الواجهة الرئيسيةترجماتصحة
العلاقة بين العمل ليلًا والإصابة بالأمراض

كيوبوست – ترجمات
أكد تقرير نشرته جريدة “لا ستامبا” الإيطالية، أن الأشخاص الذين يعملون ليلًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وكذلك الاحتياج إلى دورات المياه من أجل قضاء حاجاتهم، بنسبة تفوق هؤلاء الذين يعملون خلال ساعات النهار.
واستعرض التقرير دراسة أُجريت مؤخرًا، وتم تطبيقها على عينة عشوائية من الرجال والنساء ممن دون الخمسين عامًا، وأوضحت النتائج أن الأشخاص الذين يعملون ليلًا تزداد حاجتهم إلى التبوُّل بعدد مرات كثيرة خلال عملهم الليلي؛ ما يُعَرِّض أجسامهم لأن تكون عرضة لبعض الأمراض.
وحذَّرت الدراسة من أن الأشخاص الذين يعملون منذ فترة العشاء وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، يمكن أن يصابوا بعدة أمراض؛ منها الاكتئاب وأمراض القلب والأورام السرطانية وكذلك التهابات الأوعية الدموية.
اقرأ أيضًا: عدد ساعات النوم المثالية للحفاظ على صحة القلب.
وحسب التقرير، توصَّلت دراسة أخرى، عُرضت خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لجراحة المسالك البولية، إلى نفس النتائج، مؤكدة، في الوقت ذاته، أن الأشخاص المعرضين إلى ذلك لا يمكن حصرهم في الفئة العمرية الخاصة بالثلاثينيات فقط؛ إذ وصل الأمر ليهدد جميع مَن هم دون الخمسين أيضًا.
وحسب الدكتور كوزيمو دي نونزيو، إخصائي أمراض المسالك البولية في مستشفى سانت أندريا بمدينة روما الإيطالية؛ فإن المزيد من الدراسات المتقدمة أثبتت بشكل واضح وعلمي أن الأشخاص الذين يعملون خلال ساعات الليل باتوا معرضين للإصابة بأمراض تتعلَّق بطبيعة عمل أجسامهم واحتياجهم إلى التبوُّل، بصورة أكبر من غيرهم، لافتًا إلى أن فرص هؤلاء في الإصابة بأمراض القلب والتهابات الأوعية الدموية تفوق غيرهم.
وأكد إخصائي أمراض المسالك البولية أنه تم تطبيق هذه النظرية على 140 طبيبًا وممرضًا شابًّا يعملون في مستشفى الكابيتول؛ تم تقسيمهم بالتساوي تقريبًا إلى فريقَين، على أن يعمل واحد منهما ليلًا، في حين يمارس الفريق الآخر عمله خلال ساعات النهار؛ لتؤكد النتائج أن مَن عملوا ليلًا شعروا برغبة وإلحاح في الذهاب للتبول بشكل غريب ومفاجئ؛ فضلًا عن الشعور بالتوتر وعدم التركيز.
وأشار الدكتور كوزيمو دي نونزيو إلى أن هذه النتائج التي توصل إليها بعض الدراسات مؤخرًا، ستلعب دورًا في كيفية تشخيص الأطباء لحالات مرضاهم؛ إذ إنه يتوجب، وَفق دي نونزيو، أن يهتم الطبيب بالاستفسار من المريض حول إذا كان يعمل ليلًا أم نهارًا، عندما يرتبط الأمر أو تتعلق الشكوى بأمور تخص التهابات الأوعية الدموية، أو ألم المثانة، وكذلك القولون؛ لأن العلاج قد يتلخص في تخطيط وعمل نظام حياة آخر، يساعد على الوصول إلى نتائج أفضل؛ حيث إنه في هذه الحالة لن يكون المريض في حاجة إلى علاج لمشكلة عضوية، بقدر ما سيحتاج إلى ضبط نظام حياته.
اقرأ أيضًا: 7 عادات بريئة قد تدمر صحتك.
وأضاف التقرير المنشور في “لا ستامبا” الإيطالية، أن صحة المسالك البولية باتت في خطر، فضلًا عن التهابات القولون العصبي، وكذلك آلام المثانة، لافتًا إلى أن هناك مهنًا ووظائف تجبر أصحابها على العمل ليلًا؛ كسائقي سيارات الأجرة، وسائقي الشاحنات، وعمال المصانع ذات الدورات المستمرة، والحرس، وكذلك رجال القانون، غير أن الأمر يحتاج، مهما كانت العواقب، إلى بعض الضبط لعدد ساعات العمل؛ بحيث لا يمتد إلى ساعات طويلة من الليل، وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي؛ كي يحافظ الإنسان، بقدر الإمكان، على صحة جسده، ويقلل فرص الإصابة بالمزيد من الأمراض الخطيرة.
المصدر: جريدة “لا ستامبا” الإيطالية.
حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا