الواجهة الرئيسيةترجماتمجتمع
“الطبقة المتوسطة” تجتاح العالم: هل يجعلنا ذلك سعداء أكثر؟
أكثر من 50% من سكان العالم سيصبحون من الطبقة المتوسطة

كيو بوست – أنس أبو عريش
بحلول العام 2020، أكثر من نصف سكان العالم سيكونون من “الطبقة” المتوسطة، بحسب الخبير الإستراتيجي في معهد بروكينغز العالمي الباحث هومي خاراس.
يعرف خاراس الطبقة المتوسطة على أنهم الأشخاص الذين يملكون قدرًا كافيًا من المال لتغطية احتياجاتهم الأساسية، مثل الطعام والملابس والمأوى، ولا يزالون يملكون بعض المال من أجل بعض الكماليات مثل الطعام الفاخر، والدراجات النارية، وتحسينات البيت، والتعليم العالي.
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر التدين على التعصب القبلي والعرقي؟
إنها مرحلة حرجة في التاريخ؛ فبعد آلاف السنوات من سيطرة العبيد والأقنان على غالبية سكان العالم، يملك أكثر من نصف السكان حاليًا أكثر مما يحتاجونه من أجل البقاء فقط.
يقول خاراس: “لم يكن هناك طبقة متوسطة تقريبًا قبل بداية الثورة الصناعية في ثلاثينيات القرن السابع عشر، كان هناك الفلاحين والمخلصين فقط. نحن الآن على وشك أن يصبح لدينا أغلبية من أفراد الطبقة المتوسطة في العالم”.
يضيف خاراس: “اليوم، يبلغ عدد سكان العالم من هذه الطبقة 3.7 مليار شخص، أي ما نسبته 48% من سكان العالم، مقارنة بـ190 مليون شخص من ذوي الثراء الفاحش (2.5% من السكان). المجموعتان معًا يشكلان أغلبية عالمية حاليًا، الأمر الذي سيكون له عواقب واسعة النطاق على الاقتصاد العالمي”.
هل أنا ضمن الطبقة المتوسطة؟
بالنسبة لخاراس، يعتمد الأمر على المكان الذي تعيش فيه، وبشكل أدق، على أسعار السلع في المكان الذي تعيش فيه. وفق الخبير، إذا كنت تحصل على 11-110 دولارات في اليوم، أي 4000 إلى 40000 دولار في السنة، فهذا يعني أنك من ذوي الطبقة المتوسطة. ويختلف الأمر من دولة لأخرى بحسب غلاء المعيشة، ومن عائلة لأخرى، بحسب كمية الأموال التي تنفقها على الاحتياجات اليومية لك.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة: الدول الأقل تديّنًا أكثر ازدهارًا
يقدر خاراس عدد المنضمين سنويًا إلى الطبقة المتوسطة بقرابة 140-170 مليون شخص، وفقًا لطبيعة التغيرات في كل دولة، وتغيرات الأسعار فيها، وتحديث السجلات الخاصة بها.
وكانت الهند والصين تساهمان في الكثير من هذا النمو، لكن دولًا مثل تايلاند وفيتنام -مثلًا- تشهدان الآن نموًا في كبيرًا في هذا المجال أيضًا، الأمر الذي سيرفع أعداد هؤلاء بنسب كثيرة خلال السنوات القادمة.
يقول خاراس إن الغالبية العظمى من الطبقة المتوسطة العالمية تملك الكثير من الأمور المشتركة؛ فهم “يحبون تكييف الهواء، وامتلاك سيارة، والخروج في العطلات، ولا يفضلون العمل يوميًا”.
هل تجعلنا الطبقة الوسطى سعداء أكثر؟
لا تنتهي النقاشات حول هذه القضية بتاتًا، لكن إجماعًا بين الباحثين الذين درسوا هذا الموضوع يقول بأن المزاج لا يتحسن كثيرًا بعد أن يصل الموظف إلى راتب 75000 دولار سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
في الوقت نفسه، يميل الأفراد عادة إلى الشعور بالسعادة أكثر كلما صعدوا في سلم الرواتب، بما يفسر انزعاج كثير من الموظفين حول العالم بعد سنوات من ركود قيمة رواتبهم؛ فالمهم أن يزيد الراتب ولا ينقص!
اقرأ أيضًا: لماذا ارتفعت نسبة الانتحار في الولايات المتحدة وانخفضت في أوروبا؟
ماذا عن الفقر؟
بالرغم من أن أخبار توسع الطبقة المتوسطة في العالم مفرحة للكثير من الباحثين حول العالم، إلا أن الفقر لا يزال تحديًا ملحًا في كثير من دول العالم.
يقول العالم الأنثروبولوجي اليساري جاسون هيكيل إن الرأسمالية هي لعنة فقراء العالم.
يعارض هيكيل الحد العالمي بـ1.9$ كمؤشر على الفقر، مشيرًا إلى أن الكثير من المحللين يحددون الفقر بدخل يومي مقداره 7.4$، هو الحد الأدنى لتحقيق تغذية جيدة، وصحة طبيعية.
إذا اعتمد معيار 7.4$ كمعيار عالمي للفقر، فسنرى أن نسبة عالية من سكان الكرة الأرضية تقع تحت الفقر؛ فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت هذا المستوى من 3.19 مليار شخص عام 1981، إلى 4.16 مليار عام 2013.
ويجادل الكثير من الباحثين بأن هذه المعايير قد تكون من أشكال القمع ضد الفقراء، أو أنها مصممة خصيصًا لاستعطاف جهات معينة، بدل البحث عن حلول لتلك المشكلات.
يذكر أن إحصائيات البنك الدولي تذكر أن 10% من سكان العالم عاشوا تحت الفقر المدقع خلال عام 2015.
المصدر: ناشيونال ريفيو + واشنطن بوست