الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

القاعدة في ساحل أفريقيا تهدد بانفجار الأوضاع: الجماعات الإرهابية تتوحد!

فروع القاعدة تتوحد بالساحل الصحراوي وتنافس "داعش" على تهديد المنطقة

كيو بوست – 

تجمع كثير من الآراء على أن منطقة الساحل الأفريقي الشمالي والغربي تتجه إلى عهد إرهابي جديد، من قاعدة بن لادن والظواهري ودروكدال، إلى “داعش” البغدادي، الأمر الذي ينبئ بتغير جذري في خريطة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في شمال وساحل أفريقيا.

وفي الوقت الذي انشغل فيه العالم بالمعارك التي تستهدف القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق وليبيا، يعود تنظيم القاعدة إلى تجميع صفوفه وتعزيز وجوده مجددًا في شمال أفريقيا، حيث أعلنت تنظيمات إرهابية مسلحة ناشطة في منطقة الساحل والصحراء، عن اندماجها في تنظيم واحد أطلقت عليه “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، و هذه التنظيمات هي “أنصار الدين”، “كتائب ماسينا”، “المرابطون”، و”إمارة الصحراء”، واختارت قائد تنظيم “أنصار الدين” اياد أغ غالي -الذي بايع أيمن الظواهري زعيم تنظيم “القاعدة”- أميرًا لها بحسب ما أورده الصحفي توماس جوسيلين في تحليله عبر صحيفة لونج وور الإلكترونية.

اقرأ أيضًا: ماذا لو عاد مقاتلو داعش إلى بلدانهم في شمال أفريقيا؟

نجاح تنظيم “القاعدة” في توحيد صفوفه، وتعزيز قواه، في وقت تتصاعد الحرب الميدانية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسورية، وفي ليبيا أيضًا، ينبئ بمستقبل أمني متدهور وخطير في شمال أفريقيا، وفي أوروبا أيضًا؛ إذ تكمن خطورة التنظيم الجديد “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” في كونه يتواجد وينشط في الساحل الأفريقي الذي يعتبر منطقة رخوة، بالإضافة الى أن تلك المنطقة تقع على حدود أراضي دول عدة مثل ليبيا، ومالي، وتشاد، والجزائر، وموريتانيا والنيجر، وفي كونه يحظى بدعم جماعات منضوية تحت مظلته تتمتع بقوة قبلية، وتملك مئات الأطنان من الأسلحة والمعدات العسكرية المهربة من ليبيا، وكذلك مبالغ مالية ضخمة حصلت عليها كفديات جراء خطف رهائن غربيين.

ويكشف توحيد القاعدة لفروعها بالمنطقة عن بداية التنافس مع الغريم تنظيم “الدولة الإسلامية”، في ظل الحديث عن فرار عناصر “داعش” من سوريا والعراق باتجاه منطقة الساحل.

توحد الجماعات الإرهابية استنفر واشنطن وحلفاءها، وفي مقدمتهم فرنسا والعواصم الإقليمية بأفريقيا، ودفع الى الاستعداد لأسوأ السيناريوهات المتعلقة بعدوى انتشار العنف، وبينما جاء تدخل فرنسا الاستباقي في عملية برخان العسكرية، ثم إرسال الولايات المتحدة الامريكية لقواتها، لمواجهة الإرهابيين، تلوح إشارات من حالة عدم الاستقرار التي ستشهدها المنطقة بشكل عام، خصوصًا في ظل الاعتداءات التي استهدفت جنودًا أمريكيين وفرنسيين وأفارقة.

ودفعت صعوبة التضاريس والمناخ في منطقة الساحل فرنسا إلى التفكير في إنشاء قوات أفريقية من 5 دول، تسند إليها مهمة محاربة الإرهاب بالتنسيق مع قوات برخان الفرنسية، غير أن الفكرة لم تلقَ الدعم اللازم، لتعلن المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة عن استعدادها للمساهمة في محاربة قوية للإرهاب في منطقة الساحل.

كما يؤكد التحرك الذي يعرفه الساحل الصحراوي المخاوف من تحول المنطقة إلى مسرح لنشاط إرهابي يهدد أمن و استقرار الدول، ويزيد من معاناة الشعوب الأفريقية، ورغم مجهودات الجزائر منذ سنوات، إلا أن ذلك يبقى غير كاف بالنظر إلى تغير المعطيات؛ فالتعاون والتنسيق بين مختلف الدول ضروريان لمنع تكرار سيناريو داعش في العراق وسوريا.

 

يذكر أن التنظيمات الإرهابية التي توحدت تحت راية “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” هي:

  • أنصار الدين: نشأت في 2011 من طرف دبلوماسي سابق للحكومة المالية يدعى إياد أغ غالي أحد أمراء الطوارق في المنطقة. وكان أغ غالي قد رفض سنة 2015 التوقيع على اتفاق السلام والمصالحة المالية الجزائرية، بذريعة مقاومة التواجد الفرنسي في المنطقة.
  • جماعة المرابطون: نشأت شمال مالي سنة 2013، بعد تحالف حركة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا مع جماعة “الموقعون بالدماء” التي أسسها الإرهابي مختار بلمختار، والتي تهدف إلى إقامة “دولة الخلافة”.
  • إمارة الصحراء الكبرى: تأسست سنة 2007 ويقودها أبو الهمام الذراع الأيمن لعبد المالك درودكال زعيم ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
  • كتائب ماسينا: تقتبس اسمها من امبراطورية فولا الدينية الحاكمة بمالي خلال القرن 19، تأسست عام 2015، وزعيمها هو الداعية أمادو كوفا، وتسعى إلى تأسيس “دولة الخلافة”.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة