سلطان بن سحيم كلمة نارية هاجم فيها سياسة النظام القطري القائمة على سحب الجنسيات ممن عارضوا سياساتها في الخليج والدول العربية.

وكانت القبائل العربية في قطر قد اتخذت موقفًا معارضًا لسياسة الأسرة الحاكمة، منذ بداية الأزمة الخليجية، رافضةً دعم النظام القطري للتنظيمات الإرهابية التي توجه سهامها ضد استقرار الدول العربية، وآلتها الإعلامية القائمة على نشر الفتن المذهبية والقبلية في دول الجوار.

وقد عارض السياسة القطرية، من داخل قطر قبائل مثل آل مرّة والهاجري. وقد قام النظام القطري، في محاولة لإسكات صوت المعارضين، بسحب جنسيات مشايخ تلك القبائل، إذ قامت بانتزاع جنسية شيخ شمل قبيلة بني هاجر، الشيخ شافي بن ناصر بن حمود آل شافي الهاجري، بعد استنكاره سياسة الدوحة في التعامل مع دول مجلس التعاون الخليجي. وقد ردّ الشيخ شافي الهاجري بعد سحب جنسيته في سبتمبر الماضي على تلك الخطوة قائلًا إن خبر سحب جنسيته ورده بعد لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع شيوخ القبائل، وبسبب معارضته لسياسات تنظيم الحمدين الداعم للتنظيمات الإرهابية.

وتعتبر قبيلة آل هاجر، من القبائل المؤسسة لدولة قطر، ويمثل عدد سكانها ربع الإمارة، ويشغل أفرادها نسبة كبيرة من الوظائف الحكومية والخاصة.

 

بوادر لانشقاقات داخل أسرة آل ثاني

من ناحية ثانية، فسرّ مراقبون للشأن القطري، أن اجتماع القبائل على الحدود القطرية جاء كدليل على الصراع الذي يدور داخل أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر، بعد ورود أنباء عن إجراءات منع السفر التي اتخذها النظام القطري ضد معارضين، وأن حشود القبائل جاءت لدعم هؤلاء، في محاولة لإيصال رسالة مفادها بأنهم لن يتركوا للنظام القطري أية فرصة للاستفراد بهم.

غلاف الكتاب

وكان المحلل السياسي الفرنسي إيماونيل رزافي، المتخصص في الشؤون القطرية، ومؤلف كتاب “قطر الحقائق المحظورة”، قد تحدّث عن وجود “خلافات حادة” داخل الأسرة الحاكمة القطرية؛ بسبب تنامي المواقف الرافضة للسياسة المتهورة لأمير قطر تميم بن حمد.

وقال رزافي، في مقابلة مع موقع “أتلنتيكو” الإخباري الفرنسي إن “هناك خلافات بين أفراد من الأسرة الحاكمة وأمير قطر”، موضحًا أن “آل ثاني غير راضين عن تصرفات أمير البلاد ومعاداته لدول الجوار”.

وقد بيّن إيمانويل أن المعارضة الداخلية تتنامى ضد النظام، بالإضافة إلى تنامي المعارضة الخارجية التي لا يسلط الإعلام الغربي عليها الضوء، خاصة في بريطانيا وفرنسا.

وقال إيمانويل في المقابلة إن “تنامي المعارضة داخل أسرة آل ثاني دفع النظام لاعتقال عدد من أفراد الأسرة الحاكمة، مستندًا إلى ما صرح به المعتقل الفرنسي لدى السلطات القطرية، جون بيير مارونجي، الذي اعتقلته السلطات القطرية، وقال بعدما استطاع التواصل مع زوجته لبضعة دقائق إنه: “مسجون مع أفراد من الأسرة الحاكمة”.

وأوضح إيمانويل رازافي أن “من بين نقاط الخلاف بين المعارضة القطرية وتميم، إيواء الدوحة قيادات جماعة الإخوان الإرهابية”، حيث قام النظام القطري بعد تجريد قطريين من الجنسية، بمنح الجنسية لمطرودين من بلادهم على خلفيات إرهابية تمس أمن الدولة.

 

سلطان بن سحيم: نحن المؤسسون لقطر.. ونحن الذين سنطهرها.

في الحشد الذي أقامته القبائل على الحدود الشرقية من المملكة، تعهد المعارض القطري البارز سلطان بن سحيم آل ثاني بتطهير الدوحة من “رجسها”، وتنظيفها قبل أن تتعرض للفوضى.

وقال بن سحيم في كلمة وصفتها وسائل إعلام محايدة بالنارية، إن “للحلم مساحة وللصبر نهاية”، وأن التزامه الصمت خلال الفترة الماضية لم يكن ينم عن ضعف أو قلة حيلة بل “أملًا في أن يستعيد إخواننا وعيهم ويتركوا غيّهم وبغيهم”.

وأضاف قائلًا: “نحن المؤسسون لقطر ونحن الذين سنطهرها من رجسها.. جميعنا نحمل على عواتقنا مهمة إنقاذ قطر قبل أن تبتلعها الفوضى ويتلاعب بها المفسدون”. واعتبر الشيخ سلطان بن سحيم: “أن الجنسية التي سحبها النظام القطري من الشيخ شافي لا تضيره، فهي مجرد ورقة لا تعبّر عن قيمته”.

وكانت السطات القطرية، في وقت سابق قد قامت بسحب جنسية سلطان بن سحيم، وداهمت قصره وصادرت ممتلكاته وجمدت أرصدته في أكتوبر الماضي؛ بسبب إعلانه رفضه سياسات الدوحة وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة.

وأكد بن سحيم في كلمته التي لاقت صدىً إعلاميًا واسعًا، أن “بلاده ليست فندقًا يضم شذاذ المرتزقة”.

 

 

تخبّطات في السياسة الخارجية لقطر

جاء الحشد القبلي على الحدود القطرية، والذي ضم معارضين بارزين، على خلفية لقاءات وزيارات إلى قطر قام بها قادة دول مناوئة لأمن الدول العربية، فقد زار الدوحة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وزير الخارجية الإثيوبي، ووقع أميرها معه اتفاقية دفاع مشترك، في وقت تتعنت فيه إثيوبيا في قضية سد النهضة على نهر النيل، والذي يقتطع الكثير من الحصة المائية لجمهورية مصر العربية من نهر النيل، ويهدد أمنها المائي، في خطوة وصفها مراقبون بأنها جاءت لدعم موقف إثيوبيا ضد مصر، ومحاولة للاستقواء بدولة غير عربية، ضد دولة عربية شقيقة.

رئيس الوزراء الإثيوبي مع وزير الخارجية القطري في الدوحة

كما زار الدوحة هذا الأسبوع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي اتخذت زيارته طابعًا عسكريًا هي الأخرى، من خلال زيارته للقاعدة العسكرية التركية في قطر، حيث ألقى كلمة أمام جنوده البالغ عددهم 13 ألف جندي تركي، وقال في كلمة فسرها محللون على أنها موجهة ضد الدول العربية المقاطعة لقطر إن: “الوقوف بجانب إخوتنا وأصدقائنا في الأوقات العصيبة، أحد أكبر الموروثات التي تركها لنا أجدادنا، وعلى مدار التاريخ لم نتقاعس عن أداء هذا الدعم، مهما كانت النتائج”.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة