الواجهة الرئيسيةترجماتصحةيوميات كورونا

القارة الإفريقية ووباء كورونا.. السيناريو الأسوأ عالميًّا لم يبدأ بعد

تم الكشف على ما يزيد على 640 شخصًا مصابًا بالفيروس التاجي في 33 دولة إفريقية متضررة من الوباء.. وتوفِّي 17 منهم حتى يوم الخميس 18 مارس

كيوبوست- ترجمات

حذَّرت منظمة الصحة العالمية من أن إفريقيا؛ حيث ظهرت أول حالة لـ”Covid-19″ في مصر في فبراير الماضي، يجب أن “تستعد للأسوأ”.

وتشعر هذه المنظمة الأممية بمزيد من القلق مع ارتفاع خطر تكدُّس الحالات في المراكز الصحية في حالة الانتشار الواسع للفيروس؛ فحتى في جنوب إفريقيا حيث تعد أنظمة الصحة الحكومية والخاصة من بين أكثر الأنظمة تطورًا في القارة، سيكون ذلك تحديًا كبيرًا، حسب عديد من المراقبين.

اقرأ أيضًا: سر المريضة 31.. كيف انفجرت حالات “كورونا” في كوريا الجنوبية؟

ماتشيديسو ريبيكا مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا، أكدت في تصريحات صحفية أدلت بها، أن “هناك عددًا قليلًا جدًّا من الأَسِرَّة في المستشفيات في إفريقيا”. لذلك فإن الاستراتيجية الآن تكمن في تجنُّب إصابة أكبر عدد ممكن من الحالات.

مويتي عبَّرت عن قلقها بشأن النقص الفادح في اختبارات الكشف عن فيروس كورونا، “الطلب سيزداد وهذا تحدٍّ آخر”، حسب ما تقول.. على الرغم من أن عديدًا من الشركات الأمريكية والفرنسية طوَّرت اختباراتها الخاصة التي يمكن أن تساعد في سد الفجوة المقلقة؛ فإنه حتى الآن لا تتحصل القارة الإفريقية على ما يكفي حاجتها من تلك الاختبارات.

نقص حاد في المراكز الطبية- وكالات

نقص حاد

حتى فبراير الماضي، كان لدى إفريقيا مختبران فقط قادران على تشخيص “”Covid-19؛ أحدهما في السنغال والآخر في جنوب إفريقيا. لكن الوضع تغيَّر بسرعة وأصبحت مراكز التحليل الأساسية متوفرة في مناطق أخرى من القارة؛ ثلاثة منها في نيجيريا، الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في إفريقيا والتي يبلغ عدد سكانها نحو 200 مليون نسمة؛ حيث وصل العدد المتوفر من المراكز اليوم إلى نحو أربعين مركزًا في القارة.

الصين أرسلت أيضًا آلافًا من اختبارات الكشف إلى القارة، تم التبرع بـ2000 منها لمركز الاتحاد الإفريقي للوقاية ومكافحة الأمراض؛ لكن مدير المركز عالم الفيروسات الكاميروني جون نكينجاسونج، لا يبدو متفائلًا، ويتوقع أن يتفاقم الوضع “هناك عديد من الإصابات لم يتم الكشف عنها بعد، ومنظمة الصحة العالمية ترفض الاعتراف بذلك علانيةً”.

إجراءات لتقليل عدد الإصابات- وكالات

وسط إفريقيا

في هذه الأثناء، يعمل رجل آخر في هذه المعركة بصمت؛ هو عالم الفيروسات الكونغولي جان جاك موييم تانفوم، الذي اكتشف مع مجموعة بحثية فيروس إيبولا عام 1976؛ حيث كلفه رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالوقوف على جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد، بالتزامن مع نهاية الموجة العاشرة من وباء الحمى النزفية، والتي ضربت شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وخلفت نحو 2264 قتيلًا في تسعة عشر شهرًا، وكانت الثانية من حيث الموجات الأكثر فتكًا بالسكان.

اقرأ أيضًا: إخوان الجزائر يعارضون قرار غلق المساجد ويستخفون بخطورة “كورونا”

في هذه الدولة الضخمة الواقعة في وسط إفريقيا، سجَّلت السلطات 14 حالة إصابة بـ”كورونا” حتى 18 مارس الجاري، وقد يتضاعف هذا العدد بشكل مخيف مستقبلًا. ويخشى البروفيسور من زيادة معدل الوفيات ليصل إلى نحو 10٪، مقابل أكثر من 60٪ خلال وباء إيبولا الأخير؛ فضلًا عن معدلات إصابة مخيفة إلى حد ما في سلك العاملين في القطاع الطبي. من خلال خبرته الطويلة التي تبلغ 78 عامًا، يدرك هذا الرجل بصراحة أن جمهورية الكونغو الديمقراطية ليست جاهزة، وينبغي تدارك الوضع بتبنِّي سياسة رعاية جديدة للمرضى.

في الوقت الحالي، رُصِد جميع الحالات في العاصمة كينشاسا، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 15 مليون نسمة. وكما هي الحال في بقية البلاد، فإن مراكز الصحة العامة “في حالة سيئة جدًّا”؛ ما دفع بالرئيس إلى إعادة تأهيل خمسة مستشفيات في العاصمة.

اقرأ أيضًا: في مصر.. “كورونا” يُصيب السياحة في مقتل ويُهدد آلاف العاملين في القطاع

سيناريو كارثي

يمكن تطبيق ذلك على معظم المدن الكبرى الأخرى في القارة؛ حيث الكثافة المفرطة للسكان مقترنة بنُظم صحية ضعيفة ونقص محتمل في الدواء والغذاء، وهو ما يشكِّل مصدر قلق متعاظم؛ خصوصًا أن الاقتصادات الإفريقية، التي تعتمد بشكل كبير على الأسواق الدولية، بدأت تشعر بوطأة الأزمة التي يغرق فيها العالم.

منذ نهاية وباء إيبولا في غرب إفريقيا في عام 2016، تتمتع مؤسسات الصحة العامة الوطنية بقدرة مؤسسية أكبر للكشف عن حالات الإصابة والوقوف على الحد من انشارها؛ لكن خبير السلامة البيولوجية والباحث المساعد في “تشاتام هاوس” Ngozi Erondu، يشير إلى أنه في حالة “كورونا” فإن إفريقيا لا تملك أجهزة تنفس كافية، أو حتى معدات الحماية الشخصية لحماية العاملين الصحيين، “هذا يشير إلى أسوأ سيناريو مع معدل وفيات أعلى بكثير من المتوقع”.

إبان وباء إيبولا في الكونغو- منظمة الصحة العالمية

من حيث الاهتمام بالنظافة الشخصية، لا تزال ظروف الحصول على المياه ومنتجات النظافة الأساسية مشكلة في إفريقيا؛ حيث إن 63٪ من الأفارقة الذين يعيشون في المراكز الحضرية لا يمكنهم غسل أيديهم بالصابون، وَفقًا لمنظمة “يونيسف”؛ وهذا سيشكل تحديًا كبيرًا أمام المعركة القائمة ضد “Covid-19”.

المصدر: لوموند

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة