الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
العراق.. هل ينجح الكاظمي في ما فشل فيه الآخرون؟
تحديات كبيرة تبرز أمام حكومة مصطفى الكاظمي أهمها حصر السلاح بيد الدولة وإنهاء دور الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران

بغداد – أحمد الدليمي
حظي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، المكلف من قبل رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة العراقية، في مدة أقصاها 30 يوماً، بإجماع غير مسبوق، وتأييد من أغلب الكتل السياسية السنية والشيعية والكردية؛ لنجاح تمرير تشكيلته الوزارية.
وعرف الكاظمي كأحد الوجوه السياسية في العراق عندما تسلم منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي في يونيو عام 2016، بعد أن حاز مكانة مرموقة كوسيط سياسي متمرس بين الأطراف العراقية المختلفة، خلال الأزمات التي عصفت بالبلاد.
لكن مهمة الكاظمي في تشكيل الحكومة لا تبدو بهذه السهولة؛ إذ يواجه الرجل جملة من التحديات والملفات الشائكة، قد تضطره ربما إلى الاعتذار وتقديم استقالته، إن لم ينجح في التغلب عليها؛ منها على سبيل المثال، الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الانخفاض الحاد في أسعار النفط، والاضطراب الذي تشهده العملية السياسية، فضلاً عن جائحة كورونا.
اقرأ أيضاً: مصدر استخباراتي لـ”كيوبوست”: إيران وميليشياتها مارستا ضغوطًا كبيرة لمنع تولِّي الكاظمي رئاسة الوزراء
التحدي الأكبر
ويبقى التحدي الأبرز أمام الكاظمي في حصر السلاح بيد الدولة وفرض هيبة القانون، فضلاً عن إنهاء دور الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران عقائدياً، كما تعهد بذلك ضمنياً في أكثر من مناسبة؛ هذا الأمر تحديداً يستجر حنق بعض تلك الفصائل ضده، خصوصاً تلك التي تتهمه بالتآمر مع واشنطن للقضاء عليها.
بدا ذلك جلياً في بيان أصدرته ميليشيا كتائب “حزب الله”، عبرت فيه عن رفضها القاطع تكليف رئيس جهاز المخابرات الأسبق ووصفته بالشخصية المشبوهة، وأن ترشيحه بمثابة إعلان حرب ومؤامرة أجنبية على العراق.

ويتوقع المحلل السياسي العراقي مهدي جاسم، أن الكاظمي سوف يمر بمرحلة تحديات عصيبة؛ وهي لا تختلف عن تلك التي واجهت من سبقه، وتسببت في فشل المكلف الأول محمد توفيق علاوي، وعجزه عن تمرير حكومته في البرلمان، واعتذار المكلف الثاني عدنان الزرفي، وذلك “لأن غالبية الكتل السياسية تمتلك من الحنكة والتخطيط ما يكفي لإسقاط أي رئيس وزراء لا يتماشى مع رؤيتها السياسية”، حسب مهدي.
وتتهم كتائب “حزب الله” الكاظمي بالتورط في مقتل قائد فيلق الحرس الثوري الإيراني الإرهابي قاسم سليماني، برفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبي مهدي المهندس، خلال ضربة جوية أمريكية استهدفت موكبهما، بالقرب من مطار بغداد، في يناير الماضي.

وأضاف مهدي، خلال حديثه إلى “كيوبوست” قائلاً: “إن سلمنا بمرور حكومة الكاظمي داخل قبة البرلمان العراقي، فإن هناك تحديين يهددان بقاءه على سدة الحكم؛ الأول يتمثل في الوجود الأمريكي، والثاني في الفصائل الشيعية المسلحة الموالية لطهران، وكيفية القضاء عليها ونزع سلاحها”.
اقرأ أيضاً: كيف دفعت واشنطن بالعراق بين ذراعي إيران؟
من العراقيل التي تقف في وجه الكاظمي أيضاً، عدم وجود كتلة سياسية وحزب بعينه يدعمانه، وبالتالي “فالجهات التي أوصلته قادرة على أن تتخلى عنه في أية لحظة”، يختم مهدي.

أمر يتفق بشأنه الصحفي العراقي عمر المنصوري، والذي يرى أن الكاظمي لن يحظى بثقة البرلمان بسهولة، على الرغم من نجاحه إلى حد ما في ظهوره الأول عندما نال ثقة زعماء الكتل السياسية؛ خصوصاً الشيعية منها، مشيراً إلى أن النفوذ الإيراني والمتمثل في الميليشيات المسلحة الموالية لها لا يزال كبيراً، وما زالت طهران تلوح بذلك كورقة ضاغطة.
ولفت المنصوري، في حديثه إلى “كيوبوست”، إلى أن الكاظمي “لم يكن واضحاً عند الحديث عن سعيه للقضاء على تلك الميليشيات، والتي باتت تشكل التهديد الأبرز للسلم الأهلي في العراق؛ وهي التي ستمثل التحدي الأكبر أمامه إن لم يتمكن من القضاء عليها أو الحد من نفوذها”.