الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
العراق يربط تهريب الدولار بجهاز مكافحة الإرهاب
دلائل قوية تشير إلى عمليات تهريب العملة الصعبة نحو إيران رغبة في تخفيف حدة العقوبات الأمريكية

كيوبوست- أحمد الفراجي
مع استمرار أزمة الدولار في العراق، وانخفاض سعر العملة المحلية، واتساع رقعة المشكلة التي بدأت تؤثر وبشكلٍ مباشر على الحياة الاقتصادية للعراقيين، ما دفعهم للخروج في تظاهراتٍ تطالب الحكومة العراقية بضرورة الإسراع بتخفيض سعر الدولار، والعمل على حل هذه الأزمة.
اقرأ أيضاً: مقتدى الصدر يريد أن يصبح خميني العراق
وتسعى حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تدارك الأزمة، من خلال تكليف القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب بمحاربة تهريب الدولار إلى الخارج البلاد، وبالأخص إيران، فضلاً على عزل محافظ البنك المركزي مصطفى غالب مخيف، وتعيين محافظ البنك المركزي الأسبق علي محسن العلاق.

وأقرّ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بفرض ضوابط أكثر صرامة على المعاملات الدولية بالدولار للبنوك التجارية العراقية، في نوفمبر الماضي، وهو المدخل لكل ما حدث في العراق من تعثرٍ اقتصادي.
مسّ بالثروات

وعلق الأكاديمي والباحث السياسي العراقي، إحسان الشمري لـ”كيوبوست” قائلاً: إن عملية تهريب الدولار العراقي هو مسٌّ بثروات العراق، وانتهاك لأمنه القومي، الضرر بالاقتصاد هو وجه من أوجه الإرهاب، ما قام به مؤخراً رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتكليف قوة مكافحة الإرهاب بوقف تهريب ملايين الدولارات إلى إيران، هو أمرٌ يُخضع جميع الدول والجهات والشركات والمصارف، ويضعها تحت مظلة الإرهاب، باعتبار ما تقوم به عصابات تهريب الدولار لخارج العراق يمثل حرباً، الهدف منه إيقاف وإنهاء الاضرار بالاقتصاد العراقي بشكلٍ كامل.
وأضاف إن حل أزمة الدولار يرتبط بقضية التزام المعايير التي وضعها البنك الفيدرالي الأمريكي، هذا أولاً، ثانياً اعتماد الشركات الرصينة في قضية التحويلات البنكية، وإنهاء ما يُعرف بالفواتير الوهمية للاستيراد، وكذلك إخضاع كثير من البنود التابعة للأحزاب وجهات خارجية إلى قيود أكثر صرامة تفرض من قبل البنك المركزي الفيدرالي العراقي، ستساهم في إيقاف تهريب العملة، بخلاف هذا فإن تهريب الدولار سيستمر.
اقرأ أيضاً: هل تحاول إيران تصدير أزماتها عبر كردستان العراق؟
مؤخراً في بغداد داهمت قوة خاصة تتبع لمكافحة الإرهاب مكاتب الحوالات، واعتقلت عدداً من أصحابها المتهمين بعمليات تهريب العملة.

وتمارس الإدارة الأمريكية، والبنك الفيدرالي الدولي، ضغوطاً قاسية على العراق، لقطع الطريق أمام العملات المهربة لإيران، والتي تقودها أحزاب سياسية وميليشيات عراقية نافذة.
اقرأ أيضاً: لا عودة للعرب والإيزيديين إلى سنجار.. والجيش العراقي ممنوع من دخولها!
ولخنق طهران حذر البنك الفيدرالي الأمريكي نظيره العراقي مراراً من قيام مصارف أهلية بشراء الدولار من سوق العملة، وتهريبه إلى إيران التي تخضع لعقوباتٍ أمريكية أنتجت أزمة مالية واقتصادية بسبب ارتفاع الدولار، غير أن إدارة البنك المركزي السابقة، تجاهلت هذه الرسائل واستمرت في بيع الدولار لتلك المصارف في رسالة تحدٍّ واضحة.

إجراءات منقوصة

المحلل السياسي العراقي مهند الجنابي علَّق لـ”كيوبوست” بالقول: إن التعامل الحكومي مع أزمة تهريب الدولار، وخصوصاً ما قام به رئيس الحكومة من حملات اعتقالٍ ضد المتهمين بالتهريب على أنه جريمة اقتصادية، لكن هذه الإجراءات الحكومية لا تتناسب مع طبيعة التحديات التي يواجها العراق، والمسببات الحقيقية لهذه الأزمة.
وطالب الجنابي الحكومةَ العراقية القفز بخطواتٍ إلى الأمام لكبح جماح عمليات تهريب الدولار للخارج، وأن تتخذ خطوات جادة بهذا الصدد.