شؤون عربية

العاصمة الليبية بلا كهرباء: أين تذهب الأموال؟

احتجاجات لليوم الخامس على التوالي!

كيو بوست –

من مدينة إدلب شمال سوريا، إلى العاصمة الليبية طرابلس، إلى البصرة العراقية، إلى الصومال والسودان، وغيرها الكثير من المناطق التي يشكو أهلها على الدوام من الإهمال وانهيار البنية التحتية، وبالتالي من إهمال المواطن واحتياجاته الأساسية. المشترك الرئيس بين جميع تلك المناطق المُعدمة، أنها مناطق محكومة بميليشيات متطرفة تدّعي الحكم بالدين (الإسلام السياسي)، وبالتالي فإن أول أهدافها تبدأ بتطبيق الشريعة التي تضمن بقاءها الأبدي في الحكم، حتى وصول “جيش الخليفة” التي ستبايعه، سواء أتى أثناء فترة الانتظار تلك، حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو جيوش الاحتلال التركي، أو غيرها من التدخلات الخارجية الطامعة التي سرعان ما يستقبلها الإسلامويون بالتكبير… كما حدث في ليبيا 2011 أو في سوريا.

اقرأ أيضًا: إخوان ليبيا يطالبون بالتدخل العسكري التركي في بلدهم

ولذلك، ترى المدن المحكومة من تلك الميليشيات بدائية المظهر، وتنتشر فيها فوضى السلاح، والاقتتال بين “الإخوة”، وهو ما حدث ويحدث كل يوم في العاصمة الليبية طرابلس، التي انتفض فيها المواطنون لليوم الخامس على التوالي محتجين على الانقطاع المتواصل للكهرباء، في ظل درجات حرارة مرتفعة، لا يقوى المواطن على تحملّها من دون تجهيزات عادية.

وعلى الرغم من أن تلك المدن -منها العاصمة طرابلس- تشهد أكبر عمليات تمويل خارجي، يقدمها الحلفاء من الدوحة وأنقرة، إلّا أن تلك الأموال يصرفها أمراء الحرب على التسلّح وعلى التنافس بين الميليشيات، ويكاد يكون المواطن في آخر الأولويات، هذا إن رأوه أصلًا! فكل أمير حرب فيهم يرى أن مسؤوليته تنحصر في الترفيه عن عناصره المسلحين، وفي الوقت ذاته ينظر إلى طبقة المدنيين على أنهم وقود تطلعاته، وربما يخرج عليهم ليخبرهم بأن ما هم فيه “ابتلاء من الله عز وجل”!

وفي الوقت الذي تعيش فيه أحياء العاصمة الليبية تحت سطوة أمراء الحرب من ميليشيات الإسلام السياسي، في ظلام دامس، تناقل نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي وثيقة تكشف مرتب أحد أشهر قادة العصابات والميليشيات التي تحتل المدينة. تؤكد الوثيقة أن المدعو عبد الغني بلقاسم خليفة الككلي، الشهير بالشيخ “غنيوة” -يحمل رتبة مسؤول أول بمديرية أمن طرابلس- يتقاضى صافي مرتب شهري يقارب 31877  دينار ليبي!

وفي الوقت الذي يشكو فيه حكّام المدينة من قلة الدعم الخارجي، يقومون بدفع راتب 44 ألف دولار لمسؤول أكثر الميليشيات دموية في المدينة، بدلًا من دفع تلك الأموال لإصلاح محطات الكهرباء، مما يثبت أن ما يسمى بحكومة “الوفاق” التي يرأسها السراج ما هي إلّا واجهة لتلك الميليشيات المسلحة، التي تفرض سطوتها على المدنيين بقوة السلاح، وتختطفهم.

اقرأ أيضًا: هذا ما تخفيه سفينة الأسلحة التركية المتجهة إلى ليبيا!

ولليوم الخامس على التوالي، يخرج المواطنون منددين بحكومة السرّاج التي توفر الشرعية السياسية لتلك الميليشيات، وتسلمهم أهم المراكز الأمنية في المدينة.

مظاهرات اليوم ياسراج يا جبان ياعميل للطليان

Posted by ‎كارثة طرابلس‎ on Friday, July 20, 2018

وقام المواطنون بإغلاق الشوارع وحرق الإطارات بسبب تردي الأوضاع المعيشية والخدمية، كما اشتكى المحتجون في مناطق غوط الشعال وحي الأندلس وفشلوم وزاوية الدهماني والنوفليين من أزمة الانقطاع المستمر لشبكة الكهرباء لمدة تصل إلى 18 ساعة يوميًا، بالإضافة إلى مشاكل الازدحام أمام محطات تزويد الوقود، حيث أضرم المحتجون النار بالإطارات، في ظل عدم استجابة المسؤولين لمطالبهم.

وتعيش العاصمة الليبية تحت حكم العديد من الميليشيات، التي فشل مجلس الوفاق في دمجها، ينتمي أغلبها لفكر مفتي الإخوان، الصادق الغرياني، المقرب من القاعدة.

اقرأ أيضًا: ما وراء تحالف إخوان ليبيا مع ميلشيات “الجضران”

 

أبرز الميلشيات المسيطرة على العاصمة الليبية:

– الأمن المركزي: يقودها الشيخ “غنيوة” وتوجد في حي “أبو سليم”.

– قوة الردع الخاصة: أكبر الميلشيات في العاصمة، بقوام (1500) عنصر مسلح، ذات توجه سلفي، يقودها الشيخ السلفي عبد الرؤوف كارة، ويسيطر عناصرها على الجهة الشمالية الشرقية والمطار.

– كتيبة النواصي: تتكون من 500 عنصر سلفي، تسيطر على منطقة سوق الجمعة، مكلّفة بحماية مقرات حكومة الوفاق.

– كتيبة ثوار طرابلس: يبلغ عدد عناصر الميليشيا 1300 عنصر مسلّح، يقودهم هيثم التاجوري.

– لواء المحجوب: تتكون من 1000 عنصر مسلح، وقائدها مجهول الهوية.

– لواء الحلبوص: تسيطر على المناطق الجنوبية من العاصمة، وتتكون من 1000 عنصر، يقودهم بشير عبد اللطيف.

– الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة: تتبنى فكر القاعدة، وتأتمر بأمر مفتي الإخوان الصادق الغرياني.

– كتيبة المرسي: مكونة من 800 عنصر، وتمتلك أسلحة ثقيلة.

– الجماعة الليبية المقاتلة: تنظيم متطرف يحمل الفكر التكفيري، يقوده عبد الحكيم بلحاج، الذي شارك في القتال إلى جانب القاعدة في أفغانستان، ويعتبر من أكبر الموالين لدولة قطر.

– الحرس الوطني: مجموعة من الميليشيات التابعة للجماعة الإسلامية المقاتلة، وتعتنق الفكر التكفيري، يقودها سامي الساعدي وخالد الشريف.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة