
خاص كيو بوست –
بعد 4 سنوات عجاف لم يذق فيها الشعب العراقي طعم الأمن والاستقرار، تعود عجلة الزمن إلى الوراء معلنة عودة أكثر من 3 ملايين نازح إلى منازلهم التي هجرها منذ عام 2013، واسترجاع مظاهر حياة فقدها العراقيون تحت سيطرة “داعش”.
وشكل عام 2013 بداية حرب دموية بين تنظيم “داعش” والحكومة العراقية، استمرت لأربع سنوات، مجبرة أكثر من 6 ملايين مواطن عراقي، على النزوح.
وتشير أرقام جديدة نشرتها المنظمة الدولية للهجرة في العراق إلى أن عدد العائدين إلى مناطقهم الأصلية تجاوز عدد النازحين في البلاد، لأول مرة منذ بداية الأزمة في العراق في عام 2013.
وكانت الحكومة العراقية مدعومة من قوات التحالف الغربي قد تمكنت أخيرًا من إنهاء وجود داعش في الأرض العراقية خلال عام 2017، والذي شهد معارك حاسمة أبرزها كان في مدينة الموصل.
وقالت المنظمة الدولية إن عدد العائدين إلى مواطنهم الأصلية وصل إلى نحو 3.2 مليون شخص، في حين ما يزال هناك 2.6 مليون نازح.
وتوزعت خارطة العائدين بين محافظة الأنبار بنسبة (38%، أي أكثر من 1.2 مليون شخص)، نينوى (30%، أي حوالي 975 ألف شخص)، وصلاح الدين بنسبة (14%، أي ما يقرب من 460 ألف شخص).
استعادة مظاهر حياة سلبها التنظيم
“كسرنا حاجز الخوف”، يكرر شبان عراقيون هذه العبارة وفق تقرير لوكالة فرانس برس، في إشارة إلى خلاصهم من نمط الحياة القاسي الذي فرضه التنظيم خلال سيطرته على مدينة الموصل.
العودة إلى المنزل ليلًا من العمل، والألبسة المختلفة من الماركات العالمية كافة، إضافة إلى فساتين النساء التي تزين واجهات المحال، كلها مظاهر غيبها التنظيم بحجة تطبيق الشريعة، لكنها بدأت تعود شيئًا فشيئًا من وسط الدمار الهائل الذي أحدثته عملية تحرير المدينة مطلع عام 2017.
“لقد عانينا من الاكتئاب والجوع والدمار والاضطهاد. إنها معجزة أننا ما زلنا على قيد الحياة”، تقول شابة عراقية تعمل في محل للألبسة لوكالة فرانس برس.
ويستدل من التقرير الذي أعدته الوكالة الفرنسية أن التنظيم أدخل الناس في بيئة مغلقة، يكاد يكون كل شيء فيها ممنوعًا.
“كان الأمر كما لو كنا قد ضعنا في وسط الصحراء، انقطعنا عن كل شيء، وفجأة، اكتشفنا أنه كان بإمكاننا أن نرفه عن أنفسنا”، تقول شابة عراقية أخرى.
وليس ببعيد عن الموصل، يتذكر أبناء مدينة الرقة السورية التي حررت هي الأخرى من تنظيم داعش، واقعة إعدام التنظيم لأربعة شبان بتهمة لعبهم كرة القدم، من منطلق أنها محرمة وفق شريعة التنظيم.
اللاعبون كانوا يلعبون بفريق الشباب في مدينة الرقة، قُطعت رؤوسهم أمام العامة من الكبار والأطفال بالمدينة.
ونشر نشطاء صفحة “الرقة تذبح بصمت” أسماء الضحايا آنذاك وهم: أسامة أبو كويت، وإحسان الشويخ، ونهاد الحسين، ولاعب رابع.
وفي خطوة لافتة أقدم 4 شبان مسلمون في مدينة الموصل على عزف الموسيقى داخل إحدى الكنائس بالمدينة بعد الخراب الهائل الذي لحق بها في عصر التنظيم. وجاءت الخطوة ضمن مبادرات لإعادة إحياء كنائس المدينة، في واقع يحيا من جديد داخل المدينة التي مرت عليها إحدى أعنف الحروب.