الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

الطائرات بدون طيار الإيرانية: سلاح الحوثيين الجديد ضد السعودية

لماذا تعود الجماعة لاستخدام الطائرات المسيّرة من جديد؟

كيو بوست –

أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، الأسبوع الماضي، تدمير دفاعاته الجوية لطائرتين بدون طيار، من تصنيع إيران، كانت في طريقها لمهاجمة مطار ومنشأة مدنية أخرى في جنوب المملكة، بالقرب من الحدود اليمنية.

وهدد المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي من أن استمرار مثل هذه الهجمات سيؤدي إلى رد قاسٍ وموجع، خصوصًا أن تلك الطائرات تتعمد استهداف المنشآت المدنية.

أجزاء الطائرات المدمرة

ويظهر ذلك تطورًا لافتًا حدث في الأزمة اليمنية، إذ استخدم الحوثيون لأول مرة الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع، لاستهداف المنشآت المدنية في السعودية، انطلاقًا من مطار صنعاء الدولي، الذي بات يستخدم كقاعدة لانطلاق الطائرات بدون طيار لمهاجمة الأهداف في المملكة.

 

أدلة قاطعة

مع إعلان التحالف اعتراضه للطائرات بدون طيار، أعلنت قناة المسيرة، التابعة للحوثيين، أن الجماعة استهدفت منشآت تابعة لشركة أرامكو في جازان، ومطار أبها جنوب المملكة، عبر طائرات بدون طيار.

وقالت القناة إن “القوات الجوية” نفذت الهجمات عبر طائرات “قاصف-1” التي كشف عنها الحوثيون العام الماضي.

وقال معهد أبحاث دراسة ورصد التسلح إن لديه أدلة قاطعة تثبت أن طائرات قاصف وأسلحة حوثية أخرى ليست صناعة محلية، وأنها من إنتاج إيراني، على عكس تصريحات الحوثيين العلنية.

وكانت الجماعة قد أعلنت أن “وحدات إنتاج الطائرات المسيرة” لديها، تمكنت من إنتاج طائرات بدون طيار هي “قاصف-1” الهجومية، وطائرات “راصد” و”رقيب” و”هدهد-1″ الاستطلاعية هي “باكورة الإنتاج المحلي اليمني”، لكن معهد أبحاث التسلح كشف كذب هذه التصريحات، موضحًا أنها جاءت من إيران.

وكانت الحكومة الشرعية في اليمن، المعترف بها من المجتمع الدولي، قد أكدت أيضًا ما توصل إليه معهد أبحاث التسلح، حين قالت إن الحوثيين يحصلون على الطائرات بدون طيار من إيران، من أجل استخدامها في مهاجمة المملكة السعودية.

ويبدو أن الحوثيين استخدموا أسماء عربية للطائرات، من أجل إخفاء هويتها الإيرانية، خصوصًا أن إيران تنفي حتى الآن دعمها للحوثيين، بالرغم من كل الأدلة التي تثبت قيامها بدعم الجماعة ماليًا وعسكريًا، بهدف تقويض الأمن والاستقرار العربيين، خدمة لأهداف طهران التوسعية.

 

الدعم مستمر

بحسب المدير التنفيذي لمجموعة تتبع الأسلحة في الصراعات التابع لمعهد أبحاث التسلح جيمس بيفان، أثبتت قطع بعض الصواريخ والطائرات بدون طيار المنطلقة من الحوثيين، أنها تحتوي أجزاء متطابقة من مكونات أسلحة عثرت عليها قوات الأمن البحرينية مع جماعات مدعومة من إيران. ويثبت ذلك أن نظام طهران، الذي يقف وراء دعم جماعات معينة في البحرين من أجل تقويض استقرارها، هو ذاته الذي يزود الحوثيين بالسلاح والقطع العسكرية اللازمة لتشغيل الطائرات بدون طيار.

وأوضح بيفان أن أحدث ما عثر عليه المعهد من معلومات مثبتة هو أن تواجد الدعم الإيراني العسكري، لا يقتصر على الحوثيين فقط، وإنما على عدد من وكلائها في المنطقة. وأكد التقرير الذي نشره المعهد أن الدعم الإيراني العسكري المباشر للحوثيين بدأ في يناير/كانون ثانٍ 2013.

وكان التقرير قد قارن بين قطع يجري التحكم بها عن بعد، عُثر عليها في اليمن، مع قطع أخرى مشابهة عُثر عليها في مناطق أخرى في دول عربية تحظى فيها إيران بتواجد كبير.

 

عودة من جديد

وأعلنت قوات التحالف عن تدمير أول طائرة بدون طيار في اليمن تابعة للحوثيين، في نهاية شهر يناير/كانون ثانٍ 2017، أي قبل أيام فقط من الإعلان الحوثي عن امتلاك تلك الطائرات. وكانت المقاتلات التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، المشارِكة في التحالف، قد أعلنت أنها تمكنت من تدمير طائرة بدون طيار في مدينة المخا، قبل إطلاقها من منصة متحركة.

لكن الأيام الأخيرة شهدت عودة جديدة لاستخدام الطائرات بدون طيار، إيرانية الصنع، من جماعة الحوثي، ما قد ينذر ببداية مرحلة جديدة من الحرب مع وكلاء طهران، يمكن أن تؤدي إلى رد قاسٍ، وتحولات جوهرية في سير المعارك، بحسب ما ذكر الناطق باسم التحالف.

 

يذكر أن عدد الصواريخ التي أعلن التحالف اعتراضها بلغ، خلال العشرين يومًا الأخيرة 17 صاروخًا، ليرتفع العدد الإجمالي منذ عام 2015، إلى 120 صاروخًا، فيما أعلن خلال الأسبوع الماضي عن اعتراض طائرات بدون طيار كانت موجهة لاستهداف المملكة العربية السعودية لأول مرة.

 

المصادر: ذي إنترناشونال + معهد أبحاث التسلح + وكالات

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة