الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
الطائرات الإيرانية من دون طيار تُعيد تشكيل المشهد الأمني في الشرق الأوسط
على مدى عقودٍ من الزمن، كانت الطائرات المسلحة من دون طيار تقريباً حكراً على الجيوش المتقدمة مثل الولايات المتحدة وإسرائيل لكن طهران كسرت تلك القاعدة

كيوبوست – ترجمات
بينويت فوكون♦ & ديون نيسنباوم*
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالةً لاثنين من مراسليها المخضرمين في شؤون الشرق الأوسط، تقول فيها إنه بعد الهجوم المميت على ناقلة نفطٍ بطائراتٍ من دون طيار محملة بالمتفجرات، وإطلاق طائراتٍ من دون طيار من قطاع غزة أصابت أحياء إسرائيلية، وضربات على المصافي وخطوط الأنابيب السعودية، وعلى القواعد التي تؤوي القوات الأمريكية في العراق، فإن قدرة طهران سريعة التطور على بناء ونشر الطائرات من دون طيارٍ تُغيّر المعادلة الأمنية في منطقة على حافةِ الهاوية بالفعل.
اقرأ أيضاً: النزعة التوسعية الإقليمية الإيرانية ومؤشرات التغيير
وأشارتِ الصحيفة إلى تصريحاتِ مسؤولين دفاعيين أمريكيين، وأوروبيين وإسرائيليين، حيث أكدوا أن إيران وحلفاءَها في جميع أنحاء الشرق الأوسط يقفون وراء هذه الموجة من الهجمات. ويقول المسؤولون إنه، وعلى مدى عقودٍ من الزمن، كانت الطائرات المسلحة من دون طيار تقريباً حكراً على الجيوش المتقدمة؛ مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.
حيث يقول مسؤولون أمنيون أوروبيون وشرق أوسطيون درسوا حطام الطائرات التي قامت بالهجمات، إن مهندسي طهران يعتمدون على مكونات مستورَدة لصنع مركبات جوية يمكنها ضرب الأهداف بدقة على مسافاتٍ بعيدة وتغيير الاتجاه بسرعة، لتجنب الدفاعات الجوية والرادار.

وتُظهر سجلات الشركات الإيرانية أن شركة صناعات الطائرات الإيرانية تسيطر على كيانٍ غير معروف يُدعى “شركة تصميم وتصنيع الطائرات الخفيفة”، والتي تطور طائرات من دون طيار عالية التقنية. وقد حصل المشروع المملوك للدولة مؤخراً على ضخٍّ نقدي ضخم، مما رفع رأس ماله إلى ما يعادل 271.5 مليون دولار من 1.5 مليون دولار، وفقاً لسجلات الشركة.
اقرأ أيضاً: هل أصبحت الطائرات بدون طيار قوة جوية إرهابية؟
كما كشف تقرير سري تم إعداده للحكومة البريطانية، بواسطة مركز دراسات الدفاع المتقدمة، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، أن إيران تمكنت بنجاحٍ من تسليح حلفائها الحوثيين في اليمن، باستخدام شبكة من الشركات التجارية في جميع أنحاء العالم تمكنهم من شراء المكونات، بما فيها بعض الشركات التي تهربت من العقوبات.
حيث تعتمد الطائراتُ من دون طيارٍ الإيرانية التصميم التي استخدمت في العراق واليمن وغزة، طرازَ المحرك نفسه الذي يسمى “دي أل إي– 111″، وتصنّعه شركة “ميل هاو إكسيانغ تكنولوجي.ليمتد”، حسبما يقول الخبراء، بمن فيهم خبراءٌ من الأمم المتحدة. لكن الشركة قالت للأمم المتحدة إن المكونات المستخدمة في الطائرات الإيرانية من دون طيار مقلدة. ولم ترد الشركة على طلب التعليق.

وتقول المقالة إنه تم تعقب مكون متطور مصنوع في كوريا الجنوبية، عُثر عليه في الطائرات من دون طيار الإيرانية المستخدمة ضد قوات التحالف في اليمن إلى متجر ألعاب في طهران يبيع طائراتٍ نموذجية يتم التحكم فيها عن بعد، بما في ذلك نسخ مصغرة من المقاتلات النفاثة الأمريكية، وفقاً لتحقيق للأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً: حان الوقت لإدارة بايدن حتى تحدد خياراتها بشأن إيران
كما أن إحدى الطائرات الإيرانية من دون طيار التي استخدمت في المعارك السورية تستند بشكلٍ كبير على طائرة “هيرميس450” الإسرائيلية.
ويشتبه المسؤولون الإسرائيليون في أن إيران تلقت نموذج هيرميس من حليف طهران اللبناني، حزب الله، بعد تحطمها في لبنان.
♦صحفي أول في “وول ستريت جورنال”، يغطي منظمة أوبك، والصناعات النفطية في إيران وليبيا ونيجيريا والجزائر.
*مراسل مقيم في بيروت، يغطي السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والأمن الإقليمي لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
المصدر: وول ستريت جورنال