الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

العراق يسعى للصلح كي لا يكون حطب الحرب

بغداد تحاول وقف التصعيد بين إيران وأمريكا

كيوبوست

لخَّص الرئيس العراقي، برهم صالح، موقف بلاده من التوتر الحالي والتصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، بقوله: “العراق عاش جحيم الحرب في العقود الأربعة الماضية؛ ولا يرغب في أي صراع جديد على أراضيه وفي أي شكل بما فيه الحرب بالوكالة”، وذلك في أحدث تصريحات له أدلى بها ضمن حوار أجراه لشبكة “سي بي إس.

العراق بالفعل عاش جحيم الحرب مرات؛ إذ حارب إيران من 1980 حتى 1988، ثم غزا صدام حسين الكويت سنة 1990، وفي 2003 دخلت أمريكا العراق، وحتى اليوم يبحث العراق عن الخروج من هذه التأثيرات التي أرهقت البلاد سنوات طويلة، للوصول إلى مرحلة الاستقرار، لكنه لم يستطع لكونه يعيش في أجواء إقليمية متوترة للغاية.

اقرأ أيضًا: بعد غرق إيران ماليًا.. الميليشيات العراقية تجني أموالًا عبرإتاوات الحماية

كلمات الرئيس برهم صالح، معبرة على حال العراق حاليًّا، فهو واقع بالفعل بين سندان إيران والمطرقة الأمريكية، موقعه الجغرافي وتاريخه يحتمان عليه أن يكون طرفًا أصيلًا في الحرب الأمريكية- الإيرانية إن اندلعت، فهو البلد الذي توجد فيه القوات الأمريكية، ويجاور إيران عبر حدود يصل طولها إلى 1458 كم، وحسب مواقع استخباراتية فقد عزز الجيش الأمريكي من وجود قواته في العراق؛ بمضاعفة فرق المارينز في القاعدتَين العسكريتَين الأمريكيتَين؛ إذ تنتقل القوات الأمريكية من الأردن إلى قاعدة الحبانية بالقرب من بغداد، وقاعدة عين الأسد الجوية بمدنية الأنبار، ومن المفترض أن يصل عدد القوات الأمريكية إلى 10 آلاف مقاتل؛ حيث إن أكثر من 60 آلية عسكرية تحركت بالفعل من الأردن إلى العراق، حيث القاعدة الأكبر بالأنبار.

نشاط سياسي

لهذا شهدت الفترة الماضية نشاطًا سياسيًّا كبيرًا من العراق؛ لأجل وقف التصعيد الأمريكي تجاه إيران، حتى إن رئيس مجلس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، أكد أن بلاده في مساعٍ لتهدئة الأجواء بين البلدَين، وأن “بغداد تملك ما يمكن تأديته في هذا الدور بحكم العلاقات مع الطرفين”، ومن ثَمَّ يعمل العراق على إرسال وفود إلى إيران وأمريكا؛ من أجل إنهاء التوتر الحاصل منذ أسابيع، حيث كلَّف رئيس الوزراء العراقي، مدير مكتبه أبا جهاد الهاشمي، بالإشراف على التواصل بين القيادات السياسية في بغداد وواشنطن؛ لحل الأزمة الحالية، وفي هذا الإطار زار الهاشمي العاصمة الإيرانية أكثر من مرة؛ معلنًا كلمة عبدالمهدي بأن “العراق صديق للجميع”، وربما يصل الدور العراقي الآن إلى حد الوساطة بين طهران وواشنطن. وقد أعلن عبدالمهدي في مؤتمر صحفي، أن المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين أكدوا لبلاده عدم رغبتهم في خوض الحرب، وهي تصريحات مهمة تطابقت مع أقوال مسؤولين إيرانيين، ومع تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إطار نفيه إرسال 120 ألف جندي إلى المنطقة لمحاربة إيران.

اقرأ أيضًا: هل ينجح العراق في طرد القوات الأمريكية من أراضيه؟

العراق على الأرجح سيكون مركزًا أساسيًّا للقوات الأمريكية إن اندلعت الحرب، وقد عمل الجيش الأمريكي على زيادة قواته في المنطقة؛ بإرسال سفن حربية، وعلى رأسها حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” وقاذفات وطائرات وصواريخ باتريوت، وذلك على خلفية إعلان إيران خروجها من بعض الالتزامات الأساسية في الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وذلك بعد أن خرجت منه الولايات المتحدة الأمريكية في مايو 2018.

حطب الحرب

وتواصلت الأحداث؛ حتى صنفت أمريكا الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم خلال 60 يومًا؛ ما أدّى بأمريكا إلى التصعيد الحالي. لكن ما أثار حفيظة الجانب العراقي فعلًا، خصوصًا عقب إجلاء البعثات الدبلوماسية لبريطانيا وأمريكا معظم موظفيها من بغداد، هو قول السفير الأمريكي بالعراق ماثيو تيولر: إن العراق على مقربة من أن يصبح حطب الحرب بين أمريكا وإيران. ولربما لخطورة الوضع كان على بغداد القيام بكل هذه التحركات؛ من أجل أن لا تقع البلاد بين رحى القوات الأمريكية الموجودة على الأراضي العراقية منذ سنوات، وإيران التي تجمعها ببغداد علاقات سياسية واقتصادية متشعبة في الوقت الحالي.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة